أثار نص مسابقة في اللغة العربية وآدابها في امتحانات كلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية اعتراض واستنكار مجالس فروع الطلاب في كليات الجامعة في الجنوب لما يتضمنه بحسب المعترضين من دعوة واضحة وعلنية الى التطبيع مع العدو الاسرائيلي حيثت طالبت المجالس الطلابية المعترضة رئيس الجامعة بمحاكمة الدكتور الذي وضع هذه المسابقة واسئلتها وتبناها !.
فقد صدر عن مجالس الفروع الطلابية في كليات " العلوم ، الآداب والعلوم الانسانية ، معهد العلوم الاجتماعية ، كلية الصحة العامة " في الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس في الجنوب بيان جاء فيه : فوجئنا اليوم بمحتوى مسابقة مادة مقاربات في الفكر العربي الحديث في اختصاص اللغة العربية وآدابها ( ماستر 1- الفصل الثاني ) في كلية الآداب والعلوم الانسانية - الفرع الأول للجامعة اللبنانية .ونحن في مجالس الفروع الطلابية المذكورة أعلاه نعلن استنكارنا وشجبنا الشديدين لهذه المسابقة التي يدعي مضمونها بشكل واضح وعلني الى التطبيع مع العدو الاسرائيلي متناسياً احتلال هذا العدو واغتصابه للأرض الفلسطينية وجرائمه التي ارتكبها بحق الشعب اللبناني كما الشعب الفلسطيني والتي لا زالت مستمرة حتى اليوم .من هنا ندعو الى محاكمة الدكتور الذي وضع هذه المسابقة واسئلتها وتبناها ، واصدار الجامعة موقفا واضحا وعلنيا استنكارا لمحتوى هذه المسابقة وممارستها لرقابة تامة بما يمنع تكرار هكذا امر مرة اخرى ,.
نص المسابقة موضع الإعتراض
وحصل "مستقبل ويب" على نسخة من المسابقة التي اعترضت عليها مجالس الفروع الطلابية جنوبا وهي مأخوذة من نص لـ"أدونيس" يطلب من الطلاب معالجته في ضوء مقاربة نصية يقول فيه" ألا يمكن أن نكون في حرب مع بريطانيا، مثلاً، وأن نكون، في الوقت نفسه، في سلام مع شكسبير؟ ألا يمكن أن نعادي ألمانيا، أو فرنسا، أو إيطاليا، ونظل، في الوقت نفسه، أصدقاء لبيتهوفن وغوته، لديكارت ورامبو، لدانتي وليوناردو دافنشي؟.. إذا كان الجواب نعم - وهو بالنسبة إليَّ كذلك - فلماذا لا يمكن أن نحارب إسرائيل ونُسالِم، في الوقت نفسه، الفنَّ والأدب اللذين ينتجهما كبار الأدباء والفنانين اليهود، خارج إسرائيل وداخلها؟. ونعرف جميعاً أن الإسلام حارب في بداياته اليهود، دون أن يقاطع الفكر اليهودي أو الثقافة اليهودية. وحارب الرومَ، في ما بعد، والفُرْسَ، دون أن يقاطع الثقافة البيزنطية أو اليونانية أو الفارسية.خصوصاً أن لغة الإبداع في كل أمة لا تحيا إلا بحربها المتواصلة على كلِّ ما هو مؤسَّسي، سياسةً وثقافةً؛ فلا يمكن أن يتماهى الإبداعُ أو يتوحَّد مع المؤسسة، أياً كانت. وفي هذا المنظور يمكن القول إن الإبداع في أمة هو، موضوعياً، حليف الإبداع في الأمم الأخرى، في ما وراء الصراعات السياسية، والعداءات، وفي ما وراء الحروب.ولـئن كان الإبداع خيرَ ما يفصح عن هوية الإنسان وثقافته، فإنه يمثل الطريق الوحيدة لفهم الشعوب، سواء كان هذا الفهم وسيلة لمزيد من التقارب معها، أو وسيلة لمزيد من الهيمنة عليها، أو لردِّ عدوانها. كلا، ليس بالتجارة، أو بالسَّواعد، أو بالبنادق، أو بالعيون السود أو الزُّرق، تصادِق أمةٌ أخرى أو تحاربها"..
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.