30 أيلول 2020 | 08:37

أخبار لبنان

نتنياهو يحذّر اللبنانيين من "عنبر" جديد... و"الإعلام الحربي" يستنفر

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول: بحرفية عالية تتقن فنّ سرد الوقائع وتحويرها باتجاه واحد، ‏خرج الأمين العام لـ"حزب الله" ‏السيد حسن نصرالله على الرئيس إيمانويل ماكرون أمس بموعظة ‏حسنة حدّد له خلالها ‏الأخلاقيات والأدبيات الواجب التزامها في مخاطبة "حزب الله" والثنائي ‏الشيعي، موجهاً إليه ‏صلية من تعابير الانتقاد والتأنيب على اتهامه الحزب بالعرقلة والفساد ‏والخيانة، رافضاً ‏تنصيب الرئيس الفرنسي نفسه "وصياً أو والياً أو حاكماً" على لبنان... ليخلص ‏إلى تفصيل ‏مبادرة فرنسية هجينة على قياس الأحزاب والكتل النيابية تقوم على إعادة استنساخ ‏وتكريس ‏‏"الأعراف المتبعة منذ العام 2005" في تشكيل الحكومات، وصولاً إلى الربط الصريح ‏بين ‏ولادة أي حكومة جديدة وبين شرط أن يكون لـ"حزب الله" حصة فيها على قاعدة: "لازم ‏نكون ‏بالحكومة حتى ما تتكرر حكومة 5 أيار‎‏".‏

عملياً، "استخدم نصرالله إطار المبادرة الفرنسية كسلاح لنحرها ونسف جوهرها من ‏أساسه"، ‏حسبما رأت مصادر سياسية، موضحةً لـ"نداء الوطن" أنه على طريقة "دس السمّ في ‏الدسم" ‏طرح جملة مغالطات زعزعت الركائز التي انطلقت منها هذه المبادرة الإنقاذية في ‏معرض ‏إيحائه بأنه الطرف الوحيد الذي التزم بها، في حين أنّ المسوغات التي ساقها شوّهت ‏في ‏الحقيقة مضمون المبادرة وبنودها "فلا يستطيع على سبيل المثال أن يقول إنّ المبادرة ‏نصت ‏على تشكيل حكومة من وزراء مستقلين ثم يتحجج بأنها لم تنصّ على الطرف الذي ‏يسمي ‏هؤلاء الوزراء، فإذا كانوا فعلاً مستقلين من البديهي تالياً ألا تسميهم الكتل وألا ‏يكونوا ‏مرشحين من الأحزاب بخلاف ما طرحه نصرالله وحاول تسويقه أمام الرأي العام لتبرير ‏عرقلة ‏ولادة الحكومة، ثم لا يجوز له اتهام الرئيس المكلف مصطفى أديب بأنه لم يتشاور مع ‏الكتل ‏النيابية ولم يأخذ برأيها خلال عملية تشكيل فريقه الوزاري، لأنّ في ذلك أيضاً تحويراً ‏للوقائع ‏وإلا فما هي قيمة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها أديب في مقر عين التينة ‏مع ‏الكتل النيابية حين خرجت تلك الكتل بأكثريتها الساحقة لتؤكد على الملأ أنها لا تضع ‏شرطاً ‏ولا قيداً على أديب ولا يوجد أي مطلب لها في تشكيل الحكومة‎‏".‏

بالمحصلة، كاد الأمين العام لـ"حزب الله" أن يتهم الرئيس الفرنسي نفسه بإفشال المبادرة ‏الفرنسية ‏منقلباً على مفاهيمها الإصلاحية والتخصصية ليعيد محاولة فرض تشكيل حكومة ‏تحاصصية بين ‏الكتل والأحزاب تحت عناوين وشعارات تحاكي ضرورة احترام الديمقراطية ‏والأكثرية النيابية. ‏على أنّ الأخطر برأي المصادر كان ما قاله نصرالله عن ضرورة تواجد ‏ممثلين لـ"حزب الله" ‏داخل أي حكومة مقبلة "لمنع صندوق النقد من فرض شروطه" في سبيل ‏تقديم المساعدة للبنان، ‏وهذا مؤشر بحد ذاته ينبئ بأن البلد يتجه إلى "أسوأ الأسوأ" اقتصادياً ‏ومالياً واجتماعياً طالما أنّ ‏‏"حزب الله" يدرج على أجندته الحكومية في المرحلة المقبلة سياسة ‏‏"التصدي لصندوق النقد الذي ‏قامت المبادرة الفرنسية أساساً على فكرة تشكيل حكومة مستقلة ‏تستطيع حيازة ثقة المجتمع ‏الدولي وصندوق النقد لتقديم المساعدات المالية اللازمة لاستنهاض ‏الوضع اللبناني". وختمت ‏المصادر بالقول: "من نكد الدهر أن يصبح الفريق الذي اشتهر ‏باستيلائه على مشاعات الدولة ‏وممتلكاتها في أكثر من منطقة لبنانية هو من يطرح نفسه اليوم ‏حارساً أميناً على أملاكها ويرهن ‏وجوده بالحكومة بحجة الخوف من بيع الأملاك العامة‎‏"!‏

‎وعلى الضفة المقابلة، شنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس غارة مباغتة على ‏منطقة ‏‏"الجناح" من على منبر الأمم المتحدة، محذراً من انفجار وشيك لعنبر جديد يخزّن فيه ‏‏"حزب الله" ‏الأسلحة والصواريخ والمتفجرات على مقربة من منشآت غاز وسط أحياء سكنية، ‏وسرعان ما ‏أتبعه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بتغريدات يستعرض فيها ‏بالصور والفيديو ‏‏"ثلاثة مواقع في بيروت والشويفات لانتاج مواد تستخدم في مشروع ‏الصواريخ الدقيقة الذي ‏يديره حزب الله في مناطق مكتظة أحدها موقع تحت الأرض فوق ‏خمسة مبان سكنية تقطنها نحو ‏‏50 عائلة‎‏".‏

وإذ استهل نصرالله خطابه مساءً بالرد على نتنياهو معتبراً أنه يحاول تأليب اللبنانيين على ‏‏"حزب ‏الله" الذي "يعرف جيداً أين يخبئ صواريخه"، سارع الحزب إلى استنفار "إعلامه ‏الحربي" ‏ميدانياً في مواجهة الادعاءات الإسرائيلية فنظّم جولة للإعلاميين في المستودع الكائن ‏في ‏‏"الجناح" على مقربة من منطقة الأوزاعي، قادها مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب ‏الله" محمد ‏عفيف، وشاركت فيها "نداء الوطن" بحيث كانت كلمة لعفيف أكد فيها أنّ "هدف ‏الجولة تكذيب ‏نتنياهو"، نافياً وجود أي صواريخ في المكان، بينما تحدث مالك المنشأة بدوره ‏مشدداً على كونها ‏‏"صناعية ومفتوحة أمام الجميع يومياً‎".‎


نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 أيلول 2020 08:37