عدة اسباب معظمها مرتبط بارتفاع سعر صرف الدولار دفعت بباعة الخضار والفاكهة المتجولين في صيدا الى تنفيذ " ثورة الخضرجية " عند مدخل سوق الخضار والفاكهة بالجملة " الحسبة في صيدا صباح الثلاثاء ، واغلاق مداخلها لبعض الوقت قبل ان يعاد فتحها لاحقاً ..
السبب المباشر والفعلي بحسب بعض هؤلاء الباعة هو اضطرارهم لتحمل كلفة " قفص " الخضار او الفاكهة البلاستيكي فارغاً بسعر يصل 4000 ليرة تحتسب من ضمن البضاعة التي يتسلمونها من التجار في الحسبة ، بينما لا يستوفون من هذا الثمن عند اعادة الففص فارغاً للتاجر نفسه سوى نصف هذا المبلغ او اقل ( اي 2000 أو 1500 ليرة ) .
اما السبب الآخر فهو شكواهم من معاملة بعض عمال وشغيلة محال الخضر والفاكهة في الحسبة ومعظمهم من العمال غير اللبنانيين على خلفية اعتراض الباعة على ارتفاع كلفة المنتجات الزراعية التي يتسلمونها من التجار بما فيها ثمن الأقفاص البلاستيكية ..
هذان السببان المباشران اللذين تمت معالجتهما بعد تفاوض بين الباعة والتجار ادى الى فض التحرك واعادة فتح مداخل الحسبة ، لم يخفيا تذمر الباعة تحت ضغط زبائنهم من ارتفاع اسعار بعض اصناف الخضار والفاكهة ( اللبنانية المنشأ) ما يضطرهم بدورهم لرفع السعر على المواطن ويجعلهم في مواجهة يومية معه .
واذا كانت مشكلة ثمن الأقفاص قد عولجت الا ان ارتفاع اسعار الخضار والفاكهة يبقى دون حل باعتباره - بحسب تجارها - مرتبط بحلقة متكاملة تبدأ من المزارع الذي يشكو من ارتفاع كلفة الزراعة ومستلزماتها التي يضطرون لشرائها حسب سعر صرف الدولار ، ولتسليمها الى التجار بأسعار تلحظ ما يغطي هذه الكلفة ،
يقول احمد صالح وهو صاحب محل لبيع الخضار والفاكهة في حسبة صيدا ان الغلاء الذي لحق ببعض المنتجات الزراعية ومستلزمات نقلها بما فيها الأقفاص البلاستيكية هو مشكلة عامة في لبنان ولا تقتصر على حسبة صيدا وحدها وسببه ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تتأثر بارتفاعه كل مستلزمات الزراعة من ادوية وسماد واقفاص ونقل وغيرها.
وكان الباعة المنتفضون امام حسبة صيدا رفعوا لافتات تطالب بخفض اسعار الخضار والفاكهة التي باتت - اضافة لكلفة ووسائل نقلها تشكل عبئاً عليهم ، ورفع اسعارها يجعل الزبون ( المواطن) يحجم عن شرائها وبالتالي تكبد الباعة خسائر يومية جراء كساد البضاعة وعدم تصريفها .
ويقول ابراهيم الحريري ( وهو مزارع وصاحب محل خضار وفاكهة في حسبة صيدا ) ان " الأسعار المحددة لبيع بعض اصناف الخضار والفاكهة " اللبنانية المنشأ" لا تعوض كلفة الانتاج عند المزارع بسبب ارتفاع ثمن المواد الاولية المستخدمة في الزراعة باعتبار ان جميعها مستوردة يتم شراؤها بالدولار فمثلا طن الكيماوي كان ثمنه بمليونا ليرة اما اليوم فأصبح 12 مليون ليرة !..ونحن نشتري البذور والادوية الزراعية والاسمدة الزراعية بالدولار .. يضاف الى ذلك اجرة العمال ووسائل النقل بطبيعة الحال .
اشارة الى ان اسعار بعض اصناف الخضار كانت سجلت خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا كبيراً في اسعار بيعها ، فوصل سعر كيلو الحامض مثلاً الى سبعة الاف ليرة وكيلو البندورة الى خمسة الاف ليرة والخسة الواحدة بأربعة الاف ليرة !.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.