7 تشرين الأول 2020 | 14:36

هايد بارك

كل الوقت .. لسعد الحريري - خالد صالح

كل الوقت .. لسعد الحريري - خالد صالح

كتب خالد صالح (*)

غدًا سيتسمّر اللبنانيون أمام شاشة التلفزيون، ينصتون بكل شغف فقد " صار الوقت " للكلمة الحقّة التي لا مراوغة فيها بأن تحتلّ المساحات الزمنية من أصدق الناس ..


" سعد الحريري "، هكذا من دون ألقاب لأن وقع الاسم على الساحة اللبنانية كفيل بسحبها إليه، أينما كان وفي كل زمان ومكان، يستحوذ على الريادة وتنحني له القيادة، وتشرّع له السياسة أبوابها، فالزعامة تأتي ولا تُطلب ..


" صار الوقت " كي تتساقط النقاط الجلية على الحروف الغامضة في لعبة الأحاجي، بقعةُ ضوءٍ في نفق أسود كالح يخضع لتأويلات العرّافين والعرّافات، وانتظار المراقبين والمراقبات، فالمتكلم هنا ليس شخصًا عاديًا، فالاستثناء سمته منذ أن طبعَ الزمان بحضوره الباهر ..


صار وقت " سعد الحريري " أن يضع لمسته الدافئة على " لوحة " الوطن الحبلى بالأحزان، أن يعيد لأصابع " بيروت " الدفء المفقود بعد ارتعاشة الموت الباردة، وأن يخط بحروف من نور معالم الحقيقة التي يحاولون تلويثها بكل موبقات الحقد والكراهية ..


صار وقت " سعد الحريري " أن يروّض الدجالين والمنافقين الذين عاثوا في الوطن خرابا، وأن يُصفّد الشياطين بإيمانه الذي لا يهتز، فمثله كمثل سنبلة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، لذلك فإن السنابل كي لا تنكسر، تهبُ الريح أعناقا مائلة، ترتاح حينًا لتعود إلى شموخها .. 


صار وقت " سعد الحريري " فلا الجرأة تنقصه على المكاشفة كما يجب وهو الحامل بيده خشبة الخلاص، ويتفحّص أحلام اللبنانيين بعينيه الثاقبتين كعيني صقر، ولا الوضوح يتجاوزه وهو الشفّافُ كماءٍ هبط من السماء للتو، يروي الآمال الذابلة في لحظة يأس ساخط فيعيد لها ربيعها الغائب ..


صار وقت " سعد الحريري " لأن قلوبنا التي تعلمنا أنها بحجم قبضة اليد، توشك أن تنوس وتنطفىء شعلتها، انكمشت وتيّبست وتحجّرت، ولاشيء يعيد لها دقاتها بانتظام سوى أن يتهادى إليها دقّات قلبه، يطرق الرخام البارد في أعماق الروح، فيتسلل الأمل للثنايا المظلمة التي تسكننا، إذ تبدو الأمورُ وقتئذٍ، أكثر تشويقًا كالتماعِ وجهه في رقي الحضور ..


غدًا سيكون " الوقت " كله لـ " سعد الحريري " ستشعر أنه يحدث ثقبًا في جدار روحك العظيم، ويحيك بابتسامته جرحك الغائر، ويستبدل بـ " عفويته " أزيز الموت الملتف حول عنق الوطن كـ " مشنقة "، بأغنية للحب والحياة والأمل ..


غدًا سيطبع " سعد الحريري " كل الوقت برؤيته وإيمانه، فنحن جميعنا تتقاذفنا أقدام الخوف والحزن، وتعجن قلوبنا أصابع الريبة من كل شيء، حتى الوقت الذي نخلد فيه إلى النوم، صار مسرحًا للكوابيس والأحلام المزعجة، و " الفضفضة " التي سيلاقي بها اللبنانيين هي الملاذ الأخير لمواجهة هذا العقم القاتل عن اجتراح الأمال .. 


وحده " سعد الحريري " بمقدوره أن يمسح بيديه على رؤوسنا ويربّت على أحزاننا، ويمنعنا من القفز إلى النار للنجاة من النار، أو على الأقل أن يكفكف دموعنا وأن ينسف عبارة " ما حدا فاضيلنا " التي نرددها كل يوم وتعتصر قلوبنا، بعبارة " سأبقى مع أهلي وجمهوري حتى آخر نفس " .. 


" سعد الحريري " الوقت صار لك، كي تُبلسم جراحنا وتلملم بقايانا وأن تمنع عنا كأس الغصات، فالكلَّ يهرعُ تحتَ سماءِ هذه البلادِ التي أقسَمتْ أن لاترحمَ أحدًا، وأنت وحدك الكتف الذي نستند عليه والقشة التي نتعلق بها كي ننجو من الغرق ..

(*) مسؤول شؤون الاعلام في منسقية "تيار المستقبل" في البقاع الغربي وراشيا

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 تشرين الأول 2020 14:36