كتب محمد نديم الملاح:
هو "السياسي الشهب" الذي في كل مرة و عند كل استحقاق مستعصى،وحده كالنيزك يخترق الجمود السياسي و يكسر كل الحواجز و يتخطى جميع العوائق في سبيل إيجاد الحلول.
ضمن خارطة طريق واضحة وبعد فترة إعتكاف إعلامية، أطل الرئيس سعد الحريري بصراحته المعهودة على اللبنانيين بمقابلة موضوعية وشفافة في زمن قلّ فيه الشفافية،وفي وقت كان اللبنانيين متعطشين الى هكذا كلام شفاف من مسؤول في وطن يكاد ينعدم فيه المسؤولين الفعليّن و إن كثرت الألقاب.
*التعلم من الماضي*
من يعرف سعد الحريري يعلم انه شخص يتعلم من تجاربه السابقة، و بعد كل طعنة سياسية يستجمع قواه و يسير قدماً متعالياً عن الجراح. إن فترة الإعتكاف الإعلامي هذه كانت ضرورية لمراجعة المرحلة السياسية الأخيرة والتعلم منها، و هذا ما بدا واضحاً خلال إنتقاد الذات قبل الحلفاء والخصوم، لكن هذا النقد يأتي من باب المصارحة و ليس من باب الحقد، فلا يمكن لشخص بطيبة سعد الحريري أن يحمل في قلبه ضغينة على أحد.
*الخارطة الحكومية*
على الصعيد الحكومي، أعاد الحريري إحياء المبادرة الفرنسية الإنقاذية بعدما كان بعض المزايديين ينتظرون خبر نعيها لأحقاد شخصية،و اعاد معها إنعاش المطالب المحقة لثورة ١٧ تشرين رغم محاولة البعض ركوب أمواجها و تحريفها لحسابات سياسية ضيقة.
فبروح الإنفتاح فتح الحريري باب المفاوضات امام إحتمالية جديّة لإعادة ترأسه الحكومة ضمن شروط واضحة وصريحة في سبيل إنجاح مهامها، رامياً الكرة في ملعب الأفرقاء تاركاً الباب مفتوح لجميع الإحتمالات، نابذاً الفتنة، داعياً إلى طاولة حوار لمناقشة هواجس الفرقاء و تحييد المواضيع الخلافية التي من شأنها ان تؤثر سلباً على الشارع اللبناني.
*المبادرة الفرنسية*
لا يختلف إثنين على حيثية الحريري الشعبية و العربية والدولية لما يتمتع به من مصداقية، فالمبادرة الفرنسية واضحة المعالم:" حكومة ذات مدة محدودة بصلاحيات محددة هدفها الأول إنقاذي بحت"، و من هنا يمكن الإستنتاج أن رجل المبادرة يجب ان يكون جاهزاً بمعنى ان يكون ذو خبرة في مجال المفاوضات و ان يكون له صولاته و جولاته مع العالم الخارجي، لأن المرحلة السابقة اثبتت فشل نظرية التجارب.
أما على الصعيد المحلي فجميع الأحزاب مأزومة و تتمسك بالقشة بمحاولة المستميتة للخلاص من ورطتها خوفاً من الغرق، لذا من مصلحة جميع الحكماء إنجاح هذه المبادرة للحد من الإنهيار و تجنيب إدخال لبنان في صراعات و حرائق المنطقة.
إن طلب الحريري من الأفرقاء السياسيين مهلة ٧٢ ساعة للتفكير بصدق و بضمير من أجل استغلال آخر فرصة لإنقاذ لبنان، مهلة تشبه تلك عندما قدم الحريري الورقة الإنقاذية التي تم رفضها لأسباب كيدية، و من ثم عادوا انفسهم و أعربو عن ندمهم لتفويت تلك الفرصة، وكأن التاريخ يعد نفسه فهل من متعظ؟
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.