لم تكن الكمامة والتباعد الجسدي والتعقيم وغيرها من اجراءات الوقاية من فيروس كورونا وحدها القاسم المشترك بين المدارس الرسمية والخاصة في اليوم الأول من التعليم الحضوري بناء لقرار وزارة التربية ، فقد كان اللافت اجماع الطلاب (صفوف الشهادات) على ان التعليم عن بعد غير مجدي وان التعليم المباشر داخل المدرسة افضل بكثير اذا ما تم اعتماد تدابير الوقاية اللازمة .
باستثناء المدارس والمعلمين والطلاب في المناطق المصنفة باللون احمر والتي شملها قرار وزارة الداخلية بتمديد الاقفال لأسبوع آخر بسبب كورونا ، اعطى قرار التربية الضوء الأخضر للطلاب واهاليهم كما للاداريين والمعلمين في المناطق الأخرى لإختبار اول يوم دراسي داخل المباني المدرسية للعام الدراسي الجديد ، وذلك باعتماد التعليم المدمج ( اي بين التعليم الحضوري لقسم من الطلاب وعن بعد للقسم المتبقي تباعاً اسبوعاً تلو آخر ) .
شوارع عاصمة الجنوب صيدا استعادت جزئياً حركة المدارس وان بخفر ، عادت بعض الحافلات المدرسية الى طرقاتها صباحاً وان بشكل جزئي والتزم الطلاب كما السائقين باجراءات الوقاية اللازمة من كمامات وتباعد ، واستعاض بعض الأهل عن الحافلات المدرسية أما بإيصال اولادهم بسياراتهم الخاصة او بسيارات اجرة .. واستعان بعض تلامذة المدارس الرسمية بدراجات كهربائية للوصول الى مدارسهم صباحا .
يرتدون كماماتهم ، ويصطحبون ما تيسر من كتب وقرطاسية ، توجه طلاب البريفيه والبكالوريا في التعليم الرسمي والخاص الى مدارسهم ، واستقبلوا عند مداخلها بقياس حرارة كل منهم ورش المعقمات ، قبل ان ينتقلوا الى الباحة الداخلية للمدرسة ومنها الى داخل صفوفهم حيث تم توزيع مقاعد وطاولات الطلاب على مسافات متباعدة نسبياً عما كانت عليه قبل كورونا ، والصف الذي كان يضم 25 و30 تلميذاً لم يعد يستقبل سوى نصف العدد تقريبا مداورة كل اسبوع بينهم وبين زملائهم الذين يتابعون دراستهم في هذا الوقت عن بعد .
احدى الطالبات في صف " الترمينال" في ثانوية نزيه البزري الرسمية اعتبرت انها لم تستفد من التعليم عن بعد وحضرت اليوم الى المدرسة لأن هذا افضل المهم ان تكون هناك اجراءات وقائية ،وقالت انها لا تخشى الاصابة .
وقال حسن مارديني ان "النشاطات اليومية للطلاب خارج المدرسة تشكل خطورة عليهم بسبب كورونا ، اكثر منها حين يكونون داخل المدرسة فالأفضل ان نأتي الى المدرسة " .
وقالت كارول الصوص " طالما ان هناك اجراءات وقائية وتعقيم ، لما لا نلتحق بمدارسنا ـ خاصة وان لدينا شهادات . واذا كانت هذه التدابير تنطبق ايضا على داخل الصف لجهة التباعد ومنع الاختلاط فهذا جيد ، وفندرس اسبوعاً اونلاين واسبوعاً حضور ".
ويقود الطالب احمد البخور دراجة مصطحبا زميله زين متجهين الى مدرستهما ،لافتاً الى انهما حضرا رغم ان كورونا صارت منتشرة كثيراً ، لكن يجب ان نتعايش معها
وقالت سالي حنفي ، اذا الأمور منظمة وصحية لا مشكلة بالحضور ، لكن لم يكن هناك التزام بالاجراءات الوقائية وذا كنا سنتضرر او اذا سجلت بعض الاصابات فالمفروض ان تقفل المدرسة . اما التعليم أونلاين فغير مناسب والكل لم يستفد !".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.