13 تشرين الأول 2020 | 23:30

مقالات

المشنوق.. "فات الميعاد"!

المشنوق..

كتب خالد الناطور:

غائب النائب نهاد المشنوق عن السمع، "لا حس ولا دستور". انفجر مرفأ بيروت أطل في مؤتمره الشهير، بعد أسبوع، واضعاً قناع الحزين على العاصمة، فأهداها تصريحاً... وماذا باستطاعته أن يفعل غير ذلك؟

بائع التصريحات الرنانة، لم يعد حوله سوى لوحات وتحف، ينفّخ سيجاره، متحدثاُ مع نفسه... ويسأل: "كويس وبعدين؟".

من حق المشنوق أن يضع يده على خده ويفكّر، فربما هو من القليلين الذين انهاروا سياسياً... هبوط سريع من وزير وزارة سيادية وصاحب أكبر المواكب، وصانع لعب سياسية... إلى صاحب "أساس"، مختبئاً خلف أقلام "لا أساس" لها!.

لم يعد باستطاعة نهاد السيّر في شوارع بيروت ولا حتى معاينة المرفأ بعد الانفجار، فسياسة "المزايدة والمتاجرة" بالسنّة وتشويهه الحريرية الوطنية والبيارتة لم تترك له جمهور.

آخر سقطات المشنوق كانت في "بيانه" بعد تسمية مصطفى اديب من نادي رؤساء الحكومات، عنوانه "التخلي عن الأمانة"، كتب فيه: "إنّ التزام نادي رؤساء مجلس الوزراء بالموافقة المسبقة للتحالف الحاكم وتحديداً حزب الله باسم الرئيس المكلَّف، يشكّل تخلياً عن الأمانة الوطنية التي وُضعت بين أيدي الذين ائتُمنوا عليها". لم يقرأها "صح" المشنوق فقرأها "حزب الله"، على طريقته، واسقط مصطفى أديب، لأنه رأى فيه حرباً كيانية، تهدد وجوده.

حصل المشنوق على ما يريد من الحريرية الوطنية، فُتحت له الابواب ليتدرج من صحافي الى مستشار فنائب فوزير، وخزنة لا بأس بها، وما أن بدأ يشعر بخسارته المناصب واولها الوزارة، وبات أمامه حلم الوصول لرئاسة الحكومة مستحيلاً، "حرد" المشنوق من الحريرية، وبدأ بالتحضير للانقلاب عليها... بزوبعة تقارير في فنجان "أساس".

نيابياً، المشنوق أشبه بالمستقيل لكنه غير مستقيل، هو حاضر فقط في أن يقدّم للبيارتة أطباق من "التقارير الحاقدة" على الحريرية الوطنية. لا اقتراحات قوانين تفيد البيارتة، لا حضور يمثلهم... لعل تصرفاته ينخدع بها اللبنانيون ويضمونه إلى صفوف "17 تشرين"، فمهمة التخلي عن الأمانة جاهزة: الطعن بسعد الحريري.

سنّياً، التاريخ حافل بالاثمان التي دفعها السنّة واهالي بيروت جراء أعماله، ولا حاجة لتكرارها.

يبذل المشنوق جهداً استثنائياً في ضرب وحدة الصف. يتفنن علانية في اطلاق المواقف الداعية لوحدة الطائفة بينما في الخلف، غرفة واحدة مهمتها: استهداف الحريري...

ورغم انه يفاخر بأنه من صنّاع التسوية الرئاسية، تأتي تقاريره متناقضة مع الجوهر، لا يطال صانعيها الحقيقيين ولا راكبيها، يحاول أن يسقط نفسه كسني جاهز لتقديم اوراق اعتماد للجميع... "لقاء تشاوري" من فئة دم أخرى. حتى عندما كان المشنوق من أهل البيت فتح صراعات داخلية بوجه كل من يهدد منصبه او حلمه، محاولاً زرع الانقسام في "المستقبل".

يصح وضعه على رأس "المزايدين الفوضويين"، يغازل الاعلام بتقارير ضد "حزب الله"، ينفعل في حديثه عن ايران، فيما الكواليس ولوائح الاتصالات تثبت أن من أجلس وفيق صفا بجانبه لم يتغير... والاتصال مفتوح.

ملفات المشنوق بالجملة كمن يضع يده في المياه، ولا يمكن الا وأن تخرج مبللة... وليس عليه الا أن يدندن للمناصب بأغنية أم كلثوم... "فات الميعاد وبقينا بعاد... عايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان ارجع يا زمان".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 تشرين الأول 2020 23:30