فرج عبجي - النهار
سؤال يطرح نفسه مع تأجيل رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية شخصية لتشكيل الحكومة العتيدة، أين كانت الميثاقية عند تكليف الرئيس حسان دياب بتشكيل الحكومة السابقة؟ مرة جديدة يكرس مبدأ الصيف والشتاء تحت سقف واحد، عندما تكون الميثاقية في مصلحة الفريق السياسي يتمسك بها ويجاهر بها ويضعها على قمم الجبال، وعندما تضر بمصالحه، يتناساها ويدفنها في اقبية المصالح السلطوية. المفارقة هذه المرة هي التحجج بالميثاقية المسيحية في غياب التأييد المسيحي لتسمية الرئيس سعد الحريري، وذلك في طريقة ملتسبة وعبر التسريبات، لكن في حال حصل اللقاء بين الحريري والنائب جبران باسيل وتم إعطاء الحصة التي يريدها الأخير، كما حصل مؤخراً مع النائب السابق وليد جنبلاط، ألن يضرب بالفريق المسيحي الثاني بعرض الحائط ويسير "التيار" ومن يدعمه بالحريري؟ الثابت أن موقف "القوات اللبنانية" لم يتغير، بل هو ثابت وغير مرتبط بإسم الشخصية التي ستشكل الحكومة، إنما مرتبط ببرنامجها الإصلاحي وبنيتها المستندة إلى شخصيات مستقلة متخصصة قادرة على إجراء الاصلاح وإنقاذ لبنان من الهوة.
وفي هذا الاطار تعتبر "القوات" ان "الرئيس عون لم يبرر بشكل رسمي في التصريح الذي صدر عنه أن السبب الرئيسي هو غياب الميثاقية المسيحية، انما ذلك ظهر بطريقة غير مباشرة عبر التسريبات التي رافقت هذا الإعلان الرسمي لتأجيل الإستشارات النيابية، وبالتالي التلطي وراء موقف "القوات" واستغلاله بطريقة ملتبسة ومشبوهة، خصوصاً وانه صدر من مصادر عدة وليس بشكل رسمي من قصر بعبدا مرفوض كلياً".
وشدد مصدر في "القوات اللبنانية" في حديث لـ"النهار" انه "لا يمكن الحديث هنا عن الميثاقية المسيحية في موضوع رفض تسمية الحريري لثلاثة أسباب، أولا لأن إعتراض "القوات" على التسمية غير مرتبط ابداً بشخص الرئيس الحريري، وليس من طبيعة طائفية، إنما من منطلق وطني وموجه ضد الأكثرية النيابية الحاكمة، وليس ضد الرئاسة الثالثة ومن يكلف على رأسها، وبالتالي لا يمكن الحديث هنا عن الميثاقية المسيحية". واضاف المصدر ان "السبب الثاني، هو عدم وجود تقاطع بين موقف"القوات" وموقف "التيار"، ولا تنسيق بينهما على هذا الموضوع، والسبب الثالث، هو أن موقف "القوات" من عملية التكليف ليس جديداً، فهي أعلنت منذ استقالة وزرائها من الحكومة، انها لن تقبل بحكومة غير مستقلة وغير إختصاصية، وانها ستؤيد أي حكومة ستشكل خالية من أي ممثل للقوى السياسية وإختصاصية، وهي لم تسم حسان دياب، ولم تسم مصطفى أديب رغم طلب الرئيس ماكرون ذلك، ولن تفعل ذلك اليوم بمعزل عن إسم الرئيس المكلف اذا لم تشكل حكومة مستقلة وإختصاصية". وإعتبر المصدر ان "ما لم يقدر على القيام به ماكرون في إقناع الثنائي الشيعي بالعدول عن تسمية ممثلهم في وزارة المالية، لن تتمكن أي شخصية اخرى من القيام به، والدليل أن الحكومة اللون الواحد المستقيلة لم تتمكن من تحقيق أي شيء لان مؤلفة من القوى الحاكمة التي ترفض التغيير والاصلاح".
وتعتبر "القوات" انها غير معنية بالمناورات الحاصلة بين القوى السياسية بهدف إعادة حكومات المحاصصة التي حمت الفساد وأوصلت البلاد الى هذا الوضع المأسوي، ويبدو انها لن تنجح بسبب طمعهم السلطوي. وشدد المصدر على انه "لا يمكن الحديث عن الميثاقية المسيحية بشأن الرئاسة الثالثة، إنما يجب ان يكون الحديث هنا عن الميثاقية السنية، وبالتالي يمكن الحديث عن الميثاقية المسيحية كما حصل مؤخراً ومن دون أي تنسيق مع "التيار" بسبب العلاقة المنقطعة معه، وعمل الفريقان على إسقاط جلسة التصويت على قانون للانتخابات يعتبر لبنان دائرة واحدة ضمن اجتماع اللجان المشتركة، وذلك لأن هذا الموضوع يمس بالميثاقية المسيحية وبصحة التمثيل المسيحي في السلطة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.