20 تشرين الأول 2020 | 07:53

أخبار لبنان

استعجال دولي للتأليف.. وتحذير من ‏التعطيل

كتبت صحيفة " الجمهورية " تقول: إنْ قُدِّر للاستشارات النيابية الملزمة أن تفلت ‏من قرار رئاسيّ بتأجيلها، ‏وتُجرى في موعدها المحدّد بعد غد الخميس، يمكن القول ‏حينها انّ ‏لبنان بدأ ينحو فعلاً نحو التقاط الفرصة الانقاذية التي توفّرها ‏المبادرة ‏الفرنسيّة.‏

وممّا لا شك فيه أنّ تكليف رئيس الحكومة الجديدة المتوقع في ‏نهايتها، يُعدّ خطوة ‏مهمّة على هذا الطريق، إلّا أنّ العبرة الأساس ‏تبقى في الخطوة التالية المتمثّلة ‏بالتأليف السريع لـ"حكومة ‏المبادرة"، الذي سيُخضع الأطراف المعنيّة بتأليف ‏الحكومة الى اختبار ‏جديّتهم حيال المبادرة الفرنسية، وصدق التزاماتهم ‏ببرنامجها ‏الاصلاحي، وبتسهيل تشكيل ما وصفها الراعي الفرنسي ‏للمبادرة ‏بحكومة المهمّة الانقاذية للبنان.‏ ‏

تعطيل متعَمّد

إستشارات الخميس محطة ينتظرها اللبنانيّون، لعلّها تضع حداً ‏للمزاجيات السياسية ‏التي تتلاعب بهذا الاستحقاق وتُرَنِّحه تارة في ‏افتعالات تعطيلية، وتارة ثانية في ‏شروط ومزاجيات كيدية، وتارة ثالثة ‏في اجتهادات دستورية وأنواع جديدة من ‏‏"الميثاقية". فيما عين ‏المجتمع الدولي محدقّة عليها، ومَلّ انتظار الصحوة اللبنانية، ‏من ‏الكوابيس السياسية التي يصنعها المتحكّمون بزمام الامور، وعينه ‏ترصد ‏اللحظة التي سيقترب فيها المعنيون بالاستحقاق الحكومي من ‏فرصة الانقاذ التي ‏أتاحتها المبادرة الفرنسيّة.‏

وفي هذا السياق، كشفت مصادر"الجمهورية" بأنّ حركة ديبلوماسية ‏غربية ناشطة ‏على أكثر من خط سياسي منذ تأجيل الإستشارات للدفع ‏في اتجاه إجرائها في ‏موعدها الخميس المقبل، وثمّة أسئلة كثيرة ‏طُرِحت حول الأسباب التي دفعت رئيس ‏الجمهوريّة الى تأجيلها؟

وتشير المعلومات، نقلاً عن سفير دولة عربية، إلى "أنّ مداولات جرت ‏بين عدد ‏من الديبلوماسيّين المعنيين بالمبادرة الفرنسية وآخرين من ‏دول غربية وعربية ‏صديقة، خَلُصت الى تقييم سلبي لمحاولات ‏التعطيل "المتعمّدة" للمبادرة الفرنسية، ‏وخصوصاً لناحية وضع ‏العثرات امام تكليف رئيس الحكومة الجديدة، مع إبداء ‏الخشية من ‏دخول الوضع في لبنان في منحى متأزّم أكثر في ظل ما يُحكى ‏عن ‏توجّه بعض الجهات السياسية في لبنان لوضع صعوبات وتعقيدات ‏في طريق ‏تأليف الحكومة".‏

‏"كوريدور" الانقاذ

وبحسب السفير المذكور فـ"إنّ الكثير من البعثات الديبلوماسية تجد ‏صعوبة في ‏معرفة ما يدفع اللبنانيين الى الاستمرار في حالة التأزم ‏السياسي، فيما بنيتهم ‏الاقتصادية والمالية محطّمة بالكامل. هناك ‏‏"كوريدور" حَدّده المجتمع الدولي عبر ‏المبادرة الفرنسية، يؤدي الى ‏الانقاذ، والمؤسف انّ السياسيين بَدلَ أن يدخلوا فيه، ‏دخلوا في ‏‏"الكوريدور" المؤدي الى تناحرهم على كل شيء".‏

وقال: "لطالما اعتبرنا لبنان الشقيق الاصغر، واستقراره أولوية لكلّ ‏العرب. أنا ‏التقيتُ مختلف القيادات، واكرّر مجدداً ما أكدته لها بأنّ ‏ظروف لبنان صعبة ‏وحَرجة ودول العالم تقف الى جانبه، وانّنا نشدّ ‏على أيدي القادة اللبنانيين وندعوهم ‏الى التطلّع فقط الى ما يخرج ‏لبنان الشقيق من أزمته".‏ ‏

حكومة قبل المؤتمر!‏

وبحسب معلومات "الجمهوريّة" فإنّ باريس تواظب في هذه المرحلة ‏على إرسال ‏إشارات متتالية من أكثر من مستوى داخل الإدارة ‏الفرنسية، تؤكد على اللبنانيين ‏عدم تضييع الوقت، وإجراء استشارات ‏تكليف رئيس الحكومة من دون أي إبطاء، ‏لِيَلي ذلك تشكيل الحكومة ‏سريعاً.‏

ووفقاً لتلك الإشارات، كما تقول مصادر المعلومات، فإنّ باريس ‏المصدومة من أداء ‏بعض القادة في لبنان وخروجهم على التزاماتهم ‏التي قطعوها للرئيس ايمانويل ‏ماكرون، ما زالت تُبدي الحذر من أي ‏خطوة تعطيلية لهذا الاستحقاق. مع تأكيدها ‏المتجدّد بأنّ لديها ‏جهوزية تامة لأن تكون حاضرة بفعالية بعد إتمام تكليف ‏رئيس ‏الحكومة، للقيام بدور مساعد في إنجاز تأليف الحكومة في لبنان، بناء ‏على ‏مندرجات المبادرة الفرنسية، وضمن فترة تسبق المؤتمر الدولي ‏لمساعدة لبنان الذي ‏ستنظّمه باريس خلال شهر تشرين الثاني ‏المقبل. ذلك أنّ انعقاد المؤتمر في ظل ‏حكومة مكتملة في لبنان، من ‏شأنه أن يفتح باب المساعدة التي يريدها، اضافة الى ‏انه يفتح الباب ‏ايضاً على تسريع الخطوات الفرنسية التالية على المستوى ‏الدولي ‏لحشد الدعم للبنان ومساعدته على تجاوز أزمته.‏ ‏

تكليف... لا تكليف؟

على أنّ المشهد الحكومي لا يؤشّر الى أنه بلغَ مرحلة الحسم النهائي ‏بعد، فحتى ‏الآن ليس في الإمكان القول إنّ التكليف قد أفلتَ من حقل ‏الألغام المزروعة في ‏طريق إتمامه يوم الخميس، ذلك أنّ الغيوم ‏الداكنة ما زالت تطوّق الاستشارات ‏النيابية الملزمة، وهي مُحاطة ‏باحتمالات سلبيّة عَزّزها الصمت الرئاسي حيال تلك ‏الاحتمالات، وعدم ‏تأكيد أو تثبيت رسمي وعلني لموعد الخميس، يُبدّد الغموض ‏حوله، ‏ما أبقى مصير الاستشارات تحت رحمة تأجيل جديد.‏ ‏

تطمينات.. ولا تأكيدات

والسؤال الطافي على سطح المشهد السياسي عشية الاستشارات: ‏هل سيشكل يوم ‏غد الاربعاء صورة مُستنسخة عن الأربعاء الماضي، ‏فيُبادر رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون الى إصدار بيان يعلن فيه ‏تأجيل الإستشارات من يوم غد ‏الخميس، الى الخميس من الأسبوع ‏المقبل؟

لا جواب حاسماً حتى الآن، ما خَلا تمنيات تصدر من هذا الطرف ‏السياسي او ذاك ‏بإتمام الاستشارات في موعدها، تُزامِن "التطمينات ‏الاعلامية" التي تنسب الى ‏القصر الجمهوري بأنّ الاستشارات ما زالت ‏في موعدها، ولن يطرأ تعديل عليها.‏

إلّا انّ غياب التأكيدات الرسمية لهذه التطمينات، أبقَى "النَقزة" قائمة ‏لدى مختلف ‏الأطراف السياسية من أن يتسلّل من خلف هذه ‏التطمينات غير المؤكدة تأجيل ‏رئاسي ثانٍ للاستشارات بذات الطريقة ‏وبذات التوقيت الليلي الذي تَسلّل فيهما ‏التأجيل السابق، خصوصاً انّه ‏لم يتبدّل شيء منذ التأجيل الأول، كما لم يظهر الى ‏العلن ما يؤكّد أنّ ‏ما تَوخّاه رئيس الجمهورية من التأجيل السابق قد تحقق.‏ ‏

الفجوة تعمّقت

فالمصاعب التي أشار إليها البيان الرئاسي، ومن دون ان يحددها او ‏يوضح ‏ماهيتها، وقال إنّها تستوجب أن تحلّ، ظلّت غامضة، ولم يسجّل ‏حصول أي تحرّك ‏او مبادرة لحلّها. لا من رئاسة الجمهورية، ولا من أي ‏طرف سياسي آخر. واذا ‏كان المقصود في تلك المصاعب، الفجوة ‏العميقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب ‏جبران باسيل، فإنّها صارت ‏أكثر تعقيداً ممّا كانت عليه قبل صدور بيان التأجيل ‏مساء الأربعاء ‏الماضي.‏

فالحريري، الذي أدركَ انّ القرار هو رسالة رئاسية سلبيّة مباشرة له ‏شخصياً، قرّر ‏في ما يبدو أن يعتمد تكتيكاً جديداً حيالها، ترجَمَه بالانكفاء ‏وعدم ارتقاء منبر ‏السجال، مُسنِداً الى أوساطه مهمّة الردّ غير المباشر ‏على تلك الرسالة، والتأكيد بأنّ ‏التأجيل مهما طال لن يؤثر عليه أو ‏يَحمله على التراجع ويقطع ترشيحه لرئاسة ما ‏سَمّاها حكومة المبادرة ‏الفرنسيّة.‏

أمّا باسيل، فقطع الطريق على أيّ إمكانية لحلّ بينه وبين الحريري، ‏مرّتين منذ ‏صدور قرار التأجيل الرئاسي: الاولى، عبر تعليقه الفوري على ‏القرار بقوله إنّه مع ‏احترامه لهذا القرار فإنّ تأجيل الإستشارات لن يبدّل ‏موقفه. والمرة الثانية، عبر ‏بيان المجلس السياسي لـ"التيار الوطني ‏الحر" السبت الماضي، بِحَسم عدم تسمية ‏الحريري لرئاسة الحكومة.‏ ‏

إتصالات فارغة

وبحسب مصادر مدركة لحجم فجوة الخلاف بين الحريري وباسيل، فإنّ ‏ما يُحكى ‏عن حركة اتصالات او مَساع لتضييق هذه الفجوة ما هي إلّا ‏اتصالات شكلية ‏ومَساعٍ فارغة لن تقدّم سوى التعب لِمَن يقوم بها، ‏خصوصاً أنّ الحريري وباسيل ‏رسما بتَصَلّبهما المتبادل خط اللّاعودة ‏عن رفضهما لبعضهما البعض. ومن هنا فإنّ ‏الاتصالات التي تجري ‏تَصبّ في اتجاه هدف وحيد هو عدم تأجيل استشارات ‏الخميس، ‏ومحاولة إقناع رئيس الجمهورية مُسبقاً بالعدول عن التأجيل إن كان ‏في ‏هذا الوارد.‏

فالتأجيل الثاني إذا حصل، كما تقول المصادر نفسها، قد تَترتّب عليه ‏مضاعفات ‏سلبية تُرخي بظلالها على المشهد الداخلي برمّته.‏ ‏

المُخرِج.. هاوٍ

ويؤكّد ذلك ايضاً مرجع سياسي لـ"الجمهورية"، بقوله: انّ تأجيل ‏الاستشارات، إذا ‏حصل، سيكون فاقعاً جداً هذه المرّة، ولن يستطيع ‏رئيس الجمهورية أن يبرّره على ‏الاطلاق. ومن هنا، انا أستبعِد أن يلجأ ‏رئيس الجمهورية الى تأجيل الاستشارات، ‏خصوصاً أن لا سبب موجِباً ‏له، مِثله مثل قرار التأجيل السابق، الذي لم يكن مسلّحاً ‏بما يبرّره او ‏بسببٍ موجِبٍ يمتلك قدرة الإقناع".‏

ويضيف المرجع مُتنَدّراً: "لقد كان التأجيل زلّة قدم غير محسوبة وغير ‏مدروسة، ‏والحق كلّه على "المُخرِج" الذي اعتُمِد لهذه "المهمة ‏الجليلة"، فيبدو أنّه "مُخرِج ‏هاوٍ" وجديد في هذا "الكَار"، فكانت النتيجة ‏أنّه "بَدلَ أن يكحّلها عَمَاها". أعتقد انّه ‏كان عليهم أن يستعينوا بمُخرِج ‏شاطر، يحتكم على شيء من الحنكة والدهاء، ‏فيعرف كيف يُدخل قرار ‏التأجيل في أذهان كلّ مَن في القصر، ويُقنعهم به أوّلاً، ‏ومن ثم يقنع ‏به من هم خارج القصر ثانياً، ويوفِّر بالتالي على مَن في ‏القصر ‏الإحراج، وسَيل التوضيحات والتفسيرات التي توالَت من الموقع ‏الرئاسي ‏الأول، لتبريره، وسَيل الانتقادات التي واجَهته، سواء من ‏السياسيين أو من المراجع ‏الدينيّة المسيحية تحديداً. وهنا، يجب أن ‏نتمعّن مَليّاً بموقفَي البطريرك بشارة ‏بطرس الراعي والمطران الياس ‏عودة"!‏

‏ ‏ترحيل الاشتباك!‏

الى ذلك، ووسط الحديث المتنامي عن محاولة نقل الاشتباك من ‏حلبة التكليف، الذي ‏باتَ محسوماً أن الرئيس سعد الحريري سيتم ‏تكليفه في استشارات الخميس إذا ‏جرت في موعدها، الى حلبة ‏التأليف، فإنّ المناخ السياسي يوحي باستعدادات من ‏الآن لهذا ‏الاشتباك، بدأت تُنذِر بأنّ معركة التأليف بين رئيس الجمهورية ‏وفريقه ‏السياسي وبين الرئيس الحريري ستكون حامية الوطيس ولأمد طويل.‏ ‏

إمعان في العرقلة!‏

وعلى ما تقول مصادر سياسية لـ"الجمهورية" انه إذا صَحّ ما يقال عن ‏معركة ‏حامية ومعقّدة في مرحلة تأليف الحكومة، فهذا ليس له سوى ‏معنى وحيد وهو أنّ ‏تأخير التأليف لن يُفهَم الّا على أنّه إمعان في ‏العرقلة، ورسالة شديدة السلبية تُرسَل ‏الى المجتمع الدولي الذي ‏ينتظر تشكيل الحكومة للبدء بالاصلاحات التي وضعها ‏شرطاً لتقديم ‏المساعدات للبنان.‏

وقالت المصادر: "انّ المعرقلين، أيّاً كانوا، لن يكونوا في مواجهة ‏الرئيس المكلّف ‏تشكيل الحكومة، بل إنهم سيكونون في مواجهة ‏المجتمع الدولي".‏

وفي هذا الاطار، لفتت المصادر الى "انّ الاجواء الدولية تَشي بارتياح ‏لإعادة ‏تكليف الحريري تشكيل الحكومة. والفرنسيون، كما هو معلوم، ‏يقدمون مبادرتهم ‏كفرصة إنقاذية لبنانية، ويعتبرون في الوقت نفسه ‏ان الحريري جاد في التزامه ‏وضع برنامجها الاصلاحي موضع التنفيذ. ‏ولقاء مساعد وزير الخارجية الاميركية ‏دايفيد شينكر مع الرئيس ‏الحريري عَكسَ موقفاً اميركيا داعماً لتشكيل الحريري ‏الحكومة ‏الانقاذية، وانّ الولايات المتحدة على استعداد لتقديم المساعدة شرط ‏بروز ‏الجدية المطلوبة في الانقاذ وإجراءات الاصلاحات التي ينادي بها ‏الشعب اللبناني".‏

وخَلصت المصادر الى القول: "بعد تكليف رئيس الحكومة يجب ان ‏تتشكّل حكومة ‏في أسرع وقت، فخطوطها العريضة موجودة، وجرى ‏التأسيس لها في التكليف ‏السابق، ما يعني انّ ثلاثة أرباع العُقَد ‏محلولة. وبالتالي، إنّ القَول بِنقل المعركة من ‏التكليف الى التأليف هو ‏قول مستغرب ولا يُطمئِن، خصوصاً انه يُبقي لبنان في ‏الدوامة، ‏ويصبّ المزيد من الزيت على نار الأزمة التي تزيد اشتعالاً كل يوم".‏

عين التينة

الى ذلك، تعكس اجواء عين التينة ترقباً ايجابياً لاستشارات الخميس، ‏وتأمل ان ‏يُصار الى تكليف سَلِس، يبدأ بعده الانطلاق نحو تأليف ‏سريع للحكومة.‏

وبحسب هذه الاجواء فإنّ الرئيس بري، الذي عارضَ التأجيل ولو ليوم ‏واحد، هو ‏مع التعجيل الى أقصى الحدود في تأليف الحكومة اليوم ‏قبل الغد. فالوضع لم يعد ‏خافياً على أحد، وباتَ يوجِب أن نستفيد من ‏كل الوقت المُتاح أمامنا وندخل في مدار ‏العمل الحكومي المنقِذ ‏للبلد، ذلك أنّ أمام الحكومة شغلاً كبيراً لتُنجزه، والجميع ‏مطالبون ‏بِرَفدها بما يساعدها على إتمام مهمتها بالشكل الذي يخدم البلد ‏ويساهم في ‏وضعه على سكة النهوض".‏ ‏

بيت الوسط

في المقابل، اكدت مصادر قريبة من "بيت الوسط" لـ"الجمهورية" أنّها ‏تترقّب ما ‏ستؤول اليه استشارات الخميس.‏

واذا كان التكليف بات يشكّل أولوية في "بيت الوسط"، الّا أنّ الاولوية ‏الاساسية هي ‏لتأليف الحكومة، وسبق للرئيس الحريري أن اكد على ‏خريطة طريق يأمل من ‏خلالها تأليف الحكومة من دون أي معوقات ‏في اقرب وقت ممكن، ذلك انّ الاعتبار ‏الاساس الذي ينطلق منه هو ‏وضع البرنامج الاصلاحي للمبادرة الفرنسية موضوع ‏التنفيذ العاجل، ‏وأي تأخير معناه المزيد من تدهور الوضع.‏ ‏

التيار

في هذا الوقت اكدت مصادر تكتل "لبنان القوي"، رداً على سؤال ‏لـ"الجمهورية" ‏عمّا اذا كانت استشارات الخميس ستؤجّل: "لسنا نحن ‏مَن يقرّر عن رئيس ‏الجمهورية، وهذه صلاحيته ولا نتدخّل فيها".‏

أضافت المصادر: "في مطلق الأحوال سنذهب الى الاستشارات ‏الملزمة، ولن ‏نسمّي الحريري لرئاسة الحكومة".‏

وعما اذا كان التيار سينتقل الى المعارضة، اكتفت المصادر بالقول: ‏أين نحن الآن؟

‏"القوات"‏

في السياق ذاته، اكدت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية": انّ ‏‏"القوات" لن ‏تقاطع الاستشارات الملزمة، بل ستشارك فيها وتمارس ‏حقها بالكامل".‏

وقالت المصادر: انّ المشكلة ليست لدى "القوات"، فقد سبق لها أن ‏حَسَمت موقفها ‏بعدم تسمية أحد لرئاسة الحكومة، لكنّها لم تقل إنّها لا ‏تريد الاستشارات النيابية، ‏وموقفها نهائي وواضح لجهة تأليف حكومة ‏اختصاصيين حياديين مستقلّين، وإجراء ‏انتخابات نيابية مبكرة.‏ ‏

اللقاء الديموقراطي

وقالت مصادر نيابية في اللقاء الديموقراطي لـ"الجمهورية": "إنّ ‏محاولة نقل ‏المشكلة من التكليف الى التأليف هو أمر مريب، ويؤكد ‏انّ هناك مَن وَصلَ الى ‏مرحلة اليأس، وهذا يفسّر إصراره على القفز ‏فوق أزمة البلد وعلى الانانية التي ‏أوصَلته الى ما وصل اليه، والأسوأ ‏من ذلك هو الاصرار على شنّ حرب إلغاء ‏على الفرصة الانقاذية ‏المتاحة للبلد عبر المبادرة الفرنسية، لكنهم في النهاية لن ‏يتمكنوا من ‏أن يغيّروا شيئاً ممّا هو مرسوم".‏ ‏

‏"حزب الله"‏

بدورها، اكدت مصادر نيابية في كتلة الوفاء للمقاومة لـ"الجمهورية": ‏‏"انّ "حزب ‏الله" مع كلّ ما يُساعد على إنهاض البلد، وعدم الاقدام ‏على اي خطوة من شأنها أن ‏تزيد الاعباء على المواطنين".‏

بومبيو

على صعيد آخر، اعلن القصر الجمهوري أمس انّ رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال ‏عون تلقّى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الاميركية ‏مايك بومبيو، عرضَ خلاله ‏للعلاقات اللبنانية - الأميركية وللتطورات ‏الأخيرة، ومنها مفاوضات ترسيم الحدود ‏البحرية الجنوبية. ‏

وخلال الاتصال، شكر الرئيس عون الوزير بومبيو على الدور الذي ‏تؤديه الولايات ‏المتحدة كوسيط مُسِهِّل للتفاوض، مؤكداً انّ لبنان ‏مصمم على الحفاظ على حقوقه ‏وسيادته في البر والبحر. وأبلغ ‏الوزير الأميركي الرئيس عون، إرسال بلاده ‏مساعدات لإعادة اعمار ‏الاحياء التي تضررت في بيروت نتيجة الانفجار الذي وقع ‏في المرفأ في ‏‏4 آب الماضي.‏

وفي تفاصيل الاتصال، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" ‏انّ بومبيو ‏بادَرَ في اتصاله الى الترحيب بخطوة استئناف المفاوضات ‏لترسيم الحدود البحرية ‏بين لبنان اسرائيل في الناقورة في 14 تشرين ‏الاول، كما تم التفاهم بشأنه في ‏‏"اتفاق الاطار" الذي تم التوَصّل اليه ‏كخطوة استباقية كان لا بد منها لإدارة ‏المفاوضات بالشكل الذي يتم ‏التوافق بشأنه بين مختلف الاطراف، بِمَن فيهم رُعاة ‏المفاوضات ‏ومقدمي التسهيلات الاميركيين والامم المتحدة.‏

ولفت بومبيو انه سيواصل رعاية هذه المفاوضات، وهو يتبلّغ بأدق ‏التفاصيل فور ‏تحقيقها، وسيواكب مجرى المفاوضات. وانّ ما تعهّدت ‏بلاده بشأن دورها المُسهِّل ‏والوسيط ما زال قائماً، وهو سيستمر ما ‏دامت الحاجة قائمة إليه.‏

وشَكر رئيس الجمهورية بومبيو على مدى الدعم الذي تبلّغه منه ومن ‏مساعده ‏لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكر، والذي يريح لبنان العازم ‏على ترسيم حدوده ‏بما يضمن استعادة لبنان لكامل حقوقه البحرية، ‏لافتاً الى انّ محاولات فرض امر ‏واقع تعتقد اسرائيل انها حققته في ‏الفترة السابقة ليست منطلقاً للمفاوضات، وانّ وَفد ‏لبنان يحمل ‏الموقف اللبناني المنسجم مع كل القوانين الدولية، وهو يصرّ على ‏ما ‏سيقترحه في الجولة المقبلة من المفاوضات.‏

ورَدّ بومبيو مؤكداً انّ المساعدات المقررة للبنان تجري بشكل طبيعي، ‏وهو يدرك ‏اهمية إنجاز عملية الترسيم ليصل الطرفان الى حقوقهما ‏الضامنة لثروتهما في البر ‏والبحر. وفي قسم آخر من الاتصال، سأل ‏بومبيو عن المراحل التي قطعتها عملية ‏إعمار ما أدّى اليه انفجار 4 آب ‏وحجم النكبة التي حَلّت ببيروت، وأوضح للرئيس ‏عون انّ إدارته أطلقت ‏عملية مساعدة لبنان في اعادة إعمار ما تهدّم، وانه سيكون ‏لها تحرّك ‏قريب لمساعدة اللبنانيين عبر الهيئات والمؤسسات الاميركية ‏الموجودة ‏في لبنان والمكلّفة بهذه المهمة الانسانية والانمائية، في ‏إشارة الى مؤسسة ‏‏"‏USAID‏"، وانّ بلاده خصّصت مبالغ مهمة تُعزّز ‏برنامج المساعدات الأميركية ‏التي تقرر اعتماده بناء على المعاينة ‏الميدانية للمناطق المتضررة، للمساهمة ‏بتجاوز نتائج النكبة في اسرع ‏وقت ممكن.‏

لقاء شينكر والجميّل

على صعيد آخر، اكدت مصادر كتائبية لـ"الجمهورية" انّ لقاءً عقد ‏بعيداً من ‏الأضواء بين شينكر ورئيس الحزب النائب المستقيل سامي ‏الجميّل.‏

وقالت المصادر انّ اللقاء شَكّل مناسبة لمناقشة القضايا والعناوين ‏التي أثيرت مع ‏شينكر في وقت سابق، ولا سيما اللقاء الموسّع الذي ‏جَمعه والنواب المستقيلين في ‏زيارته الى بكفيا ما قبل الأخيرة الى ‏بيروت، وما تناوَلَه من مناقشات تستحق ان ‏تتواصل الاتصالات بشأنها ‏للفترة المقبلة.‏

ولم تَشأ المصادر التوغل في تفاصيل اللقاء، ولفتت الى انه لم يتجنب ‏ملفاً مطروحاً ‏في لبنان على كل المستويات، وكان الجميّل واضحاً في ‏تحديد موقف الحزب من ‏مختلف التطورات التي تطلقها في السر ‏والعلن، فليس للحزب أي مواقف في السر ‏مُغايرة لتلك التي تُعقد في ‏العلن.‏

صندوق النقد

الى ذلك، وفيما أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في ‏صندوق النقد ‏الدولي جهاد أزعور "أنّ صندوق النقد على أتم ‏الاستعداد لمساعدة لبنان"، نقلت ‏وكالة "رويترز" عن صندوق النقد ‏قوله، أمس، إنه ينبغي على لبنان إصلاح نظام ‏الدعم لديه للوصول ‏إلى المواطنين الأكثر احتياجاً، والاستفادة بشكل أفضل من ‏احتياطيّاته ‏من العملة الأجنبية التي تتراجع سريعاً.‏

وقال الصندوق إنه "يقدّر تضَخّم أسعار المستهلكين هذا العام عند ‏‏85.5 بالمئة، ‏ارتفاعاً من تقدير نيسان بتضخّم 17 بالمئة، في حين اتّسَع ‏تقديره للعجز المالي ‏لدى الحكومة المركزية إلى 16.5 بالمئة من الناتج ‏المحلي الإجمالي، ارتفاعاً من ‏‏15.3 بالمئة في نيسان".‏ ‏

الهيئات

من جهتها، طالبت الهيئات الاقتصادية بالسير نحو تشكيل حكومة فوراً ‏تكون قادرة ‏على تنفيذ ورقة الاصلاحات الفرنسية. وحذّرت، في مؤتمر ‏صحافي، من"أننا ‏سنصل الى مرحلة ستنعدِم فيها السيولة بالعملات ‏الصعبة، ويرتفع سعر صرف ‏الدولار من دون سَقف، وتندثر القدرة ‏الشرائية، وترتفع نسبة التضخم ما يؤدي ‏لإقفال شبه كامل ‏للمؤسسات، وبطالة جماعية وفقر مجتمعي عابر للطوائف"، ‏لافتة ‏الى أنّنا "حذّرناً مراراً وتكراراً من هذا المصير المأساوي، وها قد ‏وصلنا، ‏فعلى أرض الواقع هيكل البلد ينهار".‏




الجمهورية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 تشرين الأول 2020 07:53