31 تشرين الأول 2020 | 08:13

أخبار لبنان

سنة خامسة عونية: تفاقم الانهيارات ورهان حكومي

‎ ‎كتبت "النهار" تقول: يكتسب مسار تأليف الحكومة الجديدة في هذا اليوم تحديدا بعدا رمزيا ‏ومعنويا وسياسيا استثنائيا من زاويتين متزامنتين، الأولى تتصل بمصادفة اليوم 31 تشرين الأول ‏الذكرى الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والثانية تتعلق بترددات الاحداث ‏الخطيرة التي شهدتها فرنسا في الساعات الـ48 الأخيرة على لبنان . ذلك انه اذا كانت مصادفة ‏الذكرى الرابعة لانتخاب الرئيس عون اثارت التساؤلات البديهية قبل أيام حول احتمال ان ولادة ‏الحكومة في هذا اليوم بالذات او بعد أيام قليلة على ابعد تقدير فإن مسار تأليف الحكومة تلقى ‏جرعة مؤثرات قوية إضافية لا يستهان بدقتها وربما بخطورتها من خلال الارتدادات الأمنية ‏والدينية والمعنوية التي تسللت الى ساحته عقب المجزرة البربرية التي ارتكبت في مدينة نيس ‏الفرنسية قبل يومين والتي أعقبتها تحركات مناهضة لفرنسا عكست تصاعد الصراع الفرنسي ‏التركي وتمددت امس الى لبنان من خلال تظاهرة الإسلاميين الى قصر الصنوبر .‏

‏ ومع ان بلدانا أخرى شهدت تردّدات مماثلة لهذه التطورات الخطيرة فإن المخاوف اللبنانية حيال ‏المشهد المتوتر الذي برز مع "تنظيم" عمليات نقل إسلاميين من طرابلس الى بيروت لاثارة ‏تحركات ضد فرنسا لم تقف عند شبهة التورط التركي فقط بل تمدّدت الى الخشية من محاولات ‏لإجهاض المبادرة الفرنسية في لبنان في لحظة انشغال فرنسا على جبهاتها المتعددة في مواجهة ‏الإرهاب الدموي الديني المتطرف. وفي ظل هذه المخاوف من عامل طارئ وخطير يجد لبنان ‏نفسه معنيا به اكثر من سواه من الدول نظرا الى فرادة العلاقة التي تربط واقعه المأسوي ‏بالمبادرة الفرنسية كرافعة خارجية أساسية له بدا بديهيا أيضا اشتداد التساؤلات عن الحجم ‏الواقعي لفرصة انجاز التشكيلة الحكومية في هذا اليوم تزامنا مع ذكرى طي السنة الرابعة من ‏ولاية الرئيس عون . ‏

والحال ان هذا الاحتمال بدا غير مؤكد ليلا نظرا الى تواتر معلومات عن عدم اكتمال تعبيد ‏الطريق امام توزيع الحقائب والحصص الطائفية والسياسية كافة بعد بما يفترض مزيدا من ‏الإنضاج ما لم تحصل مفاجأة في الساعات المقبلة تجعل العهد ورئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري يرفعان النخب المشارك لإطفاء الشمعة الرابعة من العهد وولادة الحكومة الحريرية ‏الرابعة سواء بسواء . وواضح تماما في هذا السياق ان سيد العهد الذي لم يبادر الى مخاطبة ‏الرأي العام اللبناني في مناسبة الذكرى الرابعة لانتخابه ولا قام بأي اطلالة إعلامية ربما يستشعر ‏حاجته الماسة والملحة الى انجاز الحكومة العتيدة كافضل وسيلة لحرف الأنظار عن الحصيلة ‏الكارثية التي تفجّرت خلال السنتين الأخيرتين من عهده من خلال الانهيارات الاقتصادية والمالية ‏والاجتماعية ومن ثم انفجار مرفأ بيروت مع مجمل الإخفاقات والتراجعات المخيفة التي توالى ‏حصولها ووضعت البلاد في أسوأ واقع عرفه عهد من قبل بل لم يشهده لبنان في تاريخه . واذا ‏كانت السنة الحالية المشارفة على الشهرين الأخيرين منها أذاقت اللبنانيين مر الانهيارات التي ‏بدات معالمها السنة الماضية مع علقم كورونا فان ذلك يضاعف الانشداد القلق الى طبيعة التركيبة ‏الحكومية التي يفترض انها ستكون في مستوى الإنقاذ الموعود والذي من شأنه فرملة الانزلاق ‏السريع والبالغ الخطورة للبلاد نحو الانهيار الكبير الشامل كما يمكن ان يشكل "تعويمة" نسبية ‏للعهد مع بداية سنته الخامسة كما يأمل بصمت ومن دون اعتراف بذلك علنا انصار العهد‎ .‎

تعقيدات التأليف

مع ذلك لم تتضح حتى مساء امس إمكانات الرهان على انضاج نهائي للتركيبة الحكومية في ‏الساعات المقبلة خصوصا ان الستار المتشدد من الكتمان والتزام عدم تسريب أي معلومات من ‏بيت الوسط وقصر بعبدا ظل على حاله . ولكن ما استرعى انتباه الأوساط المعنية والمطلعة على ‏مجريات الأمور بروز ما يمكن ان يشكل عقدة درزية في مواجهة مساعي الرئيس المكلف لانجاز ‏توزيع الحقائب والمقاعد الوزارية بالتوافق مع رئيس الجمهورية . ومع ان الرئيسين عون ‏والحريري باشرا بحسب هذه الأوساط تداول بعض الأسماء المقترحة بما يعني امكان انجاز ‏توافقهما على التوزيع الطائفي للحصص والحقائب فإن معلومات توافرت لـ"النهار" تفيد بأن ‏حركة القصر مع النائب طلال أرسلان ووئام وهاب يبدو انها افتعلت عقدة المقعد الدرزي الثاني ‏باعتبار ان الحصة الدرزية كانت مقررة بالكامل لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ‏فإذا بالعقدة تفتعل في الساعات الأخيرة . كما أفادت معلومات بأن الولادة لا تبدو مسهلة بعد لان ‏عقدا قيل انها حلت تبين انها لا تزال عالقة بما فيها حجم الحكومة وحقائب أساسية كالطاقة لم ‏تبت الجهة التي تتولاها‎ .‎

اما ما استرعى الانتباه في رصد المواقف الخارجية من الاستحقاق الحكومي فتمثل في ما أوردته ‏صحيفة "المدينة" السعودية امس من ان الرياض تريد سعد الحريري رئيسا للحكومة اللبنانية ‏المقبلة من دون الغوص في تفاصيل التشكيل والأحجام السياسية فيها . وقالت انه "ليس مهما ان ‏كانت الحكومة المقبلة مصغرة او متجاوزة للعشرين وزيرا المهم هو ان يتكاتف الجميع مع ‏الحريري لاجتياز النفق الذي أدى بلبنان الى ما هو عليه الآن من تمزق وضائقة اقتصادية‎ ".‎

نصرالله

ومساء امس ألقى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله كلمة لمناسبة عيد المولد النبوي ‏تطرق خلالها الى قضايا الساعة ولا سيما منها الاستحقاق الحكومي والهجوم الإرهابي في نيس . ‏ووصف نصرالله "الأجواء الحكومية بانها معقولة وإيجابية والوقت ليس للمشاحنات بل للتعاون ‏والانفتاح ".‏

وقال: "نأمل ان يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية والكتل من تشكيل حكومة ‏جديدة في اقرب وقت فلا يمكن الاستمرار بحكومة تصريف الاعمال ومعطياتنا ان الأمور جيدة ‏ومعقولة ولا نريد ان نبالغ بالإيجابية ". واكد "اننا سنتعاون ونسهل عملية التشكيل بقدر ما يمكن ‏‏". ودان نصرالله جريمة نيس بشدة "التي يرفضها الإسلام ولا يجوز ان يحسبها احد على الإسلام ‏‏" وقال لا يجوز للسلطات الفرنسية او أي احد اخر ان يحمل الإسلام مسؤولية هذه الجريمة ودعا ‏السلطات الفرنسية الى البحث عن معالجة الخطأ الكبير الذي تم ارتكابه" قائلا"هذه المعركة التي ‏تصرون على الذهاب بها خاسرة بالنسبة اليكم فأين هي مصالح فرنسا اذا ارادت ان تستمر في ‏هذا المسار ؟ اسحبوا الذرائع وعالجوا أساس المشكلة من جذورها‎ ".‎

النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 تشرين الأول 2020 08:13