كتب فادي مالك الخير
عام كامل مرَّ على استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة..
عام كامل حمل الكثير من المتغيرات في طيّاته من الانهيار المالي الى عجز السلطة عن معالجة الأمور مروراً بوباء كورونا ...
كانت المتغيرات دراماتيكية الشكل بحيث نزل الناس الى الشوارع بالآلاف أملاً منهم بتحقيق مطالبهم و بخرق جدار السلطة المنيع الذي حال دون تحقيق أهداف انتفاضة ١٧ تشرين في كثير من الأحيان ...
لا شك أن مزاج الناخب اللبناني قد تغيّر هو الآخر خاصة بعد الصحوة الجماعية التي حدثت و إن اصطدمت بكثير من العوائق التي أعاقت تحركها بل و حاولت حرفها عن أحقية مطالبها ...
حاولت السلطة ، سلطة الطرف الواحد إجتراع الحلول إلا أنها لم تكن في كثير من الأحيان أكثر من حبر على ورق و شعارات رنانة لا تسمن و لا تغني من جوع ...
عاد الرئيس الحريري بعدما أدرك الواقع المر محاولا مرة أخرى تجنيب سقوط البلد في آتون الفتنة المتنقلة مرة عبر محاولة تطييف الثورة و أخرى عبر شيطنتها بالدخول في زواريب المذهبية المدمرة ....
أمسك الرئيس الحريري العصا من نصفها محاولا تمرير الاستحاق الحكومي بسلاسة عسى أن يخرج بتركيبة تحظى بتأييد المجلس النيابي و تُرضي الشارع المنتفض في آنٍ معاً ...
خرج التكليف إلى العلن لتبدأ رحلة التأليف في مخاضها الصعب لنسمع بعد فترة عن مطالب كانت السبب المباشر لتطيير الحكومات مرة عبر الاحتفاظ بحقائب معينة تحت حجة الميثاقية التي لم يتحدث عنها الدستور و مرة أخرى عبر المطالبة بتمثيل الجميع بمن فيهم أولائك الذين لم يمنحوا صوتهم بالتسميات الملزمة للرئيس الحريري ...
فكيف يطالب اليوم بالمشاركة من كان معترضاً على هذه التسمية !
لهذا السؤال جوابين اثنين لا ثالث لهما :
إما أنهم يخططون مرة أخرى لتفشيل المسار الحكومي إذا سلك طريقه في التأليف ، أو أنهم أدركوا فعلا أن الحريري عازم على تحقيق الانجازات فلا بد لهم من المشاركة الفعلية كي لا يتعرضوا فيما بعد للإتهام المباشر أنهم هم فعلا من كانوا السبب المباشر لما وصل اليه البلد اليوم ...
و في كلتا الحالتين هم المُلامون حقاً ، و إلا فلماذا لم يطلقوا يد الرجل في المضي السريع بالتأليف منذ اليوم الأول و هم المدركون تماماً لخطورة الوضع ...
تبقى الأيام المقبلة برسم الناس و التاريخ للحكم على الأمور خاصة بعد أن كثُر المزايدون مرة باسم الخصومة السياسية و مرة أخرى تحت ثوب الحرص على مصلحة الرئيس الحريري في محاولة لذر الرماد في العيون ....
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.