جورج بكاسيني

3 تشرين الثاني 2020 | 16:06

كتب جورج بكاسيني

كاد نهاد أن يقول.. اشنقوني!

جورج بكاسيني


أفهم تماماً حال الإنفعال والتوتّر التي أصابت هيئة تحرير "أساس" في ردِّها ‏اليوم ‏على مقالين ("نهاد المشنوق تمهّل ..." و "المشنوق قائد سرايا المزايدة" )نُشِرا في ‏موقع "مغمور" (مستقبل ويب) لكاتب "مغمور" أيضاً (كاتب هذه ‏السطور)، وقد تصدّر عنوان كل منهما منصّة "تويتر" خلال ساعات. ‏


كما أفهَم حال الغضب الناجِمَة عن فَشَل موقِع "أساس" في إبتكار مسلسل ‏من ‏المُزايدات ضد الرئيس سعد الحريري وترويجها، بعد أن ثبُت أن لا "أساس" ‏لها ‏سوى في تمنِّيات "سرايا المزايدة" والمزايدين.‏


لكن ما لم أفهمه هو إقتصار الردّ على ما يُوحِي وكأنّ المقالين المشار إليهما ‏إنَّما ‏استهدفا الزملاء الصحافيين – لا قدَّر الله – في الموقع المذكور، بينما المعني ‏بهما ‏شخص آخر أشير' إليه بالإسم نصاً وروحاً وعنواناً. أعني بذلك "قائد ‏سرايا ‏المزايدة" لا أكثر ولا أقل.‏


المقالان المشار إليهما تطرَّقا في عبارتين فقط إلى إستعانة النائب نهاد ‏المشنوق ‏ببعض الزملاء في موقعه الإلكتروني، من باب إستغراب اللجوء إلى ‏أسماء ‏مُستَعارَة للهجوم على قامات وطنية بحجم سعد الحريري. ‏


لم أكن أعلم أن "أبو زهير" واحد من "نخبة الكتّاب في لبنان" ،كما زعمت ‏هيئة ‏التحرير الموقّرة، أو إسم آخر لم نجد له أي "أساس" لا في وسيلة إعلامية ‏مرئية ‏أو مسموعة أو مكتوبة ولا على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي.‏


ما ورد في المقالتين يردّ بالسياسة – وليس بالشخصي على الإطلاق-كما بنصوص ‏وتصريحات من الأرشيف، على مُغالَطات ومُزايدات وَرَدَت في الموقع وتبنَّاها ‏النائب المشنوق نفسه عندما كرَّرها في حواره التلفزيوني الأخير، ليُثبِت بنفسه ‏‏"تهمة" الإستعانة ببعض الزملاء لـ "تمرير أفكاره" قبل نزوله شخصياً "إلى ‏الميدان".‏


أما ما جاء في ردّ هيئة تحرير الموقع، فَحَفَلَ بكل أنواع "الشخصي"، خالياً من أي ‏فكرة سياسية ركَّزَ عليها المقالان المذكوران.‏


حبَّذا لو ردَّ النائب "الصديق"،هو أو من ينوب عنه في موقعه الموقَّر، على الخلفيات ‏السياسية التي وردت في المقالين عن سبب إنقلاب مواقفه بنسبة 180 درجة إزاء ‏سعد الحريري، بعد خروجه من الوزارة.‏


حَبًّذا لو "ناقش" النائب المشنوق (أو أبو زهير) مواقفه هو نفسه وتصريحاته التي ‏لطالما إسترسل في تردادها أمام أهل بيروت وعلى منابر مؤسساتها العريقة، بدلاً من ‏الإنخراط في حملات وحروب دونكيشوتية ضد زعيم بيروت وزعيم الشريحة ‏الأكبر من اللبنانيين التي سَئِمَت من المزايدين والشعبويين.‏


هذا هو "أساس" السياسة. الردّ على الحجَّة بالحجَّة، و"النقاش" في قعر القضايا ‏وجوهرها لا إقتباس أسلوب الشعبويين والمزايدين الذين ملأتَ أعمدة الصحف ‏بإدانتهم.‏


إن "الصلابة والشجاعة" تقتضيان الترفُّع عن الصغائر، ومُقاربَة المسائل السياسية ‏بواقعية إنطلاقاً من وقائِع مُحَدَّدَة وموازين قوى لا يختلف على إختلالِها إثنان في ‏لبنان والإقليم، لا التحامُل على مصدر القوة الوحيد المُتَبَقِّي (في لبنان والإقليم أيضاً) ‏ورافعة التوازُن التي مِن دونِها لن يبقى حتّى سوق للمزايدين والمزايدات.

هل أن الردّ على من تطاول على من تبقّى للبنان واللبنانيين كقشّة أمل، صار ‏ضربا من ضروب الشتم يُلصق بأصحابه تهمة الانتماء الى "جوقة الشتّامين"؟


أما بعد، فإن "ما تبقّى من إعلام المستقبل" سيبقى بالمرصاد، بإذن الله، للمزايدين ‏و"سراياهم"المُدجّجة بـ"الأنا" الى يوم الحساب.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

جورج بكاسيني

3 تشرين الثاني 2020 16:06