5 تشرين الثاني 2020 | 23:45

منوعات

كيف تتغلب على سلبيات الإغلاق مع موجة كورونا الثانية؟

يتواكب اقتراب فرض حالة إغلاق جديدة بسبب الموجة الثانية من وباء كوفيد-19 الناجم عن ‏فيروس كورونا، مع شعور الكثيرين بالإرهاق. ‏

فبحسب نتائج دراسة أجرتها المفوضية الأوربية في شتاء عام 2010، يشعر عادة في هذا الوقت ‏من العام نحو 50% من المواطنين من شعور بالضجر جراء بذل المجهود طوال العام، ويعاني ‏‏25% من شعور بالتعب المستمر. ولكن من المتوقع أن يكون شتاء هذا العام بالطبع غير طبيعي، ‏فحتى قبل أن تتفاقم حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا المُستجد، كشف استبيان، أجراه ‏مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية البريطاني، أن واحد من كل ثمانية بريطانيين ينام أقل ‏من ست ساعات في الليلة‎.‎

وتُظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث الناشئة الآن كيف يؤدي القلق الناجم عن فيروس كورونا مع ‏ضغوط الحياة الحديثة إلى زيادة الآثار السلبية غير المسبوقة للأوبئة، علاوة على أن الأرق ‏والإرهاق يؤدي إلى تدهور الحالة المزاجية وتقويض العلاقات ويرفع احتمالات ومخاطر وقوع ‏الحوادث إلى نسب عالية‎.‎

ولكن، بحسب تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، حيث ‏إن هناك عدد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حالات الشعور بالإنهاك والإرهاق، والتي ‏يمكن التغلب عليها كما يلي‎:‎

‎1. ‎الإجهاد الذهني المُطول

إن القيود الاجتماعية وحدها يمكن أن تزيد من مستويات التوتر، وبالتالي الإنهاك، نتيجة لأعباء ‏الإجهاد الذهني المطول الناجم عن اضطراب البقاء في عزلة إجبارية. تقول ساريتا روبنسون، ‏وهي محاضرة في علم النفس بجامعة سنترال لانكشاير، إن هذه الحالة "تستنفد بالفعل مستويات ‏الطاقة لدى الإنسان‎".‎

وتوصلت دراسة هندية، أجريت على أكثر من 200 مدير تنفيذي ونشرتها دورية‎ ‎Chronobiology International، أن المشاركين في الدراسة، أثناء وبعد الإغلاق، كانوا في ‏حالة مزاجية متدنية، وشعروا بالنعاس وحصلوا على فترات قيلولة أكثر خلال النهار‎.‎

العمل من المنزل

وينصح الخبراء بوضع جدول يومي لتنظيم الوقت وإفساح المجال لممارسة أنشطة روتينية من ‏بينها التمرينات الرياضية والمواظبة على تناول الوجبات الصحية وممارسة الاسترخاء الإيجابي ‏مثل اليوغا والتأمل والمداومة على التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت بشكل إيجابي‎.‎

‎2. ‎سلبيات العمل من المنزل

تم الترحيب بمؤتمرات الفيديو باعتبارها بديلا لاجتماعات المكتب في فترات الإغلاق والتي ‏تجنب الجميع ويلات استخدام وسائل الانتقال الجماعية. ولكن تحذر الدراسات من أنه يمكن أن ‏يتسبب العمل من المنزل عبر مكالمات الفيديو في مشكلات نفسية مرهقة‎.‎

وتقول دراسة، نُشرت في دورية‎ American Psychologist ‎إن العاملين من المنازل عبر ‏اتصالات بالفيديو يشعرون بأنهم لا يستطيعون الحصول على إجازة مرضية، حتى لو شعروا ‏بالإرهاق وأنهم بحاجة ماسة إلى استراحة للصحة العقلية، بالإضافة إلى المشكلات التي تتسبب ‏فيها ساعات العمل الطويلة‎.‎

لذا يوصي الباحثون بقصر استخدام مكالمات الفيديو في العمل على حالات الضرورة. كما "يجب ‏أن يكون تشغيل الكاميرا اختياريًا وبشكل عام يجب أن يكون هناك المزيد من التفهم لتجنب ‏استخدام الكاميرات في الاجتماعات‎".‎

ويوصي الباحثون بضرورة وضع حدود صارمة لساعات العمل، مع ارتداء ملابس العمل فقط ‏خلال تلك الساعات. وينصح الباحثون بأن يعمل الموظفون على تخصيص مساحة للعمل فقط ‏‏(مهما كانت كبيرة أو صغيرة) في منازلهم وأن يتم الابتعاد عنها خارج ساعات العمل‎.‎

‎ 3. ‎التوتر بسبب تهديد غير مرئي

يمكن أن يبدو التهديد الذي يشكله كوفيد-19 مرهقًا بشكل فريد. إنه تهديد خطير وغير مرئي ‏ويغير شكل الحياة بدون قدرة على سيطرة مناسبة. حذرت دراسة أجرتها جامعة ساسكس في ‏المجلة البريطانية لعلم النفس في عام 2011 من أن القلق والتوتر يتسببان في الإصابة بالأرق ‏وقلة عدد ساعات النوم، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية والمزاجية إلى حد كبير‎.‎

يعتقد الخبراء أن هناك حاجة إلى مقاومة التحقق باستمرار من وسائل التواصل الاجتماعي ‏للحصول على تحديثات الأخبار دقيقة بدقيقة. قبل ثلاث سنوات، وصف المعالج الأميركي ستيفن ‏ستوسني هذا القلق الناجم عن وسائل الإعلام بأنه "اضطراب الإجهاد الرئيسي‎".‎

‎4. ‎غيوم العزلة

أدى التباعد الاجتماعي والقيود المفروضة على النوادي والمطاعم والمقاهي إلى جعل ملايين ‏السكان لا يشعرون بالوحدة فحسب، بل أيضًا بالإرهاق الشديد. هكذا يقول فريق دولي من علماء ‏النفس يضم خبراء من جامعات أكسفورد وبرمنغهام. في الشهر الماضي، أفادت هذه الكوكبة من ‏الخبراء أنه كلما قل عدد الاتصالات التي يتمتع بها الشخص في شبكته الاجتماعية، أصبح مرهقًا ‏ذهنيًا وجسديًا تحت ضغوط الوباء‎.‎

حذرت الدراسة، التي أُجريت على أكثر من 900 مشارك بالغ، في المجلة البريطانية لعلم النفس ‏الصحي، من أن الخمول الناجم عن الشعور بالوحدة يمكن أن يتسبب في نوع آخر من الحلقة ‏المفرغة، فكلما زاد شعور الناس بالإرهاق، تفاقمت وحدتهم‎.‎

ولعل من الحلول المطروحة لهذه المشكلة هو أنه كلما شعر الشخص أنه غير نشط اجتماعيًا، ‏زادت أهمية تخصيص الوقت يوميًا للبقاء على اتصال مع أحبائه وأصدقائه. وإذا كانت وسائل ‏التواصل الاجتماعي مرهقة، فمن الممكن أن يلجأ إلى المكالمات الهاتفية ورسائل البريد ‏الإلكتروني في حالة الإغلاق وحظر التجول‎.‎

‎5. ‎الكافيين

ارتفعت مبيعات الشاي والقهوة في المتاجر حول العالم بشكل كبير وملحوظ خلال أشهر فترة ‏الإغلاق الأولى. ويمكن القول إن الكافيين هو أكثر العناصر المنشطة فعالية في العالم. مع مرور ‏ساعات النهار، تتراكم الناقلات العصبية التي تجعل الإنسان يشعر بالنعاس. وكلما طالت مدة ‏الاستيقاظ، زاد ضغط النوم. يمنع الكافيين ظهور هذه الأعراض ولكن كلما زاد الاعتماد عليه ‏خلال النهار، زادت احتمالات بقاء الأشخاص مستيقظين في الليل. ويحتاج جسم الإنسان إلى ما ‏يصل إلى عشر ساعات للتخلص من الكافيين‎.‎

في نيسان نشرت دورية متخصصة في أبحاث النوم، دراسة أعدها فريق عمل تابع لأكاديمية ‏أوروبية متخصصة في العلاج السلوكي المعرفي، تدعو الأشخاص الذين يعانون من العزلة ‏الذاتية للتوقف عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، في المساء على الأقل‎.‎

‎6. ‎‏ متلازمة الشتاء

يؤدي التباعد الاجتماعي والإغلاق إلى حصول الأشخاص على قدر أقل من ضوء الشمس. أكدت ‏الدراسات التي أجراها مكتب الأرصاد الجوية قبل ثلاث سنوات أن قلة أشعة الشمس تؤدي إلى ‏متلازمة الشتاء، التي تشتمل أعراضها على الشعور بالتعب والإعياء والاكتئاب، فيما يسمى ‏عمومًا بـ"الاضطراب العاطفي الموسمي"، والذي يشار إليه اختصارًا بـ‎ SAD.‎

كما أفاد باحثون من جامعة نيوكاسل، من خلال بحث نشرته دورية‎ Endocrine Abstracts، ‏أن ضوء النهار الشتوي يدعم أيضًا مستويات فيتامين‎ D ‎بشكل حيوي، وهذا لا يساعد فقط في ‏الحفاظ على الدفاعات المناعية المقاومة للفيروسات، بل إنه ضروري أيضًا لزيادة مستويات ‏الطاقة، وبالتالي تجنب الشعور بالإرهاق والتعب سريعًا‎.‎

وينصح العلماء بالحرص على التواجد في أماكن مفتوحة خلال فترة ذروة أشعة الشمس الشتوية ‏بين الساعة 11 صباحًا و3 عصرًا. كما يمكن أن يساعد العمل من المنزل بالقرب نافذة مشمسة ‏أيضًا على إبقاء العقل منتعشًا. تشير الدراسات إلى أن ضوء النهار الطبيعي يحتوي على أشعة ‏الشمس ذات الطيف الكامل والمفيدة بيولوجيًا، كما أنه أكثر إشراقًا من الإضاءة الداخلية‎.‎

‎7. ‎الشخير

يقول أطباء النوم في مستشفى رويال فري في لندن إن الشخير الشديد، المسمى بانقطاع النفس ‏أثناء النوم، يصيب الملايين حول العالم، وغالبًا ما يشعر المصابون بالتعب الشديد، كما أنه ربما ‏يزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي. كشفت دراسة نشرت على الإنترنت تشرين ‏الاول في دورية طب النوم السريري، أعدها أطباء الأعصاب في جامعة ماساتشوستس، أن ‏المرضى الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم، والذي لا يتم المسارعة بعلاجه، هم أكثر ‏عرضة للإصابة بالإنفلونزا بخمس مرات تقريبًا من أولئك الذين تم علاج شخيرهم‎.‎

تنصح هيئة الصحة البريطانية‎ NHS ‎الأشخاص الذين يعانون من الشخير الشديد بضرورة زيارة ‏الطبيب للحصول على المساعدة اللازمة. وتضيف أنه إذا كان هؤلاء الأشخاص يعانون من ‏السمنة، والتي تعد سببًا شائعًا للشخير، فيجب عليهم السعي لإنقاص الوزن، مع الحرص على ‏النوم على جوانبهم، بدلاً من ظهورهم‎.‎



العربية.نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 تشرين الثاني 2020 23:45