كتب فادي مالك الخير
ربَّ باحثٍ في كواليس الانتخابات الأميركية ونتائجها ومدى انعكاسها على الوضع اللبناني المتأرجح بين الانهيار الكامل والأمل بعودة لبنان الجديد في خِضَمٍّ الأحداث المتسابقة في الإقليم من تطببع العلاقات العربية مع إسرائيل إلى الوضع العربي المتأزم مرة تحت وطأة السطوة الفارسية من شرقي المتوسط مروراً بسوربا إلى اليمن و مرة أخرى تحت الأحداث المستجدة من أقصى أذرببجان و إقليم كاراباخ وصولا الى حوض البحر المتوسط و طرابلس الغرب ...
لا شك أن نتائج الانتخابات الأميركية سوف ترخي ثقالها في المنطقة بدءاً بإعادة النظر في إدارة الملفات الشائكة في المنطقة و التي كانت متبعة من قٍبَل إدارة الرئيس ترامب وصولاً إلى إعادة هيكلة السياسة الخارجية نفسها للولايات المتحدة الأميركية ...
في الطبخة الشرق أوسطية هنالك ثابتة وحيدة و هي المتعلقة دوماً بأمن إسرائيل و علاقاتها بمحيطها العربي و الإسلامي على وجه الخصوص ...
قد تختلف المقادير ، في إشارة الى الأسلوب المتبع من قِبل الإدارة الأميركية الجديدة بعد تسلمها زمام الأمور إلا أن مؤداها لا بد و أن يحافظ على النهج السياسي نفسه و المتمثل في الحد من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة ...
و كما قال مهندس السياسة الأميركية هنري كيسنجر أنه ليس للولايات المتحدة الأميركية أصدقاء دائمين إنما لديها مصالح دائمة ...
من هنا علينا العودة إلى النظر في المصالح الأميركية في المنطقة و القائمة بالأساس على ديمومة المداخيل الخارجية لدعم الإقتصاد الأميركي و الذي أُصيب هو الآخر بنكبة كورونا و ما زال ...
إذا فالمصالح الأميركية الحالية ثابتة أقله على المدى المنظور فلا تغيير في جوهر السياسة الخارجية أو في كيفية التعامل مع التَرِكة الترامبية المتشعبة في المنطقة ...
نعود في بحثنا هذا الى الداخل اللبناني حيث شهدنا اليوم إدراج اسم الوزير السابق جبران باسيل على لائحة العقوبات الأميركية و التي كما يبدو أنها لن تنتهِ فصولاً عنده فقط ...
هنالك من يظن أن الوقت بات مناسبا لفرض نظرياته على تشكيلة الحكومة الجديدة والتي يتولى تشكيلها دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري متناسياً أن الأخير بات مكلفاً رسميا بقوة الدستور ومسلحا بشرعية تجعله الممسك الأول بالملف الحكومي ...
هنالك أيضا من يحاول انتزاع المزيد من التنازلات من الرئيس الحريري متناسيا هو الآخر أن الاستمرار بهذا النهج قد يزيد من خطورة الوضع و قد يضع البلاد والعباد على طريق جهنم الذي تكلم عنه رئيس الجمهورية في مقابلته التلفزيونية الشهيرة ...
يمتلك الرئيس الحريري اليوم ورقة التكليف و التي تخوله وحده اختيار فريق عمله في الحكومة المزمع تشكيلها و التي تمتلك الفرصة الوحيدة و ربما الأخيرة و التي قد تكون قادرة على تبديل المشهد المالي و الاقتصادي الصعب في البلد ...
من هنا و بناء على ما تقدم ينبغي على جميع المسؤولين في البلد التنبه لخطورة الوضع و عدم الانسياب في سياسة اللعب في الوقت الضائع فلا ضائع اليوم سوى مستقبل البلد ...
على الجميع العمل فورا على تذليل العقبات من أمام الرئيس المكلف و عدم إلهائه و إدخاله في زواريب المكاسب الضيقة و التي لن تؤول إلا لمزيد من التدهور و الانهيار ...
يدرك الرجل خطورة المرحلة و عينه على التشكيلة الحكومية السليمة لإنضاجها و قلبه على ما تبقى من البلد كما ذكر و يذكر دائما ، إلا أنه لا ينبغي أن يبقى وحيدا في حرصه على سلامة الوضع و إنقاذ البلد و على الجميع من أحزاب و حركات و تيارات العمل فورا لتسهيل مهمته كل من مكانه و من حيث يمثل فلا قيامة للبنان الجديد إلا بالشراكة الحقيقية و تقاسم المسؤولية و إلا فالبلد إلى طريق الزوال ....
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.