10 تشرين الثاني 2020 | 07:42

أخبار لبنان

اقفال عام مجدداً… ومراوحة في مسار تأليف ‏الحكومة! ‏

‏ كتبت صحيفة " النهار " تقول :‏‎ما دام في حكم المؤكد ان لبنان سيدخل ‏من السبت المقبل الى نهاية الشهر الحالي مرحلة ‏اقفال عام شاملة وجديدة ‏سعيا الى إعادة السيطرة على الانتشار الوبائي لفيروس كورونا ‏المتسع ‏على نطاق بالغ الخطورة، فان ذلك يعني ان البلاد ستكون على موعد ‏مزدوج مع ‏اقفال عام واسع من جهة، وإنسداد سياسي تصاعدي هو اقرب ‏الى ازمة مفتوحة باتت تهدد ‏عملية تشكيل الحكومة برمتها. ‏

فقد بدا واضحا ان التقديرات التي توقعت زيادة التعقيدات ‏في طريق ‏تأليف الحكومة عقب فرض العقوبات الأميركية على رئيس "التيار ‏الوطني الحر" ‏النائب جبران باسيل كانت في محلها، اذ اكدت المعطيات ‏المتوافرة عن مسار تأليف ‏الحكومة ان المراوحة لا تزال تطبع هذا ‏المسار بدليل ان رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري زار سرا عصر ‏امس قصر بعبدا واجتمع برئيس الجمهورية ميشال عون ولم ‏تكشف ‏المعطيات عن اللقاء أي تبديل في المشهد الملبد والانسداد الحاصل ‏في مسار التأليف. ‏وأصدر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية مساء ‏بيانا عن لقاء عون والحريري لفت فيه ‏غياب اي وصف إيجابي للبحث ‏كما كان درج على ان يفعل .‏

واكتفى البيان بان الرئيس عون ‏استكمل مع الرئيس المكلف درس الملف ‏الحكومي . بل ان ما اثار المخاوف المتزايدة على ‏عملية تشكيل الحكومة ‏كلا المعطيات التي تؤكد عودة البحث الى نقطة البدايات بعدما ‏كانت ‏لقاءات عون والحريري قطعت شوطا كبيرا في التوافق على الأسس ‏والركائز ‏المتصلة بتركيبة الحكومة. وبدأ البحث يتوغل في التفاصيل ‏فكانت صدمة إعادة كل شيء ‏الى الوراء. وهذا ما يفسر التغريدة اللافتة ‏لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان ‏كوبيتش امس الذي حض ‏على استعجال تشكيل الحكومة "تأسيسا على الاتفاقات التي جرى ‏التفاهم ‏في شأنها بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد ‏الحريري في ما ‏يتعلق بشكل الحكومة وتوزيع حقائبها". كما ترددت ‏معلومات عن احتمال ايفاد الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون موفدا الى ‏بيروت للمساعدة على تجاوز التعقيدات التي تعترض ‏تشكيل الحكومة‎.‎

وتزامن ذلك مع معلومات تؤكد ان المشاورات الحكومية تراوح مجددا ‏عند حجم الحكومة ‏وتوزيع الحقائب بعدما سقط موضوع المداورة في ‏الحقائب السيادية وانتقل التباين الى ‏حقائب الخدمات. ولكن الشكوك في ‏أي تقدم وشيك في مسار التاليف سابقت الآمال ‏المعلقة على تجاوز ‏التعقيدات خصوصا مع تصاعد تداعيات العقوبات على باسيل ‏ورفع ‏سقوف الاشتراطات الجديدة القديمة في وجه الحريري كما برز في ‏المؤتمر الصحافي الذي ‏عقده باسيل الاحد للرد على العقوبات. وترصد ‏القوى السياسية غدا مضمون الكلمة التي ‏سيلقيها الأمين العام لـ"حزب الله ‏‏" السيد حسن نصرالله لمناسبة "يوم الشهيد" والتي ينتظر ‏ان يتطرق فيها ‏الى موضوع العقوبات على باسيل وموقف الحزب منها ومن ‏العلاقة ‏التحالفية مع "التيار الوطني الحر" اذ ينتظر ان يعلن موقفا ‏وصف بانه سيكون متشددا في ‏التضامن مع باسيل شخصيا وسياسيا بما ‏ينعكس بطبيعة الحال على دعمه في شروطه ‏ومطالبه من تأليف ‏الحكومة‎.‎


شيا ترد

ولعل التطور البارز الاخر المتصل بالعقوبات تمثل في الرد الذي ‏أصدرته السفيرة الأميركية ‏في بيروت دوروثي شيا على مؤتمر باسيل ‏والذي تميز بكشفها ان باسيل نفسه "اعرب عن ‏الاستعداد للانفصال عن ‏‏"حزب الله " بشروط معينة وأعرب عن امتنانه لان الولايات ‏المتحدة ‏جعلته يرى كيف ان العلاقة هي غير مؤاتية للتيار الوطني ‏الحر". وشددت شيا على ان ‏العقوبات على باسيل "هي على فرد وليست ‏على حزب وان الولايات المتحدة لا تقوم ‏بمعاقبة او تدمير التيار الوطني ‏الحر". ورحبت برغبة باسيل في الطعن في العقوبات امام ‏محكمة قانونية ‏في الولايات المتحدة مشددة على نفي أي ارتباط للقرار ‏بالانتخابات ‏الأميركية. وأكدت ان "حقيقة كون تسمية السيد باسيل قد ‏جاءت في هذا الوقت بموجب ‏قانون ماغنيتسكي العالمي لا يعني انه هو ‏او أي شخص اخر لن يكون ممكنا تسميته ‏بموجب عقوبات أخرى في ‏وقت لاحق‎".‎‎

ورد المكتب الإعلامي لباسيل على السفيرة الأميركية معتبرا انها أعطت ‏برهانا على انه لا ‏توجد اثباتات على الاتهامات الموجهة الى باسيل في ‏الفساد بإعلانها ان المعلومات التي تم ‏الاستناد اليها غير قابلة للنشر وقال ‏انه "اذا كانت السياسة الأميركية فشلت حتى الآن في ‏فك التفاهم بين ‏التيار والحزب رغم كل التهديد والترغيب فان محاولة دق الإسفين ‏بينهما ‏من خلال بيان اعلامي هي محاولة ظريفة لكنها لن تنجح‎ ".‎

‎‎

الاقفال العام

الى ذلك وفي حين لا يزال وباء كورونا يتمدّد في شكل خطير في مختلف ‏المناطق اللبنانية، ‏حيث يسجّل عدّاد الإصابات اليومي أرقاماً قياسية، إلى ‏امتلاء المستشفيات بمرضى ‏الفيروس، ومن بينهم مئات العاملين في ‏القطاع الصحي من أطباء وممرضين وممرضات، ‏فرض الواقع على ‏الدولة اللجوء إلى خيار الإقفال العام للبلد بكل قطاعاته باستثناء ‏المطار، ‏وذلك لاحتواء التفشي السريع لوباء كورونا، لكن القرار النهائي ‏يٌفترض أن يصدر اليوم عقب ‏اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر ‏بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية على رغم أن بعض ‏أعضاء لجنة كورونا ‏الوزارية لم يوافقوا على الإقفال، من دون خطة عامة تسّهل ‏الأمور ‏للمواطنين‎.‎

وعشية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اجتمعت اللجنة الوزارية لمتابعة ‏أزمة وباء الكورونا ‏برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ‏في السرايا، وناقشت توصيات اللجنة ‏العلمية واتفقت بحسب المعلومات ‏على توصية الاقفال العام بدءاً من صباح السبت ‏المقبل 14 تشرين الثاني ‏حتى الاثنين 30 منه، فيما مطار بيروت الدولي يستثنى من الإقفال، ‏إلى ‏استثناءات أخرى سيقررها المجلس اليوم‎.‎

‎ ‎وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بعد اجتماع ‏اللجنة إنّ "الاقفال ‏لمدة اسبوعين هو امر منطقي. هناك هواجس حياتية ‏واقتصادية، لكن وصلنا الى مرحلة ‏يصعب فيها تأمين سرير لمرضى ‏كورونا"، فيما أعلن نقيب الأطباء شرف أبو شرف في ‏تصريح أنّ "لدينا ‏‏17 طبيبًا في العناية المشددة، 3 أطباء توفوا و100 في الحجر ‏المنزلي"، ‏مُشدّدًا على أنّه "إذا استمرت الأعداد بالتزايد لن يبقى من ‏يعالج المصابين". فيما تحدثت ‏نقابة الممرضين والممرضات عن ألف ‏إصابة بين العاملين بوباء كوفيد-19‏‎.‎

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس، لتطور الوباء ‏يوم الأحد الماضي، ‏تسجيل 1119 إصابة بوباء كورونا، انقسمت بين ‏‏1079 محلية و40 بين الوافدين عبر المطار ‏ليرتفع العدد التراكمي ‏لإصابات كورونا في لبنان إلى 95355 حالة. علماً أن عدد ‏الفحوص ‏كانت قليلة مقارنة بالايام السابقة. كما سجلت 9 وفيات جديدة ‏ليرتفع العدد الإجمالي ‏لوفيات كورونا في لبنان منذ 21 شباط الماضي ‏إلى 732 وفاة‎ .‎

وفي المقابل تصاعدت حالة الرفض الواسعة لدى الهيئات والقطاعات ‏الاقتصادية للاتجاه ‏نحو الاقفال نظرا الى الاثار الكارثية التي تعاني منها ‏هذه القطاعات وحذرت من تداعيات ‏الاقفال داعية الحكومة الى التريث ‏وعدم التسرع في الاقفال ودرس الإجراءات الحازمة ‏البديلة التي يمكن ‏عبرها الاستعاضة عن الاقفال والتشدد في مراقبة إجراءات الحماية ‏من ‏الفيروس‎.‎



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

10 تشرين الثاني 2020 07:42