رأى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أنه على الرغم من إنكار السيد حسن نصرالله أي علاقة له بملف ترسيم الحدود يبقى هذا الملف أحد الأسباب الرئيسية التي حدت به إلى تخفيف لهجته مع الأميركيين، واكتفائه فقط بتوأمة الصورة بين واشنطن وتل أبيب، ومن المرجح بالتالي أن يكون السبب نفسه حتم على السيد نصرالله مقاربة العقوبات الأميركية على الوزير السابق جبران باسيل من زاوية ضيقة لم تشفِ غليل العونيين".
ولفت علوش، في تصريح لـ «الأنباء الكويتية»، إلى أن باسيل ربح الكثير من تحالفه مع حزب الله، إذ جمع من البيدر الإيراني ما لم يجمعه أي سياسي آخر في قوى 8 آذار، بحيث أعطاه الحزب دورا سياسيا مضخما عشرات المرات أكثر من حجمه الطبيعي، إضافة الى توزيره لاثنتي عشرة سنة متوالية توجها بوزارة الخارجية، ناهيك عن ايصال عمه إلى سدة الرئاسة، وتهيئة نفسه لوراثة العهد، علما أن حزب الله «لن يقصر» في بيع تحالفه مع باسيل كثمن لتحقيق ما تقتضيه مصلحة ولاية الفقيه.
واستطرد قائلا: في ميزان الربح والخسارة، باسيل يعي في قرارة نفسه أن العقوبات الاميركية عليه أقل بكثير مما حققه له تفاهم مار مخايل، إلا أن طموحه اللامحدود وتذاكيه من خلال «النطنطة» على حبال السياسة أوديا به إلى علاقة ملتهبة مع الأميركيين والقادة العرب، وثقة مفقودة به من قبل الأوروبيين، إذ حاول أن يربح ويستفيد إيرانيا من تجارته مع حزب الله، وأن يبقى في الوقت عينه على علاقة جيدة مع الدول العربية والغربية، وتحديدا مع الأميركيين، لكنه في نهاية المطاف حصد ما لم يزرعه.
وعما إذا كان يخشى على مسار تأليف الحكومة من ان يكون ضحية العقوبات الاميركية على باسيل وضحية العقوبات المرتقبة على شخصيات لبنانية أخرى، أعرب علوش عن قناعته بأنه وبغض النظر عن العقوبات السابقة واللاحقة، فإن الخوف الحقيقي على تأليف الحكومة يكمن بوجود قوى سياسية تدفع باتجاه المزيد من الاهتراء ومن تفكك الدولة، ويبقى السؤال الكبير الذي يطرحه كل عاقل: إلى أين يريدون الوصول؟ مشيرا ـ ردا على سؤال ـ إلى أن الرئيس سعد الحريري غامر بزعامته عندما وثق بالتيار الوطني الحر، وعندما أوصل رئيسه ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وذلك لأن الحريري يتبع قاعدة وطنية أساسية ألا وهي: ماذا ينفع إذا ربحت التفاف الطائفة السنية حولي وخسر اللبنانيون من دون استثناء وطنهم؟ من هنا تمسك الحريري بالمبادرة الفرنسية كمدخل لإنقاذ البلد من الانهيار، وليس هو بالتالي من يراهن على استنهاض العصبية الطائفية والمذهبية لبقائه في جنة الحكم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.