17 تشرين الثاني 2020 | 08:15

أخبار لبنان

‏"حزب الله" يتحامل على دوريل وينعى الحكومة!‏

‏

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول‎ : "‎تم عرض الأزمات الإقليمية وما يحصل في ناغورنو ‏كاراباخ وفي الصحراء الغربية"... ‏صدّق أو لا تصدّق هذه العبارة وردت في بيان وزارة ‏الخارجية من بين تعداد جملة المواضيع ‏التي استعرضها الوزير شربل وهبة مع السفيرة ‏الأميركية دوروثي شيا! سلطة عاجزة عن ‏حماية الأرمن من أوبئة مطمر برج حمود تستعرض ‏أزمة ناغورنو كاراباخ! سلطة أصابت ‏مقدرات الدولة وخزينتها بالتصحّر تستعرض مشكلة ‏الصحراء الغربية! إرحموا عقول ‏اللبنانيين، كان أجدى بوزير البلاط الرئاسي الذي اختير لملء ‏الفراغ في سدة الخارجية إثر قفز ‏ناصيف حتي من مركب العهد الغارق، أنّ يكتفي بحصر بيانه ‏بكلمتين لا ثالث لهما: "عقوبات ‏جبران". هنا بيت القصيد والوتر الذي كُلّف وهبة بالضرب عليه ‏أمام السفيرة الأميركية، وكل ‏ما عدا ذلك حشو بحشو‎.‎

البلد بأسره ساقه العهد العوني مخفوراً إلى قيد العقوبات على رئيس "التيار الوطني الحر" ‏جبران ‏باسيل، وساعة التأليف توقفت عند لحظة فرض هذه العقوبات، كما لو أنّ لسان حال ‏رئيس ‏الجمهورية ميشال عون يستعيد عبارته الشهيرة: "كرمى لعيون صهر الجنرال عمرها ‏ما تكون ‏حكومة". واقع بات يسلّم به الأقربون والأبعدون والحلفاء والخصوم، لتنسحب حالة ‏الامتعاض ‏من عرقلة ولادة التشكيلة الوزارية إلى "عين التينة" حيث "عرّاب" التكليف رئيس ‏مجلس النواب ‏نبيه بري يبدو "في فمه ماء" كظماً للاستياء مما بلغته الأمور من تعقيدات ‏متشابكة على مستوى ‏الملف الحكومي، ليتمظهر ذلك بالأمس عبر تصويب المكتب السياسي ‏لـ"حركة أمل" على ‏‏"الحسابات الضيقة" التي تؤخر التأليف، وهو ما رأت فيه مصادر عليمة ‏‏"لطشة" غير مباشرة ‏لعون، على قاعدة عدم جواز سوق اللبنانيين إلى "انتحار جماعي" رداً ‏على العقوبات ‏الأميركية... "وها هو علي حسن خليل "سعرُه بسعر باسيل" فُرضت عليه ‏العقوبات ولم تقم قيامة ‏بري إنما كان ردّه بالدفع أكثر نحو الإسراع في تشكيل الحكومة منعاً ‏لانهيار البلد‎".‎

أما في مستجدات المراوحة الحكومية، فقد علمت "نداء الوطن" أنّ لقاءً جمع أمس ‏رئيس ‏الجمهورية مع الرئيس المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا حيث جرى استكمال ‏استعراض ‏ملف التشكيل في ضوء نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل. ‏وبحسب ‏المعطيات المتوافرة، أكدت مصادر مواكبة للملف أنّ "الأمور لا تزال تدور في الحلقة ‏المفرغة ‏ذاتها والبحث ما زال بالمفرّق وليس بالجملة، والأسماء التي يطرحها الحريري بات ‏من ‏المعلوم سلفاً أنها مرفوضة من قبل عون‎".‎

وفي الغضون، تتعزز القناعة يوماً بعد آخر بتخندق "حزب الله" خلف تصلّب عون وباسيل ‏في ‏مقاربة الملف الحكومي بعد إدراج الأخير على قائمة العقوبات الأميركية، باعتبار ذلك ‏‏"واجباً ‏سياسياً وأخلاقياً" حسبما تصفه أوساط مقربة من الحزب. وتحت سقف هذا الواجب، ‏لوحظ ‏خلال الساعات الأخيرة شن الدوائر الإعلامية التابعة لـ"حزب الله" أو تلك التي تدور في ‏فلكه ‏حملة تشهير ممنهجة ضد المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، تتهمه بالانحياز ‏للرئيس ‏المكلف ضد شروط رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر‎".‎

واسترعى الانتباه في هذا السياق، نعي الحكومة العتيدة على شاشة "المنار" التي نقلت ‏عن ‏مصادرها قولها: "لا حكومة في الأفق ولا من يحكمون إلا إن غيّروا في طريقتهم ولا يبدو ‏أنّهم ‏سيغيّرون"، معتبرةً أنّ "ما حمله دوريل خلال زيارته لم يزد المراوحة السلبية إلا ‏سلبية"، ‏وأخذت على الحريري أنه متمسّك بتسمية الوزراء في حكومته بنفسه وبعدم قبول أن ‏يقترح ‏عليه عون وباسيل أسماء للتوزير، لتتهم في الوقت نفسه "الموفد الفرنسي بتزكية أسماء ‏لبعض ‏الحقائب الأساسية يريدها الحريري (...) ولم يتردّد في تحميل مسؤولية تأخير ولادة ‏الحكومة ‏لرئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني وحلفائه‎".‎

في المقابل، لفت إعلان الخارجية الأميركية عن تباحث وزير الخارجية مايك بومبيو أمس ‏مع ‏نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في مسألة "تأثير حزب الله الخبيث في لبنان والجهود ‏التي ‏تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة استقرار واصلاحات في لبنان". في حين، ‏تترقب ‏أوساط لبنانية مراقبة أن تتبلور صورة الموقف الرئاسي الفرنسي أكثر خلال الأيام المقبلة ‏إزاء ‏نتائج زيارة دوريل إلى لبنان في ضوء الخلاصات والقناعات التي توصّل إليها من خلال ‏جولة ‏لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، بعد أن يضعها في عهدة الرئيس إيمانويل ماكرون، ليتم ‏تالياً ‏التباحث في الخطوات الفرنسية المقبلة على طاولة اللجنة المعنية بالملف اللبناني في ‏قصر ‏الإليزيه. ‏



نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 تشرين الثاني 2020 08:15