18 تشرين الثاني 2020 | 07:56

أخبار لبنان

مجلس الأمن يستعرض أزمة لبنان "الوجودية"... والصبر الدولي "ينفد"‏

مجلس الأمن يستعرض أزمة لبنان

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول‎ ‎‏":‏‎ ‎إنت بتعرف بالسنتين الجايين شو ممكن ‏يصير بلبنان"؟... سؤال طرحه رئيس "التيار ‏الوطني الحر" جبران باسيل في ‏ختام مقابلته على شاشة "الحدث" يختصر رحلة البحث ‏والتمحيص عن الأسباب ‏الحقيقية لمعضلة التأليف. فأبواب الهواجس مفتوحة على مصراعيها ‏خلال السنتين ‏المقبلتين وفي طليعتها "هواجس رئاسية" تتصل بما بعد لحظة الفراغ في ‏سدة ‏الرئاسة الأولى، وهنا "مربط الفرس" في تعطيل تشكيل الحكومة، وفق ما ترى ‏مصادر ‏سياسية مخضرمة، باعتبارها ستكون بمثابة "حكومة البرزخ" التي ستحكم ‏البلاد بين منزلتين، ‏الأولى خلال ما تبقى من ولاية الرئيس ميشال عون والثانية بعد ‏انقضاء ولايته‎

وتؤكد المصادر أنّ الأطراف السياسية كلها تتعامل مع هذا الواقع في الخفاء ‏وتتعامى عنه في ‏العلن... وحول سؤال "ماذا بعد نهاية عهد ميشال عون؟" يدور ‏الكباش الحكومي ويحتدم ‏‏"الصراع الوجودي" في التشكيلة الوزارية المرتقبة، ‏لتتفرع منه العقبات والعراقيل والشروط ‏المتبادلة على طاولة التأليف، معربةً عن ‏اعتقادها بأنّ كل مطلب من المطالب التي اعترضت ‏حتى الساعة الطريق أمام ‏ولادة الحكومة يكاد لا يكون منفصلاً عن هاجس الشغور الرئاسي ‏سواءً لأسباب ‏طبيعية، في حال أصاب الرئيس مكروهاً، أو لأسباب دستورية مع انتهاء عهده ‏دون ‏انتخاب خلف له‎.‎

وتحت سقف هذا الهاجس، كانت قد اندرجت مطالبة باسيل بتوسعة الحكومة إلى ‏‏20 وزيراً ‏لضمان حصوله على حصة من 7 وزراء تتيح له الاستحواذ على الثلث ‏الوزاري المعطل، ‏قياساً على جمع حصة الرئيس (3 وزراء) مع حصة "التيار ‏الوطني" (3 وزراء أحدهم ‏أرثوذكسي)، بالإضافة إلى وزير درزي محسوب على ‏النائب طلال أرسلان، وبذلك لا يكون ‏باسيل قد "خسر الأولى والآخرة" بحسب ‏تعبيره لـ"العربية"، إنما تمكّن من إبقاء "مفتاح ‏الرئاسة وقفلها" في يده إذا ما انتقلت ‏صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء في حال ‏وقعت الواقعة ‏الرئاسية... ليتسلح عندها بالثلث المعطل كسلاح "توازن رعب" مع رئيس ‏الحكومة ‏منعاً لإحكام قبضته على الرئاستين الثالثة بالأصالة والأولى بالوكالة في ‏مرحلة ‏الشغور الرئاسي. وذكّرت المصادر في هذا السياق، بما حصل إبان انتقال ‏صلاحيات رئاسة ‏الجمهورية إلى حكومة تمام سلام خلال فترة الشغور إثر انتهاء ‏ولاية الرئيس ميشال سليمان، ‏لناحية اشتداد وطأة المناكفات حينها، بينه وبين باسيل ‏على طاولة مجلس الوزراء بذريعة اتهام ‏الأخير للأول بالاستحواذ على صلاحيات ‏الرئاسة الأولى‎.‎

وبينما يبقى المترقبون على أهبة الترقب بانتظار الخطوة التي سيقدم عليها الرئيس ‏المكلف ‏سعد الحريري في مواجهة عرقلة التأليف خلال الأيام المقبلة، سرت أنباء ‏مساءً عن نيته عقد ‏مؤتمر صحفي اليوم بهذا الخصوص، غير أنّ مستشاره ‏الإعلامي حسين الوجه سارع إلى ‏نفيها، مقابل تأكيد أوساط مطلعة على أجواء ‏الرئيس المكلف أنه لا يزال على اعتصامه بحبل ‏الصمت "حتى يقضي الله امراً كان ‏مفعولا‎".‎

وعلى وقع استمرار الطبقة الحاكمة في استنزاف الوقت والفرص، قدّم المنسق ‏الخاص للأمم ‏المتحدة في لبنان يان كوبيتش إحاطة الى مجلس الأمن حول الوضع ‏في لبنان "الذي يعاني من ‏أزمة وجودية متفاقمة"، ناقلاً عن المجلس "رسالة ‏واضحة" إلى المسؤولين اللبنانيين: "شكلوا ‏حكومة دون مزيد من التأخير، حكومة ‏فعالة وقادرة على الإصلاح والتغيير، حكومة تعمل ضد ‏الفساد ومن أجل العدالة ‏والشفافية والمساءلة"، وختم كوبيتش متسائلاً: "هل سيصغون؟" في ‏معرض ‏التشكيك بإقدام القادة اللبنانيين على التجاوب مع رسالة مجلس الأمن‎.‎

وتزامناً، نشرت وكالة "رويترز" تقريراً عن الوضع اللبناني، أكدت فيه أن القوى ‏الغربية التي ‏تسعى لإنقاذ اقتصاد لبنان وجهت لقيادات البلاد "إنذاراً" بعدم انتظار ‏أي خطوات إنقاذية من ‏المجتمع الدولي ما لم يشكلوا حكومة تتمتع بالمصداقية ‏لإصلاح الوضع على وجه السرعة، ‏مشددةً على أنّ "الصبر بدأ ينفد لدى فرنسا ‏والولايات المتحدة وغيرهما من الدول المانحة". ‏واستشهد التقرير بقول السفيرة ‏الأميركية دوروثي شيا في مؤتمر عبر الهاتف لمركز ‏الدراسات الاستراتيجية ‏والدولية في واشنطن: "ندرك أن لبنان مهم ويجب أن تكون الأولوية ‏القصوى ‏لتحاشي فشل الدولة، لكن لا يمكن أن نرغب في ذلك فعلاً أكثر من رغبتهم هم فيه. ‏



نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 تشرين الثاني 2020 07:56