احتفلت سيدة بريطانية بعيد ميلادها الستين على الرغم من أن الأطباء توقعوا وفاتها بعد 3 دقائق فقط من ولادتها وفقاً لصحيفة «the mirror» البريطانية. وُلدت تيريزا سميث في 12 أكتوبر «تشرين الأول» 1960 بأذرع قصيرة ومن دون أرجل بسبب إعطاء والدتها عقار ثاليدومايد في أثناء الحمل، وتم بيع العقار الذي صنعته شركة ألمانية في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان مرتبطاً بعيوب خلقية، بما في ذلك قِصر الذراعين والساقين والعمى وفقدان السمع ومشكلات القلب وتلف الدماغ، وتم سحبه في 1961. وُلدت تيريزا بإعاقات شديدة واحتُجزت على كرسي متحرك بسبب الآثار الجانبية للدواء الكارثي الذي كان يُوصف للنساء الحوامل لمكافحة غثيان الصباح.
وُلدت في والتون وكانت الطفلة الثانية لأبيها جوزيف، من كيركديل، وأمها الأيرلندية وتسمى أيضاً تيريزا، ونشأت مع أختها أنيت التي تكبرها بنحو عام ونصف العام. وقالت تيريزا في حديثها لصحيفة ميرور: «كانت والدتي تتطلع إلى إنجاب طفلها الثاني، واختارت أن تكون في المنزل حتى تكون قريبة من أختي التي كانت طفلة صغيرة، ومع ذلك لم يكن الحمل كما خططت له، فقد وُلدت بذراعين قصيرين ودون أرجل».
وأضافت: «في الستينيات لم تكن هناك فحوصات بالأشعة؛ لذا كانت هذه صدمة كبيرة للقابلة والطبيب، وتم استدعاء القابلة روز كلاركين، وعلمت لاحقاً من روز أنها كانت تشتبه في وجود خطأ ما؛ لأنها لم تستطع الشعور بساقي في أثناء الفحص».
أُعطيت تيريزا ثلاث دقائق فقط لتعيش، وتم نقلها إلى المستشفى، لكنها كانت محظوظة للبقاء على قيد الحياة، حيث يُقدر إجمالي عدد الأشخاص المتأثرين باستخدام الثاليدومايد في أثناء الحمل بنحو 10.000 شخص، منهم نحو 40% ماتوا بعد الولادة مباشرة.
وبسبب سياسة التمييز التي كانت متبعة ضد الأطفال المعوقين، عانت تيريزا كثيراً في المدرسة، لكنها استطاعت أن تتغلب على جميع المصاعب التي واجهتها، وعملت في وقت لاحق سكرتيرة، قبل أن تنتقل للعمل في أحد البنوك، ثم حصلت على وظيفة عاملة اجتماعية في مجلس مدينة ليفربول، وظلت في هذه الوظيفة لمدة 25 عاماً.
واضْطُرَّت لترك وظيفتها بعد أن عانت من وعكة صحية، قالت: «لسوء الحظ مرضت واضْطُرِرْت إلى التقاعد من العمل الاجتماعي. كانت ضربة كبيرة لي لأنني اعتقدت أن حياتي قد انتهت، لكن كما يقولون يُغلق فصل ويُفتح آخر».
لكنها استطاعت لاحقاً أن تطلق مشروعاً ناجحاً للتدريب على العلاج بالتنويم الإيحائي، وتريد الآن الاستفادة من كل خبرتها من خلال إنشاء نصب تذكاري لجميع أطفال الثاليدومايد الذين لم تُكتب لهم النجاة.
وأضافت تيريزا: «كثير من الناس يقولون لي إنني كنت مصدر إلهام لهم. كنت أحب ذلك، وأحياناً كنت أفكر فيه على أنه عون. لقد ألقيت العديد من المحاضرات حول الإعاقة للمجتمع هنا وفي الخارج».
«أشعر بسعادة غامرة؛ لأنني وصلت إلى سن الستين، وحدثت علامة فارقة في حياتي بالنظر إلى أنه لم يكن من المفترض أن أعيش».
«تُوفيت أمي في إبريل الماضي عن عمر يناهز 94 عاماً، وتمكّنت من إخبارها وهي على فراش الموت أننا كنا ناجين، وأن صانعي عقار الثاليدومايد لم يؤذونا».
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.