27 تشرين الثاني 2020 | 07:49

أخبار لبنان

فرنسا تضغط مجدداً للتأليف ومؤتمر لحشد المساعدات

فرنسا تضغط مجدداً للتأليف ومؤتمر لحشد المساعدات

كتبت صحيفة "النهار" تقول: أيا تكن نتيجة الجلسة التي سيعقدها مجلس النواب بعد ‏ظهر اليوم في قصر الاونيسكو لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الى ‏المجلس حول ملف التدقيق المالي الجنائي في مصرف لبنان، ومناقشتها واتخاذ ‏الاجراء او الموقف المناسب منها، وعلى أهمية هذا الملف، فهي لن تخرج عن ‏اطار المناورات السياسة المتذبذبة ما دامت البلاد تحت وطأة المعارك السياسية ‏الصغيرة والتعطيل المتواصل لتأليف الحكومة الجديدة. وربما كانت الطبقة السياسية ‏برمتها والسلطة الحاكمة تحديدا في حاجة يومية الى التذكير بالواقع الدراماتيكي ‏التي يطبع نظرة الخارج الى هذه الطبقة، اذ جاءت رسالة الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون الى الرئيس عون لمناسبة عيد الاستقلال لتتجاوز الإطار ‏البروتوكولي وتتوغل الى تظهير المأساة اليومية للبنانيين بما يثبت تكرارا ما بات ‏يجري تداوله بكثافة من ان اهتمامات فرنسا والعديد من دول ومجموعات المجتمع ‏الدولي تعنى بالواقع الدراماتيكي للشعب اللبناني اكثر بكثير من المسؤولين والساسة ‏اللبنانيين. وتحول تمادي ازمة تشكيل الحكومة ودس العراقيل ومسببات التعطيل في ‏طريق ولادتها الى اثبات دامغ إضافي امام المجتمع الدولي على سقوط آخر أوراق ‏التين عن صدقية وجدارة وجدية هذه الطبقة الحاكمة والسياسية بحيث لا يمر يوم ‏الا ويصدر موقف خارجي او دولي يسلط الضوء على التداعيات الكارثية لقصور ‏الطبقة السياسية الموصومة بالفساد وعدم الاهلية لادارة عملية انقاذ لبنان من ‏السقوط في الانهيار الكبير الذي يخشى من حصوله. هذه الانطباعات الشديدة ‏القتامة ترخي بذيولها على كل مجريات المشهد الداخلي، وتزيد من وطأتها نظرة ‏الأوساط الديبلوماسية المعنية برصد هذه المجريات الى هشاشة التحركات ‏والخطوات التي تجري على هامش ازمة تشكيل الحكومة والتي، وان كانت تكتسب ‏شرعيتها وانتظامها الدستوري مثل الجلسة النيابية العامة التي ستعقد اليوم وتلك ‏التي سبقتها قبل يومين للجان النيابية، تترك انطباعات واسعة بانها بمثابة هرب من ‏التعامل الجدي مع أولوية ملحة وعاجلة لا يجوز ان يتقدمها أي أولوية أخرى وهي ‏انجاز استحقاق تشكيل الحكومة وفك استرهانه من الأهداف التعطيلية المكشوفة او ‏المضمرة. وقد ذهب بعض هذه الأوساط الى التحذير الصارم من ان لبنان سيواجه ‏ما لم يواجهه بلد غرق في أزمات مماثلة من عزلة وصم الاذان الدولية لاحقا، في ‏حال تبين للمجتمع الدولي ان مضمون مجموع الرسائل والتحذيرات والمبادرات ‏التي تتخذ وتوجه نحو المسؤولين، لا صدى لها كما يحصل منذ اكثر من شهر بعد ‏تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة وبدء تصاعد العراقيل في وجه ‏العملية .‏

خريطة الطريق مجددا

في أي حال لم تخرج مضامين رسالة الرئيس ماكرون، الذي يعد الزعيم الأوروبي ‏والدولي الأكثر انخراطا في التعامل مع الازمة اللبنانية، باسم بلاده وبتفويض ‏واضح من مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، التي وزعت بعبدا نصها امس عن ‏هذه الخلاصات والأجواء المشدودة والحذرة والقلقة. اذ ان ماكرون بادر الى ابداء ‏‏"قلقه للغاية" نتيجة الوضع في لبنان وشدد على ان الازمة المتعددة الجوانب التي ‏يشهدها لبنان "تستدعي اتخاذ تدابير فورية والحلول معروفة "مذكرا بخريطة ‏الطريق التي التزمها الأطراف اللبنانيون في الأول من أيلول. كما شدد ماكرون ‏على انه "يقتضي تشكيل حكومة من شخصيات مؤهلة تكون موضع ثقة وقادرة على ‏تطبيق كل هذه الإجراءات " داعيا عون الى تحمل واجبه في الاستجابة لمطالب ‏الشعب اللبناني في انتفاضته منذ اكثر من سنة .‏

وإذ اكد ماكرون في رسالته العمل مع الأمم المتحدة من اجل عقد مؤتمر دولي لدعم ‏الشعب اللبناني أفادت "رويترز" مساء امس ان فرنسا ستستضيف مؤتمرا عبر ‏الفيديو مع شركاء دوليين يوم الثاني من كانون الأول المقبل للبحث في سبل تقديم ‏مساعدات إنسانية للبنان. ويهدف المؤتمر الذي يعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة الى ‏جذب ارفع تمثيل ممكن بهدف التشجيع على تقديم مساعدات للبنان. واكد مكتب ‏الرئيس الفرنسي انعقاد المؤتمر في الثاني من كانون الأول.‏

في غضون ذلك شككت أوساط نيابية وسياسية واسعة الاطلاع في ان تؤدي الجلسة ‏التي سيعقدها مجلس النواب اليوم الى تبديل حقيقي في مسار التدقيق المالي الجنائي ‏باعتبار ان حق رئيس الجمهورية في توجيه رسائل الى المجلس لا يسقط الخلفية ‏التي يعرفها الجميع من ان المجلس لا يمكنه ان يأخذ مكان السلطة التنفيذية التي ‏كان عليها ان تدير هذا الملف بدقة ودراية اكبر، وانه حتى مع حكومة تصريف ‏اعمال لا تزال قدرة السلطة التنفيذية قائمة لمعالجة هذا الملف من دون رميه في ‏لجة النقاش الذي لا يقدم ولا يؤخر. واعتبرت ان اقصى حدود المرتجى من الجلسة ‏قد يكون بإبداء الاستعداد الكامل لتسهيل إقرار احد مشروعي قانون أحالهما رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري امام اللجان لإزالة السرية المصرفية موقتا او بصورة دائمة ‏عن حالات التدقيق الجنائي في سائر مؤسسات الدولة وهو امر مرجح لئلا يظهر ‏المجلس في موقع غير متعاون مع رئيس الجمهورية.‏

الرد على صوان

وكان بري رأس امس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس درس الإجراءات التي ستواكب ‏الجلسة في قصر الاونيسكو والإجراءات التي يمكن اتخاذها خلالها . كما ان جانبا ‏أساسيا آخر من الاجتماع تركز على الرد على الرسالة التي وجهها المحقق العدلي ‏في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان الى مجلس النواب اذ ابدى بري في ‏الرد انزعاجه من تنصل القضاء من مسؤولياته في هذه القضية، واعتبر انه لم يجر ‏مراعاة الأصول المنصوص عليها في الدستور والقوانين المرعية الاجراء وان ‏المحقق العدلي لم يكتف بعدم مراعاة الأصول فحسب وانما خالفها.‏

الوزير والشركة

ووسط الاستعدادات لجلسة مناقشة رسالة الرئيس عون حول التدقيق المالي الجنائي ‏حصل سجال علني للمرة الأولى بين وزير المال في حكومة تصريف الاعمال ‏غازي وزني وشركة "الفاريز اند مارسال" في شأن انسحاب الشركة من العقد ‏الموقع مع الوزارة . وأصدرت الشركة امس بيانا تؤكد فيه رسميا انهاء العقد ‏وانسحابها منه موضحة انها لم تتلق المعلومات اللازمة لإتمام مهمتها. ورد وزني ‏نافيا ما نسبته الشركة الى الوزارة من "ان المعلومات المطلوبة من الشركة لن يتم ‏تقديمها في المستقبل القريب" وادرج وزني النص الحرفي لتصريحه في اجتماع ‏القصر الجمهوري الذي جرى التوافق فيه مع الشركة على تمديد مهلة تقديم ‏المستندات الى الشركة

لثلاثة اشهر .‏




النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 تشرين الثاني 2020 07:49