3 كانون الأول 2020 | 07:58

أخبار لبنان

ماكرون يعود قريباً: لتشكيل حكومة إصلاحات… وإلاّ!‏

ماكرون يعود قريباً: لتشكيل حكومة إصلاحات… وإلاّ!‏

كتبت صحيفة "الشرق" تقول: انعقد "المؤتمر الدولي الثاني لمساعدة ودعم بيروت والشعب ‏اللبناني"، عبر الفيديو مساء امس، في العاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون، وترأسه الرئيس الفرنسي وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وشارك ‏فيه نحو 30 رئيس دولة وحكومة ووزيراً، إضافة الى مدراء منظمات دولية ومالية وجمعيات ‏أهلية ومنظمات غير حكومية‎.‎

وافتتح المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً: "لن نتخلى عن ضرورة القيام ‏بالإصلاحات وعن التحقيقات في مرفأ بيروت، وسأزور لبنان قريباً‎".‎

وخلال كلمته في "المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني"، أكّد ماكرون أنّ "20 ‏بالمئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر‎".‎

ودعا، إلى "الإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية والإلتزام بمخرجات المبادرة الفرنسية للإصلاح"، ‏لافِتًا إلى أننا "من واجبنا دعم لبنان لتلبية إحتياجاته بعد انفجار مرفأ بيروت، ولا بد من العمل ‏لإعادة بناء مرفأ بيروت والأحياء التي تأثرت بالانفجار‎".‎

وأشار، إلى أن "فرنسا تساهم في دعم الشعب اللبناني، وهذا الدعم لا يمكن أن يأتي عوض دعم ‏السلطات اللبنانية، ولا يمكنه أن يستبدل ضرروة تشكيل حكومة‎".‎

وشدّد الرئيس الفرنسي خلال حديثه، على أنّ "على الساسة اللبنانيين تشكيل حكومة لتنفيذ ‏الإصلاحات وإلا لن تقدم مساعدات دولية‎".‎

كما لفت إلى أنه "من المُقرّر تأسيس صندوق يديره البنك الدولي للمساعدة على تقديم المساعدات ‏الإنسانية للبنان‎".‎

وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كملته "انّ لبنان لا يعرف المستحيل، وتاريخنا ‏يخبر أننا شعب لا يتعب من النضال ليحافظ على وجوده"، مجددا الدعوة الى المجتمع الدوليّ ‏بأسره "بألاّ يتخلّى عن بلد الأرز، وما يمثله من ثروة للبشرية جمعاء"، ومشددأ على "انه مصمّم، ‏مهما كلّفه الأمر، على متابعة مسيرة تحرير الدولة اللبنانية من منظومة الفساد السياسيّ ‏والاقتصاديّ والإداريّ التي اضحت رهينة لها، بغطاءٍ من ضمانات مذهبيّة وطائفيّة واجتماعيّة"، ‏معتبرا "ان المجتمع الدولي بإمكانه تقديم مساعدة أساسية للبنان في هذا الاطار، وذلك عبر ‏الوسائل المتاحة لدى الأمم المتّحدة والاتّحاد الأوروبي، لجهة محاربة سرقة الأموال العامّة، ‏وتعقّب التحويلات غير الشرعيّة لرؤوس الأموال إلى الخارج، وبالتحديد ابتداءً من 17 تشرين ‏الأوّل من العام 2019‏‎."‎

وإذ أشار الرئيس عون الى "انّ المآسي الكثيرة التي حلّت بلبنان، والتي يواجهها اللبنانيّون اليوم، ‏تفوق طاقتهم كما تتخطى قدرتهم على الاحتمال، فالصعوبات الاقتصاديّة التي تمرّ بها البلاد ‏أثقلت كاهلهم، وأصابت مدّخراتهم ووظائفهم وهدّدت مستقبل أبنائهم، وفي خضم انتشار وباء ‏كوفيد أتت مأساة انفجار مرفأ بيروت لتضرب قلب عاصمتنا، وتزيد مآسي شعبنا والضرر ‏اللاحق باقتصادنا، فإنه اعتبر "ان مساعدة المجتمع الدولي أساسيّة مهما كانت طرقها أو آليّاتها أو ‏أدواتها وأيّاً كانت القنوات التي سيتم اعتمادها، طالما هي بإشراف الأمم المتّحدة." كما جدد دعوة ‏المجتمع الدولي "لأن يحسم قضيّة عودة النازحين السوريين إلى أراضيهم لأن بلدنا المستنزف لا ‏يملك البنى التحتيّة ولا السبل المناسبة التي تخوّله الاستمرار في استقبالهم أو حتّى تقديم أيّ دعم ‏لهم‎."‎

ورأى رئيس الجمهورية "انّ أولويّتنا اليوم هي تشكيل حكومة من خلال اعتماد معايير واحدة ‏تطبق على جميع القوى السياسية"، كاشفا "ان المطلوب من الحكومة العتيدة أن تطلق في الوقت ‏عينه ورشة الاصلاحات البنيوية الملحّة، وإعادة إعمار بيروت، وتطوير خطة التعافي المالي ‏والاقتصادي ووضع أطرها التنفيذية‎."‎

وقبل إلقائه كلمته، استمع الرئيس عون والمشاركين في المؤتمر الى كلمة عدد من الشباب اللبناني ‏المنتمين الى منظمات وجمعيات أهلية وغير حكومية عبروا عن مشاعرهم ومعاناتهم جراء ‏الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في آب الفائت‎.‎

وقال الرئيس عون إنّ الشباب اللبناني عبّر عن هواجسه وتجذره العميق ببلده، وأمله الكبير ‏بمستقبل لبنان‎.‎

‎"‎التقريع" الدولي يومي.. والسلطة على أدائها الفاشل

قبيل مؤتمر الدعم الدولي الاغاثي لبيروت الذي دعت اليه فرنسا مساء امس، لم تكتف الدول ‏المانحة بإظهار عدم ثقتها بالدولة اللبنانية من خلال اصرارها على توجيه مساعداتها الى ‏المنظمات المدنية والانسانية، فحسب، بل "قرّعتها" من جديد عبر بيان مقتضب شديد اللهجة ‏صدر عن الاليزيه قبل الظهر، بدا موجّها الى اهل الحكم في لبنان، باسم الاسرة الدولية كلّها‎.‎

وجاء فيه "لم تُنفذ أي إجراءات بموجب خارطة الطريق الفرنسية المقترحة لمساعدة لبنان على ‏حل أزمة سياسية واقتصادية كبيرة، كما لم يتم إحراز أي تقدم في ما يتعلق بمراجعة حسابات ‏مصرف لبنان المركزي". وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية، قبيل انعقاد مؤتمر المساعدات إن ‏‏"القوى العالمية ستواصل الضغط على الطبقة السياسية"، مضيفا "انا غير مقتنع بأن العقوبات ‏الأميركية سيكون لها أي أثر في ما يتعلق بالمساعدة على تشكيل حكومة ذات صدقية قادرة على ‏تنفيذ إصلاحات من شأنها إتاحة مساعدات مالية دولية‎".‎

لكن، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فإن هذه "البهدلة" الدولية التي باتت ‏للاسف "خبز" المنظومة الحاكمة اليومي، ستذهب كما سابقاتها، كصرخة في واد، وقد اعتادها ‏مسؤولونا وما عادت تؤثّر فيهم. لكن الاخطر، ان صمّهم آذانهم عن كل النصائح والتحذيرات، ‏يدفع ثمنه اللبنانيون و"الخير لقدّام" اذا استمرّ هذا السلوك "الفاشل" والمتخبّط في ادارة الازمة ‏القاتلة التي يمرّ فيها البلد. آخر نماذج هذا التخبط، ظهر امس في اللجان النيابية المشتركة التي ‏بحثت في مصير دعم السلع الاساسية الحيوية في يوميات اللبنانيين، كالدواء والطحين ‏والمحروقات، في ظل تناقص الاحتياطي في المصرف المركزي. وقد غابت اي رؤية مشتركة ‏لدى القوى السياسية لكيفية حلّ هذه المعضلة، في ظل تقاذف للمسؤوليات ولكرة النار هذه، بينها، ‏من جهة، وبين المصرف المركزي، من جهة ثانية‎.‎

وقبل هذه الجلسة، اكتفى مجلس النواب في اصدار "قرار" او بالاحرى "توصية" بإخضاع ‏مصرف لبنان والوزارات والمجالس والمؤسسات المالية والصناديق والبلديات كافة بالتوازي، ‏للتدقيق الجنائي من دون أي عائق أو تذرع بالسرية المصرفية، علما ان هذه الخطوة، التي ‏‏"احتفل" فيها اهل الحكم، لا مفاعيل قانونية لها، بل هي نظرية أو "معنوية" لا اكثر، فيما مجلس ‏النواب وظيفتُه الاساسية اصدار تشريعات وقوانين، ترفع اي عقبات من امام اجراء التدقيق ‏المرجو‎.‎

هذا الاداء كلّه، لن يساهم الا في تعميق الحفرة التي يتخبّط فيها اللبنانيون اليوم، وكل هذه الحركة ‏التي يريد الحكم من خلالها ايهام الداخل والخارج بأنه يجهد لايجاد الحلول والمخارج للمحنة ‏المالية - الاقتصادية التي نعيش، مكشوفة امام الداخل والخارج اللذين يريانها على حقيقتها "حركة ‏بلا بركة" و"دورانا في حلقة مفرغة"، لن ينتجا طحينا ولن يطعما خبزا. المطلوب واحد فقط: ‏علاج يصيب جوهر الازمة لا قشورها: حكومة اختصاصيين حقيقيين مستقلّين اليوم قبل الغد، ‏تنكب على الانقاذ والاصلاح ومحاربة الفساد. وكل ما دون ذلك مساحيق ومراهم لا تنفع في ‏جسد مريض ينازع، تختم المصادر‎.‎



الشرق الاوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 كانون الأول 2020 07:58