على مشارف عام جديد، وفي ظل استمرار الأزمات التي تحكم قبضتها على مختلف وجوه الحياة اليومية للمواطن اللبناني، وفي وقت لم تعد السياحة أولوية لديه بعدما تقدمت الصحة والمعيشة الى الواجهة ، اصبحت زيارة وفد سياحي او اكثر، اجنبي او حتى محلي، الى معلم تاريخي او تراثي في هذه الأيام بحد ذاتها حدثا، كونها تكسر رتابة الأوضاع وتشكل فسحة ومتنفسا لكثيرين يجدون في أحضان الطبيعة والبحر والتاريخ والتراث ما يخفف عنهم ولو الى حين وطأة هموم الحياة وضغوطها النفسية..
وبين ازمتين واحدة تراوح مكانها وهي كورونا والثانية تواصل تفاقمها وهي الأزمة الاقتصادية والمعيشية، وبين عاصفتين واحدة غادرتنا قبل أيام والثانية في طريقها ايذانا ببرد وصقيع اول الكانونين.. شهدت قلعة صيدا البحرية حركة زوار وسائحين ناشطة تنوعوا بين جنسيات لبنانية وغير لبنانية ووفدوا من مناطق عدة. بعدما كانت القلعة افتقدت حركة روادها المعتادة، وها هي تعود ولو تدريجيا مقصدا للسواح والزائرين على امل استعادة وهجها السياحي بعد انقشاع الغيوم بكل أشكالها، غيوم الطبيعة وغيوم الأزمات.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.