كشف عضو هيئة الرئاسة، المنسق العام المركزي للإغتراب في تيار "المستقبل" محمد الجوزو أن إيمان تيار "المستقبل" بالإغتراب عكسته توجهات رئيسه الرئيس سعد الحريري وصارت منسقية الإغتراب جزءاً من هيئة الرئاسة، كاشفاً أن هناك رغبة لدى الرئيس الحريري بأن يكون قريبا من الإغتراب ومن المغتربين ومن همومهم وقضاياهم وأن يكون التيار في خدمتهم.
وأوضح أن الزيارة الى كندا ستكون على سلم الأولويات، نظرا لأهميتها وطنيا وعلى مستوى تيار "المستقبل" وان شاء الله سنقوم بهذه الزيارة فور توفر الظروف الملائمة.
وشدد على أنه سيكون لنا تواصل مع منسقية كندا يسبق زيارتنا، من أجل البحث في أمور وطنية وتنظيمية واغترابية عدة ، لافتاً إلى ان المنسقية لعبت دورا هاما ونأمل في تفعيل هذا الدور بالتعاون وتبادل الأفكار والمعطيات.
ورأى إن الزيارات المباشرة رهن بمجموعة عناصر، لعل أهمها في هذه الآونة موضوع جائحة كورونا وأمور ذات طبيعة تنظيمية، وبطبيعة الحال فإن أي زيارة مرتبطة ببرنامج عمل فعلي ومنتج وهذا الأهم.
مواقف الجوزو جاءت في مقابلة شاملة وخاصة لـ"المستقبل الكندي"، وفي الآتي وقائعها:
ما هي الخطوط العريضة لبرنامجكم الاغترابي كتيار المستقبل؟
بعد التشكيلات الأخيرة للهيئة القيادية لتيار المستقبل، بدأنا بقراءة الواقع الإغترابي اللبناني بشكل عام كما بدأنا بإعداد إستراتجية للعمل في المغتربات حول العالم، وإن شاء الله ستناقش هذه الإستراتجية في هيئة الرئاسة وسيخرج عنها أهداف وآليات عمل، وعندما تصبح نهائية وتقرها هيئة الرئاسة ستعلن بكل شفافية.
وبطبيعة الحال، المنسقية المركزية للإغتراب لا تبدأ من الصفر فلدينا إرث غني في العمل الإغترابي وسنبني على الإيجابي ونصحح أي خلل ونطور ما هو قائم قدر المستطاع.
لدينا رؤية يمكن إيجازها بكلمتين: "المغترب شريك". من هنا يمكن تخيّل مروحة العمل الواسعة، فالمغترب اللبناني، كما المغترب المنخرط في تيار المستقبل والمغترب الصديق أيضا، هو شريك وسنحرص على إيجاد الآليات اللازمة لترجمة هذه الرؤية. هو شريك في صناعة القرار الوطني والإغترابي وفي صناعة السياسات الاقتصادية وفي تنفيذها. شريك في توليد الأفكار الخلاقة وفي ورشة إنقاذ لبنان ونهوضه مجددا.
ما هي الخطوات التي بدأتم العمل عليها؟
كما ذكرت سابقا، فنحن نحضّر لبرنامج عمل متكامل: سياسي، إغترابي، تنظيمي على المستوى المركزي وعلى صعيد القارات أو البلدان المختلفة.
نحن في مرحلة الإعداد لإستكمال الهيكلية التنظيمية بإعتبارها الحلقة المركزية لتنفيذ السياسات والتوجهات الصادرة عن التيار وعن رئيسه الرئيس سعد الحريري.
كيف تقيمون الدور الاغترابي في العالم وبالأخص في كندا؟
سنترك التقييم للمرحلة اللاحقة، لكن ما يمكن قوله هنا بأن هناك دور كبير للجاليات اللبنانية حول العالم فهناك طاقات كبيرة وكفاءات علمية هائلة ومغتربون بلغوا مواقع ومناصب مرموقة عالميا وفي البلدان المضيفة، وفي نفس الوقت هناك إغتراب يعاني من ظروف صعبة في بلدان عديدة وبقارات مختلفة وعلينا أن نلحظ كل ذلك.
أما في كندا، فهناك جالية كبيرة من اللبنانيين وهم في مواقع مختلفة ويمكن العمل على تطوير التواصل الإيجابي معهم خدمة للمغتربين وتطويرا للعلاقات بين لبنان المغترب ولبنان المقيم وهناك سلّة أفكار تناقش في حينها.
وسيكون لنا تواصل مع منسقية كندا يسبق زيارتنا الى كندا، من أجل البحث في عدة أمور وطنية وتنظيمية واغترابية والمنسقية لعبت دورا هاما ونأمل تفعيل هذا الدور بالتعاون وتبادل الأفكار والمعطيات.
هل لديكم زيارة قريبة الى كندا؟
زيارة كنداستكون على سلم الأولويات، نظرا لأهميتها وطنيا وعلى مستوى تيار المستقبل وان شاء الله سنقوم بهذه الزيارة فور توفر الظروف الملائمة.
إن الزيارات المباشرة رهن بمجموعة عناصر، لعل أهمها في هذه الآونة موضوع جائحة كورونا وأمور ذات طبيعة تنظيمية، وبطبيعة الحال فإن أي زيارة مرتبطة ببرنامج عمل فعلي ومنتج وهذا الأهم.
كيف تقيمون تعاطي الدولة اللبناني على الصعيد الاغترابي؟
للأمانة هناك غياب لإستراتجية رسمية لمحاكاة موضوع الإغتراب اللبناني، وهو متروك لمجموعة مبادرات تقوم بها جمعيات خاصة أو يطلقها أفراد. بعض هذه الجمعيات ذات طبيعة وطنية وبعضها ذات طبيعة مذهبية أو جهوية أو عائلية... نحن سنحرص كتيار أن ندفع بإتجاه رؤية وطنية جامعة لمحاكاة الإغتراب اللبناني مع ما يفرضه ذلك من تطوير للحضور الدبلوماسي والإغترابي الرسمي وإطلاق ما يلزم من مباردات.
هل انتم مع انشاء وزارة خاصة للمغتربين؟
لبنان اليوم يبحث عن سبل لترشيد إنفاقه العام ولترشيق إدارته وهذا يعني إعادة النظر بهيكليات الوزارات وبحجم الإدارة العامة، وهذا يعني أيضا أن الحديث عن إستحداث وزارة الجديدة ربما في غير في توقيته الآن.
كلامي لا يجب أن يفهم منه بأن الإغتراب اللبناني بحجمه وبحضوره لا يحتاج إلى وزارة، وأنا ممن يدعو إلى أن تكون كل الوزارات بجزء منها هي وزارة مغتربين، لأن الإغتراب المتفاعل مع وطنه تربطه صلة بمختلف الإدارات مثله مثل المواطن المقيم.
كل الوزارت يجب أن تتعود في هيكليتها وتفكيرها وخططها بأنها مسؤولة عن اللبنانيين المغتربين أيضا. على سبيل المثال لا الحصر، لا أتخيل وزارة ثقافة لا تستهدف ببرامجها ومشاريعها الإغتراب اللبناني من حضور تبادل ثقافي بين لبنان والبلدان المضيفة والجاليات، وكذلك الحال في وزارات السياحة والشباب والرياضة والإقتصاد والزراعة...
المطلوب تفعيل عمل مديرية المغتربين في وزارة الخارجية وتزويدها بالكادر البشري والموازنات المطلوبة لتتحول إلى حلقة تفاعلية مع لبنان المغترب، ولا شيء يمنع لاحقا، بعد تحسن الأمور وخوض مثل هذه التجربة، من تقييم المرحلة والبناء عليها.
في ظل الصورة الضبابية، ما هي الخطوات التي تودون القيام بها للعمل على تحفيز المغتربين للاستثمار في لبنان؟
قبل الحديث عن تحفيز، نحن سنعمل لإستعادة ثقة المغتربين بوطنهم وبمؤسساته الدستورية وبقطاعاته الإقتصادية والمصرفية. هذه مهمة شاقة بعد أن شعر المغترب، إسوة بالمقيم، بأن تعبه وعرق جبينه، بات في دائرة المجهول، نتيجة الممانعة في ولوج طريق الإصلاح وبناء الدولة المركزية القوية والتي تمتلك مشروعها الوطني والإقتصادي والإغترابي وهي صاحبة القرار ولا ينافسها بذلك أي جهة، داخلية أم خارجية.
كيف تقيمون دور منسيقيات تيار المستقبل في عالم الاغتراب ؟
منسقيات واعدة والمهام التي تنتظرنا كبيرة أما التقييم فسنتركه لكم وللمغتربين أنفسهم في مرحلة لاحقة.
وجهتم رسالة إلى "الرفاق" في منسقيات الاغتراب تطرقت فيها إلى خطة العمل في المرحلة المقبلة والتحديات المنتظرةوقلت "لهم اغتراب المستقبل":انتم شركاء في صناعة القرار هذه الخطوة متقدمة جدا وانتم في تيار المستقبل في الطليعة لهذة الخطوة لماذا؟
لأننا مؤمنون بذلك، مؤمنون بأن المغترب شريك، وبأن كان وسيبقى رئة يتنفس منها لبنان.
لأننا مؤمنون بأن المغترب طاقة هائلة علينا أن نوفر لها أرضية متينة للتفاعل معهم. اللبنانيون في الداخل والخارج يتألمون لما وصل اليه وطنهم لكن علينا أن نبقى على إيماننا وتفاؤلنا وأن نستمر بالعمل والسعي لبناء لبنان الذي نطمح اليه ونفتخر به.
ما هو الهدف من مبادرة الرئيس سعد الحريري تجاه الاغتراب؟
الهدف واضح وبسيط: إيمانه بحق المغترب أن يشعر بأن لديه وطن يحميه، له فيه حقوق وعليه واجبات.
وبالفعل فإن إيمان تيار المستقبل بالإغتراب عكسته توجهات رئيسه وصارت منسقية الإغتراب جزء من هيئة الرئاسة. هناك رغبة لدى الرئيس سعد الحريري بأن يكون قريبا من الإغتراب ومن المغتربين ومن همومهم وقضاياهم وأن يكون التيار بكليته في خدمتهم.
لماذا تعطون الأهمية القصوى لمشاركة الاغتراب في الحياة العامة؟
هذا حقهم الطبيعي ولا منّة لأحد به. وبالأساس هم يشاركون بالحياة العامة، بطريقةأو بأخرى كالحماسة التي يبدونها في عدة إستحقاقات داخلية. نحن سنحاول تطوير هذه التجربة وتسهيلها وتفعيلها، بحيث يشعرون بأنها جزء من إهتماماتهم وقناعتهم في العمل نحو لبنان الأفضل والأجمل.
ماذا تعلمت من الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
الرئيس الشهيد رفيق الحريري مدرسة وطنية. نتعلم منها الصدق والإلتزام بقضايا الوطن والإنسان.
تعلمنا كيف يكون الوطن كريما مصانا وشعبه أبياً عزيزا.
والرئيس الحريري هو مدرسة بالعمل الإغترابي، فهو مغترب، عمل بجهد وإجتهاد وبصدق وبأمانة حتى نجح وكسب ثقة الجميع وكان ذلك طريقه ليتحول إلى شخصية وطنية وعربية وعالمية.
هل المبادرة الفرنسية هي المنقذ للبنان؟
المنقذ للبنان هم اللبنانيون انفسهم .لا شك بأن المبادرة الفرنسية موضع تقدير وقناعة من تيار المستقبل وتتماهى في مضمونها مع آداء وخطاب التيار الذي سعى ويسعى لتنفيذها كاملة. أهمية المبادرة أنها جاءت من دولة صديقة للبنان وهذا يعني أنها ستشكل مظلة لحماية المبادرة ولبنان بطبيعة الحال من الإنهيار الكبير، هي فرصة للبنان بأن دولة كفرنسا ستساعد في إعادة توليد ثقة المؤسسات المالية الدولية بلبنان.
لكن كما بدأت بالجواب، أعيد بأن اللبنانيين هم المسؤولون أولا وأخيرا وعليهم أن يقرروا.
كعضو في المجلس الاقتصادي الاجتماعي كيف تقيمون الوضع الاقتصادي المتردي وكيفية الخروج منه؟
الوضع صعب ومعقد وكارثي... لكن الحلول دائما متاحة والأفق دائما مفتوح أمام الخروج من هذا النفق متى توفرت الخطط والإرادة.
نعم، هناك الكثير من الأفكار والخطط التي يناقشها الخبراء، داخل المجلس الإقتصادي وخارجه، وقد أقرت الهيئة العامة للمجلس عدد من التصورات الإقتصادية والمالية الهامة ووضعت هذه الخطط بين يدي الحكومات المتعاقبة بصفتها السلطة التنفيذية.
لا بد من تغييرات جذرية في بنية لبنان الإقتصادية وتفعيل قطاعاته الإنتاجية كجزء من مشاريع الحل.
ولا بد من إعادة إنتاج عوامل الثقة بقطاعاته المختلفة وهذا ممكن لكن شرطه الأول وجود حكومة، وجود دولة.
هل انتم مع رفع للدعم عن السلع الأساسية وما البديل عن خطة رفع الدعم؟
الحديث عن الدعم أو رفع الدعم يجب أن يرتبط برؤية وبخارطة طريق تأخذ بعين الإعتبار حاجات الناس وأولويات الناس وقدرة البلد المالية ووتعديل بالأولويات الإقتصادية.
في هذه الآونة لا يمكن رفع الدعم خارج خطة لتأمين البدائل للعائلات الفقيرة والتي ترتفع نسبها بصورة خطيرة نتيجة إنهيار سعرف صرف العملة الوطنية تجاه الدولار الأميركي.
علينا أن نحدد أولوياتنا، ووجهة صرف مواردنا بما يضمن العائد الإجتماعي والإقتصادي والإستثماري منها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.