13 كانون الأول 2020 | 16:37

أخبار لبنان

بيان شديد اللهجة لكتلة "المستقبل": لن نسمح باستهداف موقع رئاسة الحكومة

صدر عن كتلة "المستقبل" النيابية البيان الآتي:‏


تنادى المنادون من كل حدب وصوبٍ سياسي وطائفي، دفاعاً عن العدالة والقضاء، لمجرد ان ‏لجأت قيادات وطنية ومرجعية وطنية دينية الى التحذير من التطاول على موقع رئاسة الحكومة، ‏والادعاء على رئيس الحكومة الحالي في قضية التفجير الإجرامي لمرفأ بيروت ومحيطه السكاني. ‏

بعض الغيارى على حقوق الضحايا والمنكوبين، فاتهم أن بيروت هي الضحية بكافة مكوناتها ‏الطائفية والمذهبية، فاعتمدوا تطييف النكبة كما لو كانت حقاً حصرياً لجهة أو فئة، وراحوا ‏يتلاعبون على أوتار التحريض ويشيرون بالبنان الى الطائفة السنية ومرجعياتها، كما لو انها ‏انفردت بالخروج على العدالة والقانون. ‏

‏ لقد انتفضت هذه المرجعيات على مسار مشبوه، من الصعوبة في مكان عزله عن الكيديات ‏السياسية والمحاولات الجارية للانقلاب على صيغة الوفاق الوطني والدعوات المتلاحقة لفرض ‏معايير طائفية على الإدارة السياسية للبلاد. ‏

نعم، هناك خطة لن نسمح بتمريرها، لا عبر القضاء ولا عبر سواه، لاستهداف موقع رئاسة ‏الحكومة. خطة انتقامية من اتفاق الطائف الذي حقق المشاركة الفعلية في السلطة، وأنهى زمناً من ‏الاستئثار بها والتفرد في إدارة مؤسساتها. ‏

خطة تستحضر الأدبيات الانقلابية في آخر الثمانينات، لفرضها على الحياة السياسية والوطنية بعد ‏أكثر من ثلاثين سنة على سقوطها. ‏

نعم، هناك مخطط لاحتواء وعزل الموقع الأول للطائفة السنية في لبنان، سواء من خلال التهويل ‏على رئيس الحكومة والادعاء عليه في قضية المرفأ، أو من خلال التهويل على المرجعيات ‏السياسية التي تولت رئاسة الحكومة خلال السنوات العشر الماضية، وإيداع مجلس النواب كتاباً ‏يدرج رؤساء الحكومات السابقين في لائحة المسؤولية عن انفجار المرفأ. ‏

هم، يجيزون لأنفسهم حقوق الدفاع عن مواقعهم وطوائفهم ووظائفهم ومكوناتهم، ويجيزون لأنفسهم ‏أيضاً تعطيل البلاد سنوات وسنوات، غير آبهين بالخسائر المادية والانعكاسات المعيشية ‏والاقتصادية لتأمين فرص وصول الأقوى في طائفته إلى رئاسة الجمهورية. ‏

وهم من حقهم تعطيل تشكيل الحكومات، كرمى لعيون الصهر، أو بدعوى فرض المعايير التي ‏تجيز لقيادات الطوائف تسمية الوزراء واختيار الحقائب الوزارية والتمسك بالثلث المعطل، حتى ‏ولو اضطرتهم المعايير الى القضم من حصص الطوائف الاخرى. ‏

وهم لا يتأخرون عن حشد الأنصار امام مداخل القصر الجمهوري لحماية موقع الرئاسة الاولى ‏ووضع الخطوط الحمر في مواجهة التحركات الشعبية والاعتراض السلمي على السياسات العليا ‏للدولة. ‏

مسلسل الحقوق الحصرية لقيادات وزعامات ورئاسات الطوائف في الدفاع عن مواقعها، أمر مباح ‏للجميع دون استثناء، سواء في مواجهة القضاء، أو في مخالفة القانون، أو في الهرطقة على ‏الدستور، أو في تجاوز حدود السلطة، أو في تغطية التدخل العسكري في الحروب الخارجية، ‏وصولاً إلى وقف تعيينات الفئة الرابعة للناجحين في الخدمة المدنية وإطلاق غيرة الدين لحماية هذا ‏المحافظ أو ذاك الموظف. ‏

‏ كل ذلك مجاز وشرعي وقانوني ووطني ولا يقع تحت خانة التعبئة الطائفية والمذهبية .... أمر ‏واحد استثار الغيارى على العدالة والقضاء، وتجار الهيكل الذين يتقنون التجارة بآلام المواطنين ‏ويتسابقون فوق دمار بيروت واوجاع اهلها وسكانها، لتسجيل النقاط السياسية بحق هذه الفئة او ‏تلك. ‏

أمر واحد وضعوه في خانة الحماية الطائفية وتجاوز حدود القضاء هو الدفاع عن موقع رئاسة ‏الحكومة، الذي اتخذوا من الادعاء عليه فرصة سانحة لإصابة مرجعيات حكومية عدة بحجر واحد. ‏

بيوتهم جميعاً من زجاج مهشم والرايات الطائفية تعلو جميع الاسطح، لكنهم لا يشبهون بيوت ‏وأسطح بيروت المحطمة والمنكوبة والمثقلة بالهموم في شيء. ولو كان الأمر كذلك لتوقفوا عن ‏تعطيل تشكيل الحكومة، ووافقوا على تشكيلة الرئيس المكلف التي ترتقي فوق المحاصصة الحزبية ‏وترشح نفسها لإنقاذ بيروت من براثن الدمار والخراب، ولما تمترسوا خلف الحصص الطائفية ‏والحزبية لقطع الطرق على اعادة اعمار بيروت ونصرة اهلها. ‏

نحن الضحايا في بيروت. ونحن اهل الضحايا واولياء الدم، ولا نقبل المزايدة علينا من احد، وقد ‏كنا وما زلنا، رؤساء حكومات ونواب ومرجعيات روحية، في مقدمة المطالبين بتحقيق العدالة ‏والاقتصاص من المقصرين والمذنبين والعارفين والمسؤولين من أعلى الهرم الى ادناه، انما ليس ‏على قاعدة العدالة الاستنسابية المسيسة والمجتزأة.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 كانون الأول 2020 16:37