18 كانون الأول 2020 | 07:51

أخبار لبنان

كلّ المسارات معلّقة مع الغاء زيارة ماكرون‎!‎

كلّ المسارات معلّقة مع الغاء زيارة ماكرون‎!‎

كتبت صحيفة "النهار" تقول: لم يكن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ‏والصحي الدراماتيكي الذي يغرق فيه لبنان على مشارف عيدي الميلاد ورأس ‏السنة الجديدة اللذين يخشى ان يفاقما ازمة الانتشار الوبائي الى مستويات خارجة ‏عن السيطرة تماما، سوى هبوط نبأ الغاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ‏للبنان التي كانت مقررة الثلثاء والأربعاء المقبلين بسبب إصابة ماكرون بأعراض ‏فيروس كورونا. والواقع ان الرهانات على زيارة ماكرون، التي كانت ستغدو ‏الثالثة للبنان هذه السنة لو حصلت، لكي تحمل مفاجأة سارة او"عيدية" ميلادية ‏تتمثل باختراق على يده في مسار تأليف الحكومة الجديدة بعدما بات شبه ميؤوس ‏منه بالقنوات والاتصالات والمشاورات الداخلية، هذه الرهانات كانت ضعيفة ولم ‏ترق الى مستوى توقعات جادة ومؤكدة. ‏

ومع ذلك فان الأيام التي أعقبت انحسار عاصفة السجالات التي اندلعت بين قصر ‏بعبدا وبيت الوسط بسبب المقال الذي نشرته "النهار" للوزير السابق سليم ‏جريصاتي أحيت الامال الجدية في ان يتمكن ماكرون من احداث ثغرة في جدار ‏الانسداد وذلك بعدما لعب فريقه المختص بالازمة اللبنانية دورا ملموسا في التهدئة ‏تمهيدا للقيام بمحاولة متقدمة خلال زيارة ماكرون لبيروت، ولذا ابقي برنامج ‏الزيارة خاضعا للتعديلات حتى اللحظة الأخيرة. طارت الزيارة بالأمس ولكن ‏المعنيين الجادين يقولون ان المبادرة الفرنسية لم تطر وان كانت أيضا بدورها ‏عالقة ومعلقة حتى تعافي ماكرون على الأقل بما يرتب على الحكم والقوى السياسية ‏زيادة خيالية في المسؤوليات عن تأخير الولادة الحكومية وسط حال مخيفة من ‏الانسدادات. وسارع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى التغريد مساء امس ‏قائلا "اصدق التمنيات لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون بالشفاء والعافية. ‏مبادرتك أمانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات‎".‎

فاذا كان الامل في زيارة ماكرون قد عاد معلقا لئلا نقول بات اضعف من أي وقت ‏سابق، فان الأسوأ حتما هو ذاك التزامن "القدري" بين الغاء الزيارة وتعليق كل ‏المسارات الداخلية المفصلية والمصيرية، ولا سيما منها المسار العالق والمعطل ‏لتأليف الحكومة، ومن ثم المسار العالق الجديد والطارئ للتحقيق العدلي في جريمة ‏انفجار مرفأ بيروت ولو لمهلة زمنية محددة، ولكن هذا التطور أضاف معطيات ‏مأزومة وسلبية على الاحتقانات التي اثارها الكباش السياسي القضائي عقب ‏الادعاءات التي شملت رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء ‏السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس. وأثارت هذه السلسلة ‏المتشابكة من التعقيدات مزيدا من المخاوف على الاستحقاق الحكومي خصوصا ان ‏تداعيات المواجهة بين بعض الافرقاء السياسيين والمحقق العدلي في ملف انفجار ‏مرفأ بيروت القاضي فادي صوان أدت في جانب أخر منها الى اذكاء خلافات ‏وتباينات جديدة بين بعض القوى السياسية التي كانت تلتزم هدنة في ما بينها على ‏خلفية الاستعداد للانخراط في الحكومة الجديدة، وهو الامر الذي سيزيد بطبيعة ‏الحال تراكم عوامل التعقيد في المسار الحكومي. وبرأ الوزير السابق سليمان ‏فرنجيه "حزب الله" فقال ان لا علاقة له بنيترات الامونيوم في المرفأ كما يظهر في ‏الاعلام‎.‎

نصرالله وباسيل

وفي غضون ذلك افادت محطة "الميادين" امس ان لقاء افتراضيا عقد بين الأمين ‏العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب ‏جبران باسيل وانه تم التوافق خلاله وفق مطلعين على ثلاث نقاط رئيسية هي: ‏‏"أولا التسليم المسبق بعدم المس بما سبق الاتفاق عليه في ما بخص حماية لبنان ‏ودفاع المقاومة عن أراضيه وفعل كل ما يلزم لتكريس توازن الرعب القائم وهذا ‏البند غير مطروح للنقاش. ثانيا الانطلاق من الاجتماع الأول من ورقة تفاهم 6 ‏شباط لتحديد ما أنجز وما لم ينجز وما يفترض العمل لإنجازه وما تجاوزه الزمن ‏مع حرص هائل من الجانبين على مقاربة جميع النقاط بهدوء شديد. ثالثا تشكيل ‏لجنة من الطرفين تناقش الأفكار كما حصل خلال الشهور التي سبقت اعلان مار ‏مخايل ستضم ستة أشخاص عرف منهم النواب الان عون وسيزار ابي خليل من ‏جهة التيار وحسن فضل الله من جهة "حزب الله‎".‎

تجميد التحقيق

اما التطور السياسي - القضائي البارز الذي سجل في الساعات الأخيرة فتمثل في ‏تعليق المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، جلسات التحقيق التي يعقدها في ‏اطار مهمته بعدما تبلغ من محكمة التمييز الجزائية طلب نقل الدعوى منه الى قاض ‏آخر بناء على مراجعة قدمها الوزيران السابقان النائبان علي حسن خليل وغازي ‏زعيتر بداعي "الارتياب المشروع " بالقاضي صوان. وتبعا لذلك لم يستجوب ‏صوان امس المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ولم يحدد مواعيد لجلسات ‏جديدة كما صرف النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان ‏دياب الذي كان حدد موعدا له اليوم الى حين بت محكمة التمييز الجزائية طلب نقل ‏الدعوى منه. وستكون امام المحقق العدلي مهلة عشرة أيام للجواب على طلب ‏النائبين خليل وزعيتر تنحيته عن هذا الملف علما ان قانون المحاكمات الجزائية ‏يتيح للقاضي المعني بالطلب الاستمرار في النظر في الدعوى في حال لم يصدر ‏قرار مخالف عن محكمة التمييز الجزائية. واعتبر رئيس "تيار المرده" سليمان ‏فرنجيه في حديث الى محطة ام تي في مساء ان "الأجهزة الأمنية هي المسؤولة ‏الأولى والأخيرة في موضوع انفجار المرفأ وان القاضي صوان يبحث عن ‏النجومية واذا أرادوا محاسبة المسؤولين السياسيين فليستدعوا كل رؤساء الحكومات ‏ووزراء العدل والأشغال والمال وقال ان الوزير السابق يوسف فنيانوس ضميره ‏مرتاح ولم يبلغني مرة عن وجود نيترات الأمونيوم ونحمل المسؤولية الى رئيس ‏الجمهورية لانه رجل عسكري ويعرف خطورة هذه المادة فلماذا لم يوعز الى وزير ‏الاشغال بضرورة ازالتها من المرفأ؟‎"‎

الجامعة العربية‎ !‎

ووسط الخواء السياسي الداخلي والخارجي الذي عاد يطبع المسار الحكومي سجل ‏امس دخول عربي على خط الازمة من خلال ايفاد الأمين العام لجامعة الدول ‏العربية احمد أبو الغيط مساعده حسام زكي الى بيروت في مهمة استطلاعية وإبداء ‏الرغبة في المساعدة. واذا كان هذا العنوان العلني الرسمي لمهمة زكي في بيروت ‏فان المعلومات المتوافرة عن المحادثات التي اجراها مع المسؤولين أفادت انه نقل ‏انطباعات شديدة السلبية حول النظرة الخارجية العربية والغربية الى الواقع اللبناني ‏وان الجامعة العربية شاءت لفت نظر المسؤولين الى ان لبنان قد يواجه مزيدا من ‏الاخطار والتداعيات ما لم تسارع القيادات اللبنانية الى تجاوز اللعبة السياسية ‏الداخلية والصراع على المكسب لتشكيل حكومة تحظى بصدقية لدى المجتمع الدولي ‏بما يحقق اهداف المبادرة الفرنسية في لبنان التي تحظى بدعم المجتمع الدولي . ‏وقام زكي بجولة على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه ‏بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ثم زار مساء الرئيس حسان دياب‎.‎

النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 كانون الأول 2020 07:51