23 كانون الأول 2020 | 08:00

أخبار لبنان

الخرق الحذِر: "حكومة ميلادية" تتقرّر اليوم؟

كتبت صحيفة "النهار" تقول: مع ان الشكوك الحذرة والمستندة الى التجارب السابقة بقيت ماثلة ‏بقوة عقب زيارة الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري بعد ظهر امس لقصر بعبدا ‏وإعلانه بعد اجتماعه لنحو ساعة وربع الساعة مع رئيس الجمهورية ميشال عون احتمال تصاعد ‏الدخان الأبيض للمرة الأولى من مدخنة خرق حكومي، يمكن القول ان مفاجأة الحريري اكتسبت ‏في توقيتها مجموعة ابعاد شكلا ومضمونًا حيال اللقاء "المفصلي" كما كانت وصفته امس ‏‏"النهار". ففي الشكل تبرز مفارقة ان اللقاء الذي عقد امس بين الرئيسين عون والحريري حمل ‏الرقم 13 في الطريق الشاق الى التفاهم على التشكيلة الحكومية، كما انه تزامن مع مرور شهرين ‏تماما على تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة في 22 تشرين الأول الماضي . بذلك اتخذ ‏الكلام عن امكان تشكيل الحكومة قبل الميلاد طابع الوعد الإيجابي في انتظار ترجمة هذا الوعد. ‏

اما في المضمون فان الإيجابية الطالعة من الاجتماع الثالث عشر بين عون والحريري بدت على ‏طريقة المثل الفرنسي "اجمل من ان تصدق" في انتظار الساعات الثماني والأربعين المقبلة وذلك ‏في ظل بعدين اثنين اكتسبتهما هما: ان الاجتماع عقد وسط معطيات تستبعد تماما حصول أي ‏اختراق جدّي يخرج الخلاف المستحكم بين عون والحريري حول التشكيلة التي قدمها الحريري ‏قبل نحو أسبوعين الى سكة التوافق . كما ان المعطيات التي سبقت الاجتماع اشارت الى انه ‏سيعقد استجابة لإلحاح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على عقده عله ‏يخرج الحكومة قبل عيد الميلاد، ولكن لم تكن هناك امال جدية ثابتة في امكان تحقيق هذا الانجاز ‏فعلا. فما الذي حصل اذن وهل كانت بداية الانفراج ثمرة التحرك البطريركي وحده ام انه كان ‏كما أفادت معطيات ثمرة نتاج مشترك بين التحرك السريع والفعال للبطريرك الراعي ولضغوط ‏الاليزيه الذي لم تحل إصابة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بفيروس كورونا دون استمرار ‏تواصله مع اللبنانيين دفعا لمبادرة ماكرون وسعيا الى اختراق كان يفترض ان يشكل عيدية ‏زيارته الثالثة للبنان التي كانت مقررة امس واليوم؟ والاهم هل ثمة من أعاد حساباته وبدأ النزول ‏عن شجرة الشروط التعقيدية ولماذا الان ولم يحصل ذلك سابقا؟. وهل ذهب الحريري بعيدا في ‏إضفاء الأجواء الإيجابية بحيث يصعب توقع ولادة حكومية ميسرة في يومين في حين ان ‏المحاولات السابقة في الشهرين السابقين اصطدمت بالتعطيل ؟

الحذر المشروع

يبدو واضحا ان مجموعة هذه التساؤلات المشروعة وغيرها قد طرحتها الأوساط السياسية ‏والمراقبة دفعة واحدة، علما ان الإجابات عليها لن تتأخر طويلا في ظل ما يرتقب ان يحصل في ‏اللقاءات المتعاقبة اليوم وغدا وربما يوم العيد نفسه اذا اقتضى الامر ولم تنضج الطبخة الحكومية ‏التوافقية الأخيرة وفق ما قيل علما ان كل ذلك لم يسقط بعد عامل الحذر والإبقاء على هامش ‏واسع من الشك في امكان الإخفاق مجددا في بلوغ الولادة الحكومية في وقت وشيك كعيدية ‏ميلادية‎.‎

وخلافا للمرة السابقة وصل الحريري امس الى قصر بعبدا لا يحمل أي غلاف او مظروف، بل ‏فارغ اليدين واجتمع على الفور بالرئيس عون. وبعد اللقاء صرح باقتضاب للصحافيين قائلا "ان ‏اللقاء مع فخامة الرئيس كان بالفعل إيجابيا حيث ساد جو من الانفتاح وتم الاتفاق على لقاء ثان ‏غدا مع الرئيس عون من دون تحديد موعد انعقاده لدواع امنية وستحصل لقاءات متتالية للخروج ‏بصيغة تشكيل حكومية قبل الميلاد ان شاء الله‎".‎

وفق المعلومات التي توافرت لـ"النهار" فان الرئيس عون بدا جديا للغاية في "العمل معا" مع ‏الرئيس الحريري لانجاز تشكيل الحكومة بسرعة وان البحث بدأ بجدية سعيا الى ولادة الحكومة ‏في اليومين المقبلين. وتفيد المعلومات بأن البحث بدأ مجددا من التشكيلة التي وضعها الحريري ‏ولكن مع إعادة النظر في عدد من الحقائب وتوزيعها وإعادة توزيع بعضها الاخر على الطوائف. ‏ويبدو ان المعادلة التي اطلقت البحث مجددا في التشكيلة ارتكزت الى تخلي الرئيس عون عن ‏الثلث المعطل، في حين وافق الحريري على إعادة البحث في توزيع عدد من الحقائب علما ان ‏المعطيات المتوافرة لـ"النهار" تؤكد ان التركيبة الحكومية العتيدة ستكسر العرف في التوزيع ‏الطائفي. ولذا لا تزال ثمة نقطة وصفت بانها خلافية ولم تبت بعد بين الرئيسين تتعلق بحقيبتي ‏الداخلية والعدل وهي نقطة مركزية في الاجتماع الرابع عشر بين عون والحريري الذي سيعقد ‏اليوم، ويقول مطلعون ان ثمة سيناريوات عدة مطروحة حيالها‎.‎

الداخلية والعدل

تبعا لذلك اعقب تفاؤل حذر زيارة الرئيس المكلف لقصر بعبدا، وتحدث بعضهم عن تفاؤل مبالغ ‏فيه، لان المعلومات اكدت ان بعض النقاط ما زالت عالقة وتحتاج الى مزيد من البحث فلا رئيس ‏الجمهورية تنازل عن حقيبة الداخلية ولا الرئيس الحريري تنازل له عن وزارة العدل‎.‎

وقبل هذه المعطيات، كانت الاجواء الايجابية تتردّد بالتوازي في بعبدا وبيت الوسط بإمكان ولادة ‏الحكومة اليوم بعد تذليل آخر عقبتين في التشكيلة الحكومية شبه الجاهزة. وكانت المصادر تتحدث ‏عن انه في حال اتفق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على اعادة توزيع في الحقائب وعلى ‏تسمية وزير الداخلية ووزير العدل، فيمكن ان تولد الحكومة اليوم. وأشارت هذه المعلومات الى ‏ان الرئيسين درسا بجو توافقي التشكيلة التي كان تقدم بها الحريري في المرة السابقة وبحثا بعض ‏التعديلات بتوزيع الحقائب على ان يستكملاها اليوم. وفِي حال الاتفاق على تعديل بحقيبة قد ‏ينسحب ذلك كالدينامو على حقائب اخرى‎.‎

وفيما اكتفت بعبدا وبيت الوسط بالعموميات وبما اعلنه الحريري بعد اللقاء، كانت مصادر اخرى ‏مطلعة تتحدث عن شبه اتفاق بين الرئيسين عون والحريري على الا يحصل اي فريق على الثلث ‏المعطل، وبأن تتوزع حكومة الـ18 وزيراً ثلاث ستات‎:‎

‎6 ‎‏ وزراء لرئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" و"الطاشناق" ، و6 وزراء لـ"أمل" و"حزب ‏الله" و"المردة" و"القومي"، و6 وزراء للحريري وجنبلاط على ان يكون الوزير الخامس من ‏حصة الحريري مسيحياً ويكون توافقيا بين كل الافرقاء بمن فيهم بكركي‎ .‎

كما كشفت المصادر أن الحل المطروح يقضي بأن يحصل الرئيس عون على وزارة العدل ‏والحريري على الداخلية وهو يتوقف على موافقة الحريري والجواب المنتظر ان يعطيه اليوم‎. .‎

لكن رغم ذلك بقيت مصادر اخرى تقلل حجم التفاؤل ورأت انه وان كان موجوداً الا انه لا يعني ‏ان ولادة الحكومة وشيكة. صحيح ان كلا من الرئيسين يريد الحكومة اليوم قبل الغد الا ان ‏استمرار عقدة واحدة قد يعرقل ولادة الحكومة وقد يولد عقداً أخرى، وهذا ما ينتظر ان يتكشف ‏في لقاء اليوم‎.‎



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 كانون الأول 2020 08:00