23 كانون الأول 2020 | 11:50

هايد بارك

حكومة الإنقاذ والحرب الباردة - فادي مالك الخير

كتب فادي مالك الخير: 

دخل العام ٢٠٢٠ حاملا معه آلام الماضي و أحلام المستقبل لشعبٍ عانى الأمرّين فانتفض في نهاية العام الماضي على طبقة سياسية اعتبرها المسؤولة المباشرة عمّا آلت إليه الأمور من تراجع للوضع الاقتصادي و تردٍ للوضع المالي و تدهور للعملة الوطنية بالإضافة إلى جائحة كورونا التي قضت على ما تبقى من اقتصاد في البلد مرة عبر إغلاق المطار و مرة أخرى عبر إغلاقٍ تام للمؤسسات و الأسواق في لبنان ...


لا شك أن سنة ٢٠٢٠ كانت مأساوية على جميع الصعد بالنسبة لكثيرٍ من دول العالم إلا أنها في لبنان تجلّت بكوارث اقتصادية فكانت الشعرة التي قصفت ظهر البعير و كشفت عورات الدولة المتهالكة و المتروكة لكارتيل الفساد ينهش فيها كجثة متعفتة تحت ركام فضيحة انفجار مرفأ بيروت ...


كل هذا و الطبقة الحاكمة ما زالت غائبة بل و تبحث عن مكاسب حكومية علّها تستعيد شيئا من هيبتها المفقودة تحت أقدام أمهات الشهداء ...


عام كاملٌ انقضى بكل مآسيه و نحن على تخوم عام جديد و لا شيء تغيّر إِنْ في الممارسة السياسية الوقحة أو بأولولية البحث عن حلول جدية تكبح من سرعة الوصول الى الانهيار الوشيك ...


الجميع يترقّب خروج الدخان الأبيض من مدفأة بعبدا في وقت انطفأت فيه مدافىء الناس بسبب الغلاء و فقدانهم الإمكانيات لتأمين الدفىء المطلوب على أبواب شتاء ينذر بمزيد من الأسى و العذاب ...


يخرج الرئيس المكلف في كل مرة لتأدية واجبه الدستوري ليعود أدراجه حاملا معه كل أصناف التناقضات و العرقلة ليبحث من جديد عما يمكنه تقديمه من حلول تحظى بمباركة المجتمع الدولي و التي لا يمكن لأي حكومة مرتقبة أن تنجح من دون تأمين هذا الغطاء ...


إن عملية التأليف مناطة برئيس الحكومة حصراً بحسب الدستور فهو الذي يختار فريق عمله بالطريقة التي يراها مناسبة مراعيا في الوقت عينه التوزيع الطائفي مع احتفاظه بحق إعطاء أية حقيبة وزارية لمن يريد... 


و لكن في بلد مثل لبنان تبدأ الحرب عند ذكر التفاصيل ، فتحاول قوى الأمر الواقع الدفع بالرئيس المكلف لتلبية جميع رغباتها ما يرفضه الأخير جملة و تفصيلا ليس حفاظا على صلاحيات رئاسة الحكومة فقط بل من أجل تأمين الحد الأدنى من التوافق ضمن الحكومة الواحدة لتمرير المشاريع الإصلاحية التي يراها ضرورية لعملية النهوض و التي جهّز لها برنامجا واضحا للحيلولة دون الوصول للانهيار ...


يدرك الحريري خطورة الموقف كما يدرك تماما أن الفرصة إن كانت موجودة اليوم فغدا قد تكون في عٍداد المفقودين ...

يسارع الرجل في تنقله بين الألغام محاولا إبعاد كرة النار بيديه العاريتين عن البلد... 


و لكنه لن يبقى طويلا في هذه الحال من الانتظار و غدا سيدرك الجميع أنهم أضاعوا فرصةّ كبيرة على البلد في عدم تسهيلهم مهمة الرجل لمآرب شخصية دون الالتفات الى الوضع المأزوم ...


غدا ستنكشف الأمور و سيذكر التاريخ من حارب بلحمه الحي و من عمل على تخريب و إضاعة ما تبقى من أمل ...حكومة الإنقاذ و الحرب الباردة،

دخل العام ٢٠٢٠ حاملا معه آلام الماضي و أحلام المستقبل لشعبٍ عانى الأمرّين فانتفض في نهاية العام الماضي على طبقة سياسية اعتبرها المسؤولة المباشرة عمّا آلت إليه الأمور من تراجع للوضع الاقتصادي و تردٍ للوضع المالي و تدهور للعملة الوطنية بالإضافة إلى جائحة كورونا التي قضت على ما تبقى من اقتصاد في البلد مرة عبر إغلاق المطار و مرة أخرى عبر إغلاقٍ تام للمؤسسات و الأسواق في لبنان... 


لا شك أن سنة ٢٠٢٠ كانت مأساوية على جميع الصعد بالنسبة لكثيرٍ من دول العالم إلا أنها في لبنان تجلّت بكوارث اقتصادية فكانت الشعرة التي قصفت ظهر البعير و كشفت عورات الدولة المتهالكة و المتروكة لكارتيل الفساد ينهش فيها كجثة متعفتة تحت ركام فضيحة انفجار مرفأ بيروت ...


كل هذا و الطبقة الحاكمة ما زالت غائبة بل و تبحث عن مكاسب حكومية علّها تستعيد شيئا من هيبتها المفقودة تحت أقدام أمهات الشهداء ...


عام كاملٌ انقضى بكل مآسيه و نحن على تخوم عام جديد و لا شيء تغيّر إِنْ في الممارسة السياسية الوقحة أو بأولولية البحث عن حلول جدية تكبح من سرعة الوصول الى الانهيار الوشيك ...


الجميع يترقّب خروج الدخان الأبيض من مدفأة بعبدا في وقت انطفأت فيه مدافىء الناس بسبب الغلاء و فقدانهم الإمكانيات لتأمين الدفىء المطلوب على أبواب شتاء ينذر بمزيد من الأسى و العذاب ...


يخرج الرئيس المكلف في كل مرة لتأدية واجبه الدستوري ليعود أدراجه حاملا معه كل أصناف التناقضات و العرقلة ليبحث من جديد عما يمكنه تقديمه من حلول تحظى بمباركة المجتمع الدولي و التي لا يمكن لأي حكومة مرتقبة أن تنجح من دون تأمين هذا الغطاء ...


إن عملية التأليف مناطة برئيس الحكومة حصراً بحسب الدستور فهو الذي يختار فريق عمله بالطريقة التي يراها مناسبة مراعيا في الوقت عينه التوزيع الطائفي مع احتفاظه بحق إعطاء أية حقيبة وزارية لمن يريد... 


و لكن في بلد مثل لبنان تبدأ الحرب عند التفاصيل و ذكر جبران باسيل ، فتحاول قوى الأمر الواقع الدفع بالرئيس المكلف لتلبية جميع رغباتها ما يرفضه الأخير جملة و تفصيلا ليس حفاظا على صلاحيات رئاسة الحكومة فقط بل من أجل تأمين الحد الأدنى من التوافق ضمن الحكومة الواحدة لتمرير المشاريع الإصلاحية التي يراها ضرورية لعملية النهوض و التي جهّز لها برنامجا واضحا للحيلولة دون الوصول للإنهيار... 


يدرك الحريري خطورة الموقف كما يدرك تماما أن الفرصة إن كانت موجودة اليوم فغدا قد تكون في عٍداد المفقودين ...

يسارع الرجل في تنقله بين الألغام محاولا إبعاد كرة النار بيديه العاريتين عن البلد... 


و لكنه لن يبقى طويلا في هذه الحال من الانتظار و غدا سيدرك الجميع أنهم أضاعوا فرصةّ كبيرة على البلد في عدم تسهيلهم مهمة الرجل لمآرب شخصية دون الالتفات الى الوضع المأزوم ...


غدا ستنكشف الأمور و سيذكر التاريخ من حارب بلحمه الحي و من عمل على تخريب و إضاعة ما تبقى من أمل... 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 كانون الأول 2020 11:50