نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً أعدّه روبرت مالي، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية والذي عمل كمساعد خاص للشرق الأوسط في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، حذّر فيه من 10 صراعات محتملة في العام 2021، تتفاقم مع استمرار تفشي "كوفيد 19"، والأزمات الإقتصاديّة وانتقال السلطة من الرئيس دونالد ترامب إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، ولفت إلى وجود تهديدات منبثقة عن الحروب وتغيّر المناخ.
وبدءًا من الجائحة التي كان لها عواقب كبيرة وتداعيات مدمّرة في الكثير من الدول، والتي أثّرت على المجتمعات الضغيفة، لاحظ الكاتب تأثيرًا كبيرًا لكوفيد 19 على مسار الحروب الكبرى، في أفغانستان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من الدول، لافتًا إلى أنّ الجائحة تسبّبت في حدوث أزمة اقتصادية عالمية لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية إذ دفعت 150 مليون شخص جدد إلى تحت خط الفقر، وأشار الكاتب إلى أنّ احتمالات حدوث العنف ترتفع خلال فترات التقلب الاقتصادي.
وتابع الكاتب أنّ لبنان والسودان وفنزويلا، من بين الدول التي يمكن أن تزيد فيها نسبة العاطلين عن العمل وتراجع الدخل ومواجهة الحكومات صعوبات.
وفيما يلي 10 صراعات حدّدها الكاتب وحذّر من احتمال زيادة التوترات خلا العام 2021:
أولاً، أفغانستان: بعد عقدين من القتال، وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان اتفاقًا تاريخيًا ينظم الإنسحاب التدريجي للقوات الأميركية من أفغانستان، وتتركّز الأنظار على شهر أيار 2021، وهو الموعد النهائي للانسحاب العسكري الكامل للولايات المتحدة والناتو. إلا أنّ واشنطن بدأت تلمّح إلى أنّ هذه الخطوة مشروطة بإحراز تقدم في محادثات السلام الأفغانية، ما يرجّح ردّ طالبان بغضب على واشنطن.
ثانيًا، أثيوبيا: بعد لجوء 50 ألف إثيوبي من منطقة النزاع في إقليم تيغراي إلى شرق السودان، لفت الكاتب إلى أنّ فتيل الأزمة يعود لسنوات، وتُطرح الكثير من الأسئلة عمّا يمكن أن ينتظر هذه المنطقة خلال العام 2021.
ثالثًا، منطقة الساحل في إفريقيا: تستمرّ هذه الأزمة مع تزايد العنف العرقي وزيادة نفوذ الجهاديين، لا سيما وأنّ العام 2020 هو العام الأكثر دموية منذ بدء الأزمة في عام 2012، ما يتسبب بمزيد من عدم إستقرار المنطقة.
رابعًا، اليمن: فيما يحذّر مسؤولون من حصول مجاعة مرة جديدة في اليمن، تتفاقم معاناة المدنيين مع استمرار الحرب وتفشي "كوفيد 19". ولفت الكاتب إلى أنّ الفرصة كانت متاحة منذ عام لإنهاء الحرب، عندما كان يوجد قنوات حوار خلفية بين اليمنيين والسعوديين. وأشار الكاتب إلى أنّه يتعيّن على الأمم المتحدة أن تعدّ اتفاقات أكثر شمولاً لحلّ الأزمة اليمنية على أن تضمّ الجهات الرئيسية المؤثرة في اليمن.
خامسًا، فنزويلا: تحدّث الكاتب عن الظروف الصعبة التي يعيشها الفنزوليون توازيًا مع عجز الحكومة والعقوبات الأميركية و"كوفيد 19". ورأى الكاتب أنّ الفرصة سانحة مع الإدارة الأميركية الجديدة وفريق بايدن لكي يتخلوا عن محاولة الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ويطلقوا جهودًا ديبلوماسية تهدف إلى إرساء الأساس لتسوية تفاوضية.
سادسًا، الصومال: ينتظر الصوماليون إجراء إنتخابات في شباط المقبل، بظلّ خلافات بين الرئيس محمد عبد الله فرماجو وخصومه. وهناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف بين القبائل.
سابعًا، ليبيا: استبعد الكاتب إمكانية اندلاع أعمال قتالية مرة جديدة في المستقبل القريب لأن الجهات الخارجية الحريصة على تعزيز نفوذها، لا ترغب في حدوث أعمال عدائية، لكنّ مخاطر وقوع حوادث تؤدي إلى العودة إلى الحرب تزيد بحال طال عدم تنفيذ شروط وقف إطلاق النار. وإستنادًا إلى ما تقدّم، شدّد الكاتب على أنّه يجب على الأمم المتحدة المساعدة في إعداد خارطة طريق لتوحيد المؤسسات الليبية المنقسمة وتهدئة التوترات.
ثامنًا، الولايات المتحدة وإيران: على الرغم من اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني 2020، كانت ردّة فعل إيران محدودة، إذ لم يسعَ أي من الطرفين إلى التصعيد. أمّا الآن فقد تعيد إدارة بايدن الإتفاق النووي وتبذل جهودًا ديبلوماسية لتحقيق هذا الهدف، لكن مخاطر حصول مواجهة تكمن بالأيام الأخيرة التي تسبق مغادرة ترامب مكتبه البيضاوي.
تاسعًا، روسيا وتركيا: على الرغم من التباين في الآراء والأعمال بين تركيا وروسيا، لا سيما في الملفين السوري والليبي، إلا أنّهما ليستا في حال حرب. ومع ذلك، فإنّ اقترابهما من خطوط المواجهة، يجعل التغيّر في العلاقات محتملاً بأي وقت.
عاشرًا، التغيّر المناخي: تتخذ بعض الدول إجراءات فعّالة في مواجهة تغيّر المناخ، فيما تهمل دول أخرى هذه المسألة، ولا يزال من غير الواضح حجم العنف المرتبط بالمناخ في عام 2021، لكن المؤكد هو أنّ خطر الصراعات المتعلقة بالمناخ سيزداد في السنوات المقبلة، بحال عدم اتخاذ إجراءات كافية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.