7 كانون الثاني 2021 | 17:24

مقالات

الحكومة الجديدة حاجة ضرورية و ملحّة لمعالجة "جائحة كورونا"




فادي مالك الخير


أغلقوا البلد ، فتحوا البلد ، فرضوا المفرد و المجوز ، ثم ألغوه و من ثم عادوا ليفرضوه ...

يبدو أن هذه الحكومة البتراء التي تتخبط في مشاكل البلد و التي لم تعد قادرة حتى عن السير في خطة واضحة ، تتجه شيئا فشيئا نحو إغراق البلد في مزيد من الإفلاس و الانهيار غير آبهة حتى بتقييم النتائج المترتبة عن توجهاتها و قراراتها العشوائية ...

إن حكومة الاختصاص و التوجه الحر الذي يصبو اليها الرئيس سعد الحريري أكان عبر تشكيلته التي وضعها بعهدة رئيس الجمهورية أو في أي تشكيلة أخرى في حال إحداث التعديلات عليها ، كان لا بد لها أن تنظر بجدية لجهة إيجاد الحلول لهذه المشاكل عبر مقاربات مختلفة أراد لها الرئيس الحريري أن تكون طوق النجاة لبلد بات يغرق أكثر فأكثر في مستنقعات الافلاس و الانهيار المالي العام فضلا عن الفشل المدوي في إدارة ملف جائحة كورونا ...

لو كانت الحكومة الحالية تمتلك أدنى درجات المسؤولية و الاخصائيين المتمكنين من اختصاصاتهم لكانت قامت بدراسة مفصلة تعتمد على مسحٍ حقيقي للمجتمع اللبناني و لكانت وضعت توصيات مختلفة لمعالجة هذه الجائحة الخطيرة التي باتت تنذر بالأسوأ رغم جميع محاولاتهم ...

ألم يكن أجدى لوزارة الاقتصاد أن تقوم بدراسة فعلية عن مدى خطورة الإقدام على اقفال مؤسسات لا تضر أصلا بالوضع الصحي و لا تعتبر سببا بانتشار الوباء سوى أنها قد تتسبب بخسائر اقتصادية عبر اغلاقها لمدة ٢٠ يوما قد تزيد عن ٣٠٠ مليون دولار كنا بالغنى عنها خاصة في ظل الضائقة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان ...

ألم ينتبه القيّمون على هذه الحلول الجهنمية أن الاكتظاظ الحاصل في محلات السوبر ماركت و التي تحظى باستثناءات لعملها ربما قد تكون سببا واضحا لانتشار كورونا أكثر بكثير من مصالح أخرى قد لا تجد فيها ذلك الاكتظاظ من الزبائن و التي تَقَرّر آغلاقها و للأسف دون اي انتباه او مراعاة لحجم الخسائر التي قد تلحق بالاقتصاد من جراء اتخاذ هكذا قرارات ... !

هنالك محلات  لا يدخلها طوال اليوم أكثر من زبون واحد او اثنين على الأكثر في الوقت نفسه على عكس الأفران و السوبرماركت و غيرها ...

فلنأخذ مدينة دبي مثلا ، الحياة فيها تجري بشكل طبيعي مع مراعاة تطبيق شروط السلامة العامة و السهر على تطبيقها ...

ماذا سيحقق لبنان بعد انتهاء مدة الحجر العشوائية هذه سوى المزيد من الخسائر المالية و الاجتماعية قبل أن تعود الأسواق مجددا للعمل كالسابق، لذلك المطلوب تشكيل حكومة اختصاصيين سريعا تكون قادرة على اتخاذ قرارات صحية و مالية أفضل ، و إطلاق يدها للعمل الجدي و الفوري للحيلولة دون الوقوع في انهيارات اقتصادية واجتماعية أخطر ....


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 كانون الثاني 2021 17:24