في المقابل، اكدت مصادر بكركي لـ"نداء الوطن" "انها لم تكن تحضّر للقاء بين عون والحريري في بكركي، وانها لم تطرح مثل هذه الفكرة لتُعقد خلال زيارة عون". وأفادت بأن بكركي ستتواصل مع الحريري ليبادر بعدها البطريرك في مهمته اعادة الالفة بين الرئيسين. وعلمت "نداء الوطن" أنه على اثر ذلك، قام الوزير السابق سجعان قزي بزيارة سريعة إلى بيت الوسط، مساء أمس، موفداً من بكركي لوضع الحريري في أجواء لقاء عون مع الراعي.
الى ذلك، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان أجواء الملف الحكومي بقيت على حالها، وإن كانت أوساط بكركي قد تحدثت لـ "الانباء" عن "إيحابية سادت لقاء رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني"، إلا أن مسألة طرح الراعي على عون دعوة الرئيس المكلف سعد الحريري للإنضمام الى اللقاء في الصرح البطريركي وما صدر عن قصر بعبدا من توضيح حول الموضوع، أعطت إنطباعا آخر بأن مسألة تعطيل تشكيل الحكومة أبعد بكثير وأعمق مما يعتقده البعض من أن المشكلة محصورة في تفسيرات دستورية.
مصادر الصرح البطريركي قالت لـ "الأنباء الإلكترونية" إن "بكركي بما تعني من موقع روحي ووطني أبوابها مفتوحة أمام الجميع، وأن زيارة رئيس الجمهورية كانت للمعايدة، لكن هذا الأمر لم يمنع من الحديث عن الأزمة التي يمر بها لبنان وخاصة تعطيل تشكيل الحكومة، وتأخيرها الى هذا الوقت، والبطريرك الراعي أبدى إستعداده للمساعدة إذا طلب منه ذلك".
من جهتها، أوساط بيت الوسط تمنت بذل "مزيد من الجهود لحلحلة العقد من طريق تشكيل الحكومة"، وأكدت ان مساعي الراعي "صادقة لأنه متخوف فعلا على لبنان وهو لا يريد تحويل لبنان الى أحجار شطرنج في أزمة الشرق الأوسط المفتوحة على كافة الإحتمالات".
من جهة أخرى، أشار الوزير السابق سجعان قزي الذي يعمل مع الراعي على خط تقريب وجهات النظر بين عون والحريري، إلى أنه "لم يسجّل أي جديد في عملية تأليف الحكومة".
وأكد لـ"الشرق الأوسط" "أن الراعي لم يقدم مبادرة جديدة مختلفة عن مبادرته السابقة وهو كرّر خلال لقائه مع الرئيس عون ما سبق أن قاله للحريري ودعوته يوم أول من أمس لعقد لقاء مصالحة بين الطرفين من دون أن يحدد مكان اللقاء.
وأوضح قزي "البطريرك الراعي أكد لي أن دعوته لم تكن مرتبطة بتحديد أي مكان للقاء بل الهدف هو فقط حث الطرفين والتمني عليهما الاجتماع وإنهاء الخلافات حول الحكومة، أما إذا أرادا اللقاء في بكركي فأهلا وسهلا بهما".
وعن موقف الحريري في هذا الشأن، قال قزي: "لم يتم التواصل حتى الساعة بين الراعي والرئيس المكلف الذي عاد قبل ساعات من السفر وليس مستبعدا أن يزور البطريرك في زيارة معايدة كما جرت العادة بحيث ستكون أيضا مناسبة للبحث في هذا الموضوع".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.