التزمت مساجد مدينة صيدا بتعميم المديرية العامة للأوقاف بالاقفال التام لليوم الثاني على التوالي تنفيذا لمقررات التعبئة العامة ، وغابت عنها اقامة صلاة الجمعة كما جرت العادة، حيث اكتفت المساجد برفع الاذان وبث الآيات القرآنية والدعاء من مآذنها تضرعاً الى الله لرفع الوباء والبلاء .
المفتي سوسان
وقال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان انه " بناء على التعميم الصادر عن المديرية العامة للأوقاف الاسلامية في لبنان وبعد التشاور مع صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ارتأت دار الفتوى في بيروت ان تصدر هذا القرار في المساجد على مستوى الأراضي اللبنانية كلها وذلك وقاية وأخذاً بالإجراءات التي تمنع انتشار هذا الوباء . ولا شك نحن نطبق هذا القرار بقلوب دامعة، فأن تقفل دور العبادة ليس بالأمر السهل" .
واضاف" اليوم الجمعة استجابت كل مساجدنا - الا ما ندر – لتعميم دار الفتوى فأقفلت ابوابها حفاظاً على سلامة روادها وعلى المسلمين لأننا لا نريد ان نرمي انفسنا في التهلكة، لأن القاعدة الشرعية تقول "لا ضرر ولا ضرار " وقد تشاورنا مع اهل العلم والخبرة والطب والاختصاص ونصحوا بإقفال المساجد منعا للتجمعات . وهذا القرار هو حتى اشعار اخر ورغماً عنا وحفاظاً على العابدين والساجدين ويستطيع الانسان ان يؤدي صلاته في بيته . وان شاء الله تتغير الظروف غدا وتعود المساجد الى دورها والى استقبالها لروادها ونشاطاتها ".
وتابع المفتي سوسان " في هذه الأيام وفي هذه الظروف البالغة الصعوبة التي يعاني فيها البلد على شتى الصعد ، يعاني في الموضوع الصحي حيث المستشفيات امتلأت بالمرضى والمصابين بهذا الوباء ، ويعاني في الموضوع المالي والنقدي، ويعاني من الوضع السياسي والحكومي .. نسأل الله العافية للجميع السلامة لكل اللبنانيين ولكل المسلمين " .
وتوجه المفتي سوسان الى ابناء صيدا وجوارها "بأن يأخذوا بالإجراءات والوقاية وان يحافظوا على السلامة وان يتعاونوا مع المؤسسات والجهات المختصة الرسمية والمستشفيات التي تقوم بدورها حتى نستطيع ان نعبر هذه الأزمة الصحية وهذا الوباء الذي لا ندري متى ينتهي وكيف" .سائلا الله تعالى ان " يكتب السلامة والعافية لمدينتنا ووطننا ولعائلاتنا ولأبنائنا ولأخواننا اينما كانوا ووجدوا ".
وختم المفتي سوسان بالقول " انتهز هذه المناسبة لأدعوا اصحاب وتجار مؤسسات بيع المواد الغذائية والسلع الأساسية لأن يرحموا الناس من نار الأسعار المتفاوتة بين محل وآخر حتى باتت تثقل كاهل رب العائلة الذي بالكاد يستطيع تأمين قوت يومه ، والكل يعلم ماذا وكيف يعاني الناس من انهيار العملة اللبنانية في تأمين معيشتهم وشراء الحاجيات الأساسية وخصوصا الغذاء والدواء ".
المفتي حبال
من جهته قال مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال، ان " اقفال المساجد جاء نتيجة التقدير ان الوضع الصحي بسبب تفشي وباء "كورونا" صعب جدا ومقلق للغاية، والدين الاسلامي اتاح الأخذ بالرخص الشرعية دون تضييع القواعد الاساسية، فجاء قرار الاقفال لحماية المصلين من خطر الاصابة بالفيروس الذي قد يتهدد حياتهم في هذه المرحلة الدقيقة، اننا ندعو الله ان يرفع عنا الوباء والبلاء سريعا".
واعتبر المفتي حبال، ان " الاوضاع الاقتصادية والعيشية الخانقة التي يعيشها المواطنون غير المسبوقة، تستدعي المزيد من التكافل الاجتماعي والمبادرات الخيرية، ولكن الحل والخلاص يحتاج الى قرار جرىء من اهل السياسة في لبنان لاتخاذ موقف ينقذ البلد من ازماته المتلاحقة، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة".
ودعا المفتي حبال "الذين يعرقلون الحلول وضع "عقولهم في رؤوسهم"، واتخاذ المواقف السليمة سريعا، معتبرا انه " لا يمكن لاحد ان يساعد لبنان اذا هو لم يساعد نفسه، والوقت الذي يمر يسبب المزيد من المعاناة والناس لم تعد قادرة على التحمل أكثر".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.