المصدر: نداء الوطن
قبل أن تدق ساعة بداية "الاقفال التام" صباح غد، توقفت دقات قلب 32 مصاباً بـ"كورونا"، في رقم قياسي جديد سجّله لبنان امس، لتكون اشبه بـ"عدوى ارتفاع" انتقلت من عدّاد الاصابات إلى عدّاد الموت، فيما اللقاح لا يزال فريسة اهمال السلطة وتأخرها في الاجراءات ورهناً بتحرك تشريعي سريع في مجلس النواب. أما الدولار فيكمل مسار تحليقه من دون رادع، متجاوزاً عتبة الـ 9 آلاف ليرة في السوق السوداء، وحاملاً معه الأسعار صعوداً. ويبدو أن على اللبناني الاستعداد نفسياً لدخول مرحلة ترشيد الدعم الجدية، بعدما أعلن مجلس الوزراء أمس ان الحكومة قدّمت 4 سيناريوات لمجلس النواب لمناقشتها مع حاكم مصرف لبنان واصدار القوانين المناسبة، ليختم بيانه بعبارة نعي احتياطي لبنان: "ترشيد الدعم أصبح ضرورة مع بدء نفاد احتياطي مصرف لبنان".
ففي الدولار، مزيد من الخسائر تتكبدّها الليرة اللبنانية التي خسرت نسبة 80% من قيمتها. وتعود أسباب هذا الإرتفاع إلى عوامل عدة: أولاً ولعلّه الأهم إنعدام الأمل بتشكيل حكومة منتجة في المدى المنظور تبدأ بالإصلاحات. ثانياً، شمول الإقفال المطار وبالتالي توقّف دخول أي دولار "فريش" من الخارج. ثالثاً، الإقبال الكثيف على المصارف لسحب الأموال وبالتالي لشراء الدولار. ويقول نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني لـ"نداء الوطن": "كلّما اقتربت قيمة احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية المتاحة للدعم الى نهايتها، زاد الطلب على الدولار من المستوردين، ولغاية اليوم الدعم مستمر، وكذلك عدم الاستقرار". ويؤكّد: "لا يمكن الاستمرار بلا قرارات وخطوات، وطالما نحن مستمرون في تلك الحالة سنشهد ارتفاعاً للدولار".
وعلى الخط الحكومي، لا تزال مستمرة ارتدادات الفيديو المسرّب لرئيس الجمهورية "عن سابق تصوّر وتصميم" كما وصفته "القوات" متضمناً رسالة واضحة فحواها: "اعتذر عن التكليف دولة الرئيس، لا نريد التعاون معك، ليش ما عم تفهم علينا". وبرزت في اسئلة بيان "القوات" دعوة مباشرة، تنسجم مع "التقدمي الاشتراكي" إلى الاعتذار، إذ سألت: "ما الذي يدفع الحريري إلى التمسُّك بتكليف مع فريق سياسي لا يريد التعاون معه؟ ولماذا لا يعتذر تاركاً فريق الأكثرية يتخبّط بالأزمة التي وصلت إليها البلاد بسبب سياساته؟".
في المقابل، يبدو الرئيس سعد الحريري ثابتاً في رفض تسليم التكليف لرئاسة الجمهورية. ومهما كثرت التسريبات فإن الحقيقة واحدة بالنسبة إليه: "التشكيلة متكاملة في بعبدا وتنتظر توقيع رئيس الجمهورية". وتؤكد مصادر رفيعة المستوى في "تيار المستقبل" لـ"نداء الوطن" أن "الحريري ليس في وارد الاعتذار، ولا التراجع عن صيغة حكومية مصغّرة من اختصاصيين غير حزبيين، خالية من الثلث المعطل"، كاشفة عن ان "طائرة الحريري لن تتوقف عند الزيارات الأخيرة التي قام بها سواء إلى الامارات او تركيا، بل ستتحرّك قريباً لاستكمال جولة خارجية، مهمتها استعادة الثقة التي فقدها لبنان جرّاء سياسات العهد وحلفائه، خصوصاً مع الدول العربية"، ومحملة مسؤولية التعطيل بشكل مباشر إلى ثلاثة: "ميشال عون وجبران باسيل وحزب الله".
وجولة الحريري بين الدول، خرقها "ترطيبٌ" للعلاقة بينه وبين رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي اتصل امس بالرئيس المكلف مؤكداً "رفضه المطلق للحملة التي يتعرّض لها موقع الرئاسة الثالثة، واستنكاره وشجبه للإهانات الشخصية التي طاولت شخص الحريري بالرغم من بعض التباينات السياسية العرضية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.