13 كانون الثاني 2021 | 16:41

كتب أسعد حيدر

بايدن وايران وفخ "القاعدة"

بايدن وايران وفخ



حتى ولو خرج دونالد ترامب من البيت الابيض ، ودخله جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الاميركية في العشرين من هذا الشهر فان "الترامبية" ستبقى حاضرة والقلق من مفاعيلها وآثارها ًَسيكون قائما . لم يعد من الضروري ان يكون ترامب رئيسا حتى يشكل سياسة لا ترحم في اندفاعها وحتى فجورها في وقاحة رجل الاعمال الاميركي الذي لا يعنيه سوى الربح . اقتحام الكونغرس من "الترامبيين " حتى ولو ان ترامب انكر أبوته لهم يؤكد انه اصبح موجودا في عمق المجتمع الاميركي وانه يجب عمل الحساب له مستقبلا . كيفية ادارة بايدن للسياسة الاميركية ونجاحه في صياغة استراتيجيتها وإدارتها بكفاءة ستقرر بقاء الولايات المتحدة الاميركية قوة تقود او قوة تغرق رويدا رويدا في مستنقع الشيخوخة المقدر لكل الإمبراطوريات التي عرفها العالم.


"الترامبية " لن تترك بايدن حرا وطليقا في ادارته للسياسة الاميركية ان لم يكن مباشرة فعلى الأقل عبر الألغام التي بدأت تزرعها حتى قبل مغادرة ترامب البيت الابيض وحتى قبل ظهور نتيجة محاولة عزله التي يبدو" سيف الوقت " قاتلا لها . ويبدو ان ان "السهم الترامبي" الاول لمسارات بايدن تم توجيهه بقوة الى "نقطة أخيل " فيها وهي ايران.

وزير الخارجية "الترامبي" والمتشدد مايك بومبيو اختار توقيته بدقة لحشر ادارة بايدن بالملف الايراني خصوصا وانه يعلم تماما ان من فاوض وصاغ الاتفاقية القديمة مع طهران هما: جايك سوليفان مستشار الأمن القومي ووليام بيرنز مسؤول المخابرات المركزية عامودا ادارة بايدن ، واذا كانت ستجري مفاوضات قريبة او بعيدة مع طهران فانها ستكون بإدارتهما ، لذلك زرع طريقهما بلغم غير متوقع يرفع الحواجز والحذر والاخطر انه يفتح الطريق امام احتمالات تصل الى درجة الخطر الواسع ، وفي الوقت نفسه يمنح اسرائيل حجة قوية للتشدد والتلويح بالخطر الايراني المتعدد الوجوه والأسلحة ، وبالتالي تشريع كل انواع العمليات السرية المكلفة ضد طهران والنظام.

تهمة تعاون طهران مع "القاعدة" خطيرة جدا واخطر ما فيها انه بعد ١٧ سنة وأكثر، يقال انها شريكة في هجوم ١١ايلول الذي لم ولن يمحى من الذاكرة الاميركية والذي شرع ظلما الهجوم على العراق وتدميره ، ولذلك يصبح أمرا مشروعا وممكنا السؤال :ماذا يهيئ ترامب ضد ايران في الاسبوع الأخير من رئاسته ينتج قبل اي شيء اخر نسف اي سياسة تفاهم اميركية _ايرانية … يستطيع ترامب بحجة وجود "القاعدة" في ايران والتي من ابرز وقائعها مقتل ابو محمد المصري الرجل الثاني في "القاعدة" في قلب طهران ( في ١٤ أب من العام الماضي) على يد اسرائيل، التي تؤكد يوما بعد يوم من خلال نشاطها السري جدا، انها نجحت في زرع خلايا تأتمر بأوامرها تمكنها من الاختباء والتحرك لتوجيه ضربة محدودة، تمكن النظام الايراني في ترك الانتقام منه الى الوقت المناسب والمكان المناسب، تماما كما حصل مع الكثيرين وعلى راسهم قاسم سليماني … واذا لم يتمكن ترامب من تنفيذ اي عملية خصوصا ضد المشروع النووي بعد ان توسع وتعددت مواقعه، فانه على الأقل يفتح الباب امام اسرائيل لتنفيذ ضربة قاسية، كما فعلت حتى ولو لم تعترف كعادتها بذلك، وبحيث تكون نوعا من الحرب ضمن الحروب،بحيث تؤذي ولا تنتج حربا واسعة.

في هذه الأثناء وكما جرت العادة تصعد ايران في تحركاتها وبخطابتها، وأحيانا تكبر حجرها الى درجة توجيه التهديد العسكري تلو التهديد الى الولايات المتحدة الاميركية، وكأنها هي التي تملك الأساطيل والصواريخ النووية، والويل كل الويل لواشنطن اذا تجرأت ورفعت إصبعها في وجهها . طبعا واشنطن لا تقصر فتعمد الى مواجهة كل تصريح عسكري او مناورة ايرانية بأقوى منها مثل تحليق طائرات بي _٥٢ في اجواء المنطقة.


مشكلة النظام الخامنئي انه شاخ في الوقت السيء . هذا النظام يعرف انه مجبر على التفاوض وانه يجب ان يواجه حقيقة أولى وأساسية، وهي ان عليه تقديم تنازلات حقيقية مقابل ما سيحصل عليه الذي سيكون محدودا ومحددا ، والأبرز في ذلك ان ايران كلها امام مفترق طرق مختصره التغيير الحقيقي والعميق عاجلا او اجلا ، عنوانه الكبير التوجه السريع نحو "عسكرة "النظام…


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 كانون الثاني 2021 16:41