14 كانون الثاني 2021 | 08:11

أخبار لبنان

رهانات باسيل تفشل في استدراج رد فعل من الحريري ‏

رهانات باسيل تفشل في استدراج رد فعل من الحريري ‏

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: قال مصدر سياسي بارز إن رئيس ‏‏"التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أخطأ في رهانه على أن ‏استخدام "السلاح الثقيل" بغطاء مباشر من رئيس الجمهورية ميشال ‏عون، واستفزازه للرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري، ‏سيدفع إلى رد فعل يترتّب عليه خلق المناخات المناسبة التي تؤدي إلى ‏اصطفاف مسيحي غير مسبوق يمكنه توظيفه في إقفال الباب في وجه ‏المحاولات الرامية إلى إخراج عملية التأليف من التأزُّم الذي يحاصرها، ‏ما لم يسلم الحريري بشروطه التي تتيح له إنعاش وضعه في الشارع ‏المسيحي‎.‎

وأكد المصدر السياسي لـ"الشرق الأوسط" أن باسيل اصطدم بتجاهل ‏حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" لمواقفه التصعيدية غير المألوفة، ‏وتلازَم ذلك مع صمت البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي آثر عدم ‏التعليق، وفضّل تحييد بكركي عن السجالات التي يُراد منها نسف ‏المبادرة التي قام بها الراعي لإصلاح ذات البين بين عون والحريري، ‏في محاولة لرأب الصدع الذي أصاب علاقتهما‎.‎

ولفت إلى أن الراعي الذي كان حثّ عون والحريري على عقد لقاءات ‏‏"وجدانية" للإسراع في تهيئة الظروف لتشكيل الحكومة يدرس حالياً ‏إمكانية معاودة تحرّكه وعدم استسلامه لواقع الحال الذي يكاد يطيح ‏بمبادرته، وقال إنه يدرس معاودة تحركه باتجاه بعبدا - بيت الوسط، ما ‏يعني أنه في منأى عن إقحام بكركي في اصطفاف طابعه مذهبي وطائفي. ‏ورأى المصدر نفسه أن عون كان في غنى عن الاتهام الذي وجّهه ‏للحريري، وسأل: كيف يسمح لنفسه، وهو يستعد لترؤس اجتماع المجلس ‏الأعلى للدفاع لاتخاذ قرار بالإقفال العام لخفض ارتفاع منسوب ‏الإصابات، وبشكل يدعو للقلق من تزايد انتشار وباء فيروس "كورونا"، ‏بأن يفتعل أزمة مجانية مع الحريري قادته حكماً إلى إقفال الباب في وجه ‏المشاورات الرامية إلى إخراج البلد من التأزّم، وكأنه مصاب بـ"كورونا ‏سياسية‎".‎

واعتبر أن التوجّه العام لرؤساء الحكومة السابقين حال دون تطييف أزمة ‏تشكيل الحكومة، وبالتالي قطع الطريق على قيام اصطفاف إسلامي، ما ‏عطّل مشروع باسيل - عون اللذين راهنا على أن استفزاز الحريري ‏سيولّد رد فعل يدفع باتجاه توليد رد فعل في الشارع المسيحي، وقال إنهم ‏أثبتوا حرصهم على عدم المساس بالسلم الأهلي وتعريض التعايش بين ‏الطوائف اللبنانية إلى انتكاسة تعود بالبلد إلى الأجواء التي خلّفتها الحرب ‏الأهلية‎.‎

وتوقف المصدر أمام ما ورد في "الفيديو" الذي وُزّع عن قصد أو غير ‏قصد في بعبدا، وتناول فيه عون الحريري بعبارات لا تليق بموقع رئاسة ‏الجمهورية، وقال إن الاستنتاج من النص الأصلي، وتالياً التوضيح، كان ‏واحداً، ويتمحور حول أن لا مجال للتعاون مع الرئيس المكلّف، وبالتالي ‏استبعد تأليف الحكومة. وسأل ما الذي منع عون من توضيح ما قاله ‏وصولاً إلى اعتذاره ضمناً بدلاً من أن يكسرها مع الحريري، في وقت ‏كان يُفترض فيه أخذ المبادرة لسحب اتهاماته من التداول؟ وقال: هل ‏هناك جدوى لاستئناف التشاور بينهما بعد أن ذهب عون بعيداً في ‏اتهاماته، وقرر عن سابق تصوّر وتصميم بأن يقفل الباب في وجه إمكانية ‏التوصّل إلى حلول كما أقفله سابقاً في وجه إطلاق المبادرات لتصويب ‏علاقاته بالدول العربية؟ كما سأل: ما الجدوى من انحياز عون لوجهة ‏نظر وريثه السياسي باسيل، بدلاً من أن يبقي الرئاسة في منأى عن ‏النزاعات ويتموضع في منتصف الطريق الذي يسمح له بالتدخّل ‏للوصول إلى حلول؟ لأن على الرئيس أن يتصرف بمرونة من جهة وأن ‏يأخذ ويعطي مع هذا الطرف أو ذاك بدلاً من أن يوفر الذرائع للذين ‏يتهمونه بتفويض صهره على بياض، وصولاً إلى تعاطيه بكل شاردة ‏وواردة، وكأنه الآمر الناهي الذي وحده من يحل ويربط ويقرر في ‏القضايا المصيرية‎.‎

في هذا السياق، كيف يسمح باسيل لنفسه ومن خلال البيان الصادر عن ‏تكتله النيابي بدعوة الحريري للتواصل مع عون لتشكيل حكومة تحترم ‏وحدة المعايير، وهو أعلم من غيره بأن عون كان استثنى وزارة المالية ‏من المداورة، ووافق على أن تكون من حصة الشيعة، وهذا ما تضمّنته ‏مقاربته المتكاملة لإعادة توزيع الحقائب على الطوائف، في رده على ‏التشكيلة التي سلمه إياها الحريري. ناهيك بأن وحدة المعايير لا تشمل ‏رئاستي الجمهورية والبرلمان، وتقتصر على رئاسة الحكومة بذريعة أن ‏المجيء بحكومة من اختصاصيين تستدعي أن يكون رئيسها من ضمن ‏هؤلاء الوزراء، مع أن عون لم يُنتخب على أساس أنه اختصاصي، وإنما ‏لأنه كان يرأس تياراً سياسياً، وكذلك الحال بالنسبة إلى الرئيس نبيه بري، ‏علماً بأن رئيس الحكومة هو من يتحمّل تبعات حكومته، وينطق باسمها، ‏وتخضع لمساءلة المجلس النيابي بخلاف رئيس الجمهورية الذي لا تبعة ‏عليه. لذلك فإن باسيل (كما يقول المصدر) أقحم نفسه في مغامرة أدت ‏إلى إحراق ما تبقّى لعون من أوراق، وإذا كان يعتمد على فائض القوة ‏التي يوفّرها له "حزب الله"، فإن الأخير يراعيه إلى أقصى الحدود لعله ‏يتمكن من أن يستعيد ما خسره في الشارع المسيحي، بسبب وقوفه إلى ‏جانبه واندفاعه لتوفير الغطاء السياسي له، الذي كان وراء العقوبات ‏الأميركية التي استهدفته‎.‎

لكن الحزب في المقابل يُحسب ألف حساب للتمادي معه في طروحاته لما ‏يترتب عليه من احتقان في الشارع السنّي، خصوصاً أن مصادر في ‏المعارضة، وإن كانت لم تتوحّد فهي تُجمِع على أن الحزب ليس بعيداً ‏عن الانقلاب الذي يقوده عون - باسيل، من دون أن يتبنى ما صدر عنهما ‏من تعابير ذات طابع شخصي، بذريعة أنهما ينوبان عنه في ترحيل ‏تشكيل الحكومة إلى ما بعد تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن لسلطاته ‏الدستورية، واختبار مدى استعداده للتفاوض مع إيران‎.‎


الشرق الاوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 كانون الثاني 2021 08:11