بين شوارع هجرها الناس وملأها الفراغ ، ومؤسسات ومرافق فقدت نبضها اليومي المعتاد ، وساحات تربع فيها الصمت وخرق سكونها صوت المطر محيلاً بمياهه صفحات الاسفلت الى مرايا عكست بضع خيالات تراءت لحركة متسللة او مستثناة من سيارات او افراد او لتدابير لقوى امنية ، مضت الساعات الأولى من اول ايام الاقفال وحظر التجول في عاصمة الجنوب صيدا حاملة اول اختبار لمدى التزام المواطنين بمقررات المجلس الأعلى للدفاع بالاغلاق العام لمدة عشرة ايام للحد من تفشي فيروس كورونا ..
توزع تفاعل المواطنين مع الاقفال والحظر بحسب تصنيف الفئات التي تم تحديدها : تابع المستثنون منهما اعمالهم وحياتهم كالمعتاد ، وحاول المضطرون للخروج من غير المستثنين الحصول على اذونات خاصة ، وغامر آخرون منهم بالخروج تحت طائلة تعريض نفسه لتجرع كأس محضر الضبط المر ..
انعكس سريان الاقفال وحظر التجول في اليوم الأول ما يشبه الشلل في مختلف وجوه الحركة في المدينة والجوار ، من وسطها التجاري الى مداخلها وواجهتها البحرية وشرقها ، فيما اقتصرت الحركة على بعض المرافق المعنية بالخدمات الحياتية مثل الأفران والصيدليات ومحطات الوقود . وقامت محال بيع اللحوم والدواجن بتلبية احتياجات المواطنين مباشرة او بالحجز المسبق ولكن ضمن شروط الوقاية والسلامة العامة ، وكذلك فتحت الأفران والصيدليات ومحطات الوقود ابوابها ، وشهد سوقا الخضار " الحسبة " والسمك " الميرة " حركة قيدتها استثناءات التنقل او الحصول على تصاريح مسبقة وبقيت محصورة بالعاملين بهذين القطاعين ، بينما اغلق اسواق الخضار الشعبية في وسط المدينة . واعتمدت محال بيع المواد الغذائية و" السوبرماركت" خدمة الديلفري لتوصيل الطلبات الى المنازل ..
واقفلت معظم المؤسسات والادارات العامة في سراي صيدا وخارجها فيما عملت الادارات المعنية بالخدمات الحيالتية والصحية على تسيير شؤون المواطنين بعدد محدود من فرقها العاملة.
واقامت قوى الأمن الداخلي حواجز ظرفية لها عند مداخل المدينة الرئسية وسيرت دوريات في احيائها وعلى طرقاتها الرئيسية للتحقق من التزام المواطنين بالاجراءات وتسطير محاضر بحق المخالفين اذا لم يكونوا من ضمن الفئات المستثناة او المأذون لهم بالخروج .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.