15 كانون الثاني 2021 | 08:34

أخبار لبنان

‏ لبنان أمام تحدي مواجهة "كورونا"... وإقفال لـ11 يوماً لن يكون كافياً ‏

‏ لبنان أمام تحدي مواجهة

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: دخل لبنان أمس (الخميس) مرحلة جديدة ومتشددة من ‏الإقفال التام في إجراءات هي الأولى من نوعها ستمتد على 11 يوما لمواجهة انتشار وباء ‏‏"كورونا"، على أن يتخذ بعدها القرار المناسب بشأن التمديد من عدمه بناء على نتائج هذه الفترة، ‏وإن كانت غير كافية، حيث يعوّل عليها المسؤولون للتخفيف من العبء على المستشفيات فيما ‏الأمل يبقى محدودا بإمكانية تراجع عدد الإصابات‎.‎

وبدا لافتا أمس، وعلى خلاف مرحلة الإقفال السابقة، التزام بنسبة عالية، من اللبنانيين بقرار منع ‏التجول في موازاة إجراءات مشددة قامت بها القوى الأمنية لتسطير محاضر ضبط ضد ‏المخالفين، بعدما فرضت على كل من يريد الخروج من منزله الحصول على إذن مسبق عبر ‏تطبيقات خاصة، والتي شهدت بدورها بعض الفوضى في اليوم الأول‎.‎

ومع الارتياح العام الذي تركته خطة "الطوارئ الصحية" هذه، وإن كان قد سبقها فوضى لا سيما ‏في المحلات التجارية، حيث تهافت اللبنانيون لشراء حاجياتهم ما أدى إلى ازدحام يتناقض تماما ‏مع كل إجراءات الوقاية، يقّر مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، النائب السابق الدكتور ‏وليد خوري أن هذه الفترة ليست كافية لمحاولة السيطرة أو الحد من انتشار الوباء، حيث أوصت ‏منظمة الصحة بأن تكون ما بين 4 و6 أسابيع، لا سيما أن الإصابات تحتاج إلى ما بين 15 و21 ‏يوما للظهور، لكن للأسف الوضع اللبناني الدقيق اقتصاديا واجتماعيا قد لا يحتمل فترة كهذه، ‏ونحن نعتبر اليوم أن العبرة تبقى في التنفيذ لا سيما أنه في مرحلة الإقفال السابقة لم يكن هناك ‏التزام‎.‎

ويتحدث خوري لـ"الشرق الأوسط" "عن المسؤولية المشتركة بين الدولة والمواطن الذي عليه أن ‏يلتزم بدوره بالإجراءات ويقتنع لأهميتها، وهذا لا يزال بعيدا عن المجتمع اللبناني، حيث البعض ‏لا يزال يستخف بالوباء والبعض الآخر لا يرى في الزيارات واللقاءات العائلية مشكلة، علما بأن ‏‏70 في المائة من الإصابات هي نتيجة الاختلاط فيما بين العائلات، حيث باتت العدوى تنتقل ‏داخل الأسر أكثر من تلك التي تنتقل في المطاعم وغيرها، وهذا من الأخطر، وهنا يلفت إلى ‏توصية جديدة في لوس أنجليس، حيث طلب من أفراد العائلة الواحدة وضع الكمامات داخل ‏المنازل‎.‎

وفيما يشدّد خوري على ضرورة أن يعلم اللبنانيون الذين لا يزال يستخفون بالوباء على آثاره ‏الصحية المباشرة التي تظهر يوما بعد يوم وتؤثر على أعضاء كثيرة في الجسم، من الرئتين إلى ‏الجهاز التنفسي والقلب والخصوبة لدى الرجال، يحذر من تزايد عدد الحالات في لبنان إذا لم ‏يقتنع الشعب اللبناني ويلتزم بالإجراءات، مشيرا إلى أن نسبة الأشغال في أقسام "كورونا" ‏بالمستشفيات تجاوزت الـ90 في المائة. ويوضح "بين كل مائة مصاب بالفيروس هناك 15 منهم ‏يحتاجون إلى الدخول إلى المستشفى و2.6 منهم بحاجة للعناية الفائقة، وبالتالي إذا بقيت وتيرة ‏الإصابات على ما هي عليه اليوم في لبنان بتسجيل بين 4 آلاف و5 آلاف حالة يوميا الوضع ‏سيصبح كارثيا بعد 11 يوما مع انتهاء مرحلة الإقفال، وسيبقى مئات المرضى غير قادرين على ‏تلقي العلاج، في وقت خصص حتى الآن 600 سرير في المستشفيات الخاصة والحكومية ‏لمرضى "كورونا" مع إمكانية زيادة العدد في المرحلة المقبلة إنما بوتيرة محدودة‎.‎

ومع توقعه أن يُسجَّل ارتفاع في عدد الإصابات في الأيام المقبلة، يتوقف خوري عند نقطة ‏مهمة، وهي أن هناك عددا كبيرا من اللبنانيين لا يجرون فحص الـpcr، إما لأنهم أصيبوا من ‏دون أن يدركوا ذلك وإما لأنهم علموا بإصابتهم بعد إصابة أفراد العائلة وإنما اعتقدوا أنه لا ‏ضرورة لإجراء الفحص ما دامت الأعراض محدودة، وبالتالي يقدر عدد الذين أصيبوا بالفيروس ‏في لبنان، بحسب خوري، بما لا يقل عن مليون شخص، باتت لديهم المناعة إلى حد ما، من دون ‏أن يعني ذلك أن نسبة وإن ضئيلة من الذين أصيبوا قد يصابون مرة ثانية، في وقت أعلنت ‏وزارة الصحة يوم أول من أمس أن العدد التراكمي المسجل وصل إلى 231936 حالة‎.‎

ومع اعتبار خوري أن لبنان اليوم مع هذه المرحلة من الإقفال هو أمام امتحان حقيقي، على أن ‏يحدد بعدها القرار المناسبة لجهة الاستمرار بالإقفال التام أو الانتقال إلى الجزئي، مضيفا "برأيي ‏الوضع الصحي يتطلب التمديد لكن المشكلة تكمن في الوضع اللبناني الغارق بأزماته الاقتصادية ‏والاجتماعية، وبالتالي قد لا يكون قادرا على تحمّل فترة إقفال طويلة‎".‎

لا تختلف مقاربة عضو اللجنة الوطنية لمكافحة "كورونا"، الدكتور عبد الرحمن البزري عما ‏يقوله الدكتور خوري، وإن كان أكثر تشاؤما انطلاقا من تجارب الإقفال السابقة التي لم يسجل لها ‏النجاح. ويقول البزري لـ"الشرق الأوسط": "فترة الإقفال هذه هي كالوقت المستقطع الذي لن ‏يكون كافيا لحل المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم. ويوضح "من المفترض أن تكون هذه الفترة ‏لوضع خطة بديلة أو تصحيح الأخطاء لكن السؤال كيف يمكن التصحيح في وضع مثل لبنان ‏يتحكم الوضع السياسي والاقتصادي بالموضوع الصحي؟. ويضيف "من البداية لم يدركوا كيفية ‏الموازنة بين السياسة والاقتصاد والصحة في بلد منهوب مع التأكيد على أن المسؤولية لا تقع فقط ‏على المسؤولين والإرباك في اتخاذ القرارات وعدم الجدية في ملاحقة المخالفين، إنما أيضا على ‏الشعب والمواطنين أنفسهم الذين لا يلتزمون بالإجراءات لحماية أنفسهم. من هنا لا يرى البزري ‏أن الـ11 يوما كافية لحل المشكلة لا سيما إذا ما اعتمدنا على التجارب السابقة، مؤكدا أن العبرة ‏تبقى في التنفيذ، ومحذرا من الوصول إلى مرحلة أكثر سوءا في وقت بدأت فيه المستشفيات ‏تصل إلى كامل قدرتها الاستيعابية بحيث قد لا يستطيع عدد كبير من اللبنانيين الحصول على ‏العلاج‎.‎



الشرق الاوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 كانون الثاني 2021 08:34