18 كانون الثاني 2021 | 07:21

أخبار لبنان

فشلُكم يقتل الناس..

فشلُكم يقتل الناس..

المصدر:" نداء الوطن"


سقط القناع، ولا ينفع التنكّر. الموتُ تسلل الى كلّ بناية وشارع وحلّ ضيفاً ثقيلاً على كلّ بيت. ‏ففي حين أقفل معدّل الاصابات التراكمي الاحد الماضي، أي قبل اسبوع، على 219296 من ‏الحالات المثبتة محلياً و3563 للحالات الوافدة، ووصلت الوفيات الى 1606، ارتفع عدد ‏الاصابات التراكمي هذا الاسبوع الى 252812 من الحالات المثبتة محلياً، والحالات الوافدة ‏الى 3639، والوفيات الى 1906. وكأنّ ما عاناه اللبنانيون من شدائد، قتلاً متعمداً في 4 آب، ‏وتنكيلاً اقتصادياً موجعاً، وبطشاً معيشياً دامياً، وسرقاتٍ موصوفة لجنى العمر، وغلاء فاحشاً ‏وتهريباً مقصوداً الى سوريا جعل أهل البلد في عراء تام ونقصٍ فاضح لمواد "الصمود" لم يكن ‏كافياً‎.

كنا نعلم بأننا قادمون على سيناريو كارثي. النشرات الاخبارية والتقارير العلمية المحلية ‏والعالمية وصيحات الأطباء وأصحاب المستشفيات الخاصة كلّها دقت ناقوس الخطر. ووزير ‏الصحة كان عالماً بما هو آتٍ، مهما حاول عبثاً تلميع "صورته"، تماماً كما كان حكامنا الكرام ‏على علمٍ بالنيترات المنبئ بموتٍ وشيك في جوف المرفأ. مشكلتنا مع سلطتنا وأربابها ‏اختصاصهم في تقاذف المسؤوليات أكثر من تحمّلها والاتيان بفعلٍ ناجعٍ. معادلةُ حكمٍ مضحكة ‏مبكية من قبيل "أنا مسؤول ولكنني لست مسؤولاً"، تنفع مشهداً من مسرحيات عادل إمام ‏الهزلية‎.

ولعلّ سكوت الحكم الفاشل على سلسلة الفضائح المتتالية الكاشفة لعورته أفضل ألف مرة من ‏تعداد انجازاتٍ واهية كما فعل وزير الصحة بتنصيبه نفسه "بطلاً قاهراً للكورونا"، فيما أرقام ‏المصابين الى تزايد مقلق والموت يحصد مزيداً من الأرواح. وهل أسوأ من الجلوس بكامل ‏الأناقة على سرير استشفاء ليس بحاجةٍ إليه والتقاط صورة تلو أخرى، فيما عشرات المواطنين ‏مرميون في البرد أمام المستشفيات؟ هل يجوز حضور مأدبة غداء فيما يُطالب الناس بالتباعد؟‎

واجبنا كصحافةٍ تَحمل لواء الدفاع عن المواطن أن نسأل وزيرنا وحكامنا عمّا فعلوه تحضيراً ‏للموت القادم ودرءاً للأسوأ؟ وهل لمسنا وجود خطة طوارئ أصلاً؟ هل الاصرار على ابقاء ‏المطار مفتوحاً لأشهر طوال مع علمٍ مسبق باستقدام مئات المصابين بسلالات متنوّعة انجازٌ ‏يستحق التصفيق؟ أم إبقاء الهبات من أسرّة وأجهزة تنفس مرميةً في المدينة الرياضية حتى ‏اللحظة؟ أم عدم تجهيز المستشفيات بما يكفي من الاسرّة والمواد الطبية؟ أم خفض السقوف ‏المالية لمستشفيات المتن وبيروت بالتزامن مع إعلانهما بؤرةً لأعلى معدلات الاصابات؟ أم ‏المبالغة في الاعانات المالية لمستشفياتٍ محظية؟ أم التباطؤ في اقرار "قانون اللقاح"؟ أم ‏‏"التناتش" على المستشفيات الميدانية وتعطيلها بدلاً من تفعيلها وتوزيعها على المناطق بعدل؟ ‏هل تتفاخرون بكلّ ما نراه من أداءٍ يندى له الجبين؟‎

وإذ نرى الوزير المعني ينأى بنفسه عما تم ارتكابه، وفيما تحوّلت منصات التواصل ‏الاجتماعي كالفيسبوك الى ورقة نعي تعدّد أسماء الضحايا وتدبّ الذعر في النفوس، يتبادر الى ‏الذهن تذكير الوزير حمد حسن بالقول المأثور: "ماذا كنت تفعل وقت "الحصايد"؟ غناء ‏‏"القصايد" ما عاد ينفع وكذلك تقاذف المسؤوليات‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 كانون الثاني 2021 07:21