18 كانون الثاني 2021 | 14:40

منوعات

جدل واسع حول "العقار المعجزة" لعلاج كوفيد-19‏

يثير دواء "إيفيرمكتين" المضاد للطفيليات جدلا واسعا في الولايات المتحدة، ودول أخرى، بعد ‏وصفه أحد الأطباء باعتباره علاجا لوباء كوفيد-19‏‎.‎

وأثار أحد الأطباء في الولايات المتحدة جدلا واسعا ووصف "إيفيرمكتين" بـ"المعجزة" خلال ‏جلسة استماع في الكونغرس‎.‎

وبات الدواء، الذي لا يزال غير معتمد بشكل رسمي لعلاج أعراض كورونا، اليوم في انتظار ‏تقييم منظمة الصحة العالمية الشهر المقبل‎.‎

وقال اختصاصي الأمراض الرئوية وخبير العناية المركزة بيار كوري إن الدواء "المعجزة" ‏لعلاج كورونا يدعم المرضى بانتظار توفر لقاح، مشيرا إلى أن دراسات أكدت أنه يعمل على ‏تخفيف أعراض كورونا، وأنه يتضمن خصائص تمنع تفشي فيروس كورونا‎.‎

علاج للطفيليات‎ ‎

يشار إلى أن "إيفيرمكتين" هو أصلا دواء مضاد للطفيليات، ويمنع استخدامه للأطفال دون سن ‏الخامسة أو الذين يقل وزنهم عن 15 كيلوغراما، والنساء الحوامل والمرضعات، والأفراد ‏المصابين بأمراض الكبد أو الكلى، ومن آثاره الجانبية الحرارة والحكة والحساسية، خصوصا ‏عندما يؤخذ عن طريق الفم، بالإضافة إلى احمرار العينين وجفاف الجلد‎.‎

وإلى جانب كوري، انتشرت منشورات ومقالات على وسائل التواصل الاجتماعي تؤيد استخدام ‏إيفيرمكتين، في البرازيل وفرنسا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية، حيث تسعى الحكومات في ‏جميع أنحاء العالم إلى إطلاق برامج التطعيم‎.‎

ورغم تأكيدات كوري والتقارير والمقالات بشأن إيفيرمكتين، فإن علماء آخرين حذروا من تناول ‏العقار كعلاج لكوفيد-19، كما أن هيئات ووكالات الصحة تقول إنه لا توجد أدلة كافية للترويج ‏للعقار باعتباره علاجا لفيروس كورونا‎.‎

ويقول الباحثون إن الدراسات المعيبة التي تدعم العقار أدت إلى زيادة مبيعات هذا العقار في ‏السوق السوداء، وعرقلة المزيد من البحث العلمي، وتأرجح ردود فعل الحكومة على الوباء، ‏خصوصا في بعض دول أميركا اللاتينية‎.‎

وقال خبراء في معهد برشلونة للصحة العالمية: "قرارات سياسة الإيفيرمكتين في أميركا اللاتينية ‏استندت إلى حد كبير على التحليل المقدم في نسخة ما قبل الطباعة في أوائل أبريل"، وهذا يعني ‏أنها لم تخضع لمراجعة الأقران، وهي العملية التي يتم من خلالها فحص النتائج الدراسة من قبل ‏علماء آخرين قبل نشرها في مجلة علمية‎.‎

الجدير بالذكر أنه تم سحب الورقة في وقت لاحق بعد أن أثار الخبراء مخاوف منهجية‎.‎

لكن رغم عدم وجود دليل على فعالية العقار المضاد للطفيليات في معالجة كوفيد، استمر بعض ‏السياسيين في دول معينة بدعم عقار إيفيرمكتين، ففي مايو، أعلنت الحكومة البوليفية أنها سمحت ‏باستخدامه لعلاج مرضى كوفيد-19‏‎.‎

كما زعم الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، في تغريدة هذا الشهر، أن إيفيرمكتين قد يكون ‏مسؤولا عن العدد المنخفض نسبيا لوفيات فيروس كورونا في أفريقيا‎.‎

لقد تناول الكثير من الناس إيفيرمكتين لدرجة أن العلماء في بيرو أبلغوا المجلة العلمية "نيتشر" ‏في تشرين الاول أنهم يكافحون لتجنيد متطوعين للتجارب لتقييم ما إذا كان الدواء يمكنه مكافحة ‏فيروس كورونا‎.‎

ويمكن القول إن عقار إيفيرمكتين هو أحد سلسلة الأدوية التي تم اختبارها كعلاج محتمل لكوفيد-‏‏19 منذ تفشي الوباء، مثل عقار هيدروكسي كلوروكين المضاد للملاريا، الذي لم تثبت التجارب ‏السريرية حتى الآن فاعليته في معالجة المرض‎.‎

وقالت "يونايت إيد"، وهي وكالة تشتري الأدوية لأشد الناس فقرا في البلدان النامية، إن هناك ‏حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد فعالية إيفيرمكتين‎.‎

رأي إدارة الغذاء والدواء

من جهتها، حذرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الشهر الماضي، من أن هذا الدواء لم تتم ‏الموافقة عليه لمنع أو لعلاج كوفيد-19، وقالت على موقعها على الإنترنت: "في حين أن هناك ‏استخدامات معتمدة لإيفيرمكتين في البشر والحيوانات، إلا أنه غير معتمد للوقاية أو العلاج من ‏كوفيد-19‏‎.‎

وكانت دراسة، استشهد بها على نطاق واسع في المجلة الطبية للأبحاث المضادة للفيروسات ‏نشرت في أبريل الماضي، أشارت إلى أن إيفيرمكتين كان فعالا ضد فيروس كورونا، المسبب ‏لوباء كوفيد-19، في الخلايا التي تم اختبارها‎.‎

والاختبار في المختبر يسمى بالفحوصات المخبرية، وهي الخطوة الأولى الحاسمة في الاختبار ‏الطبي‎.‎

لكن الأدوية التي تعطي نتائج واعدة في بيئة معملية غالبا ما تكون غير فعالة في البشر، وذلك ‏لأن الجرعة المطلوبة لتحييد العامل الممرض لا يمكن إعطاؤها بأمان للمرضى‎.‎

وقال الكيميائي الصيدلاني في مستشفى "سان بورخا أرياران" في سانتياغو في تشيلي، روبن ‏هيرنانديز، لوكالة فرانس برس "التركيزات المستخدمة في المختبر قد لا تكون قابلة للتحقيق في ‏الجرعات العلاجية‎".‎

وقالت وكالة الأدوية الجنوب أفريقية "ساهبرا" إنه لا يمكن بعد التوصية بعقار إيفيرمكتين كدواء ‏لكوفيد -19‏‎.‎

واضافت في بيان في وقت سابق من هذا الشهر: "من الأدلة المتاحة لتجربة المراقبة العشوائية، ‏لا يتفوق إيفيرمكتين على الدواء الوهمي من حيث تقليل الحمل الفيروسي أو التقدم السريري. ولا ‏يوجد دليل من تجارب المراقبة العشوائية على أي انخفاض في معدل الوفيات‎".‎

وقال الأستاذ في قسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة كوريا في سيول، كيم وو جو، ‏لفرانس برس إن "هناك حاجة لمزيد من التجارب‎".‎

أضاف: "إذا أردنا أن نكون متأكدين بنسبة 100 في المئة من فعالية الدواء، فنحن بحاجة إلى ‏نتائج من تجارب سريرية عشوائية مضبوطة بشكل أكبر"، مشيرا إلى أنه من الصعب معرفة ما ‏إذا كان تحسن حالة مريض ما بسبب إيفيرمكتين أم لا‎.‎

وأوضح أنه "يميل بعض المرضى المصابين بكوفيد-19 إلى التحسن، حتى دون تلقي العلاج ‏المناسب‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 كانون الثاني 2021 14:40