20 كانون الثاني 2021 | 08:04

أخبار لبنان

الوساطات تتساقط… والاقفال يمدّد 10 أيام

كتبت صحيفة "النهار" تقول: هل يكون حظ وساطة إضافية غير محسوبة لرئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب افضل من وساطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة ‏بطرس الراعي او من المبادرة الفرنسية اللتين قبعتا منتظرتين في النهاية توقيت الساعة الإقليمية ‏الذي فرض إيقاعه على لبنان تحالف معطلي تشكيل الحكومة الجديدة ؟ ولماذا سيعطى الرئيس ‏دياب ما لم يعط سواه، وهو المستعجل مع حكومته المستقيلة التخفف من مواجهة تبعات ‏ومسؤوليات اعتى واخطر الظروف التي يمر بها لبنان تحت وطأة جائحة كورونا أولا، ومن ثم ‏تداعيات الكوارث والانهيارات التي تعاقبت طوال سنة كاملة من عمر هذه الحكومة؟

الواقع ان هذه التساؤلات المحفوفة بالشكوك بدت بديهية عقب قيام الرئيس دياب بتحرك مفاجئ ‏محاولاً كسر الجمود في عملية تشكيل الحكومة الجديدة وتحريك قنوات التواصل بين بيت الوسط ‏وقصر بعبدا مرورا بعين التينة في حين تشير كل المعطيات والوقائع الى استمرار تحكم قرار ‏التعطيل بهذا الاستحقاق. ولكن حركة دياب، ولو وسط التشكيك الواسع في احتمالات نجاحها، ‏لاقت أصداء إيجابية لجهة ان الرجل شاء احياء ذكرى مرور سنة كاملة امس على تأليف ‏حكومته بمبادرة لحض المعنيين على تشكيل الحكومة الجديدة بما يشكل ضغطا معنويا وسياسيا ‏إضافيا لانهاء مرحلة تصريف الاعمال التي لا تقوى اطلاقا على مواجهة مزيد من التداعيات ‏الدراماتيكية للازمات في ظل استفحال كارثة الانتشار الوبائي. ومع ذلك تفيد المعطيات المتوافرة ‏ان المأزق الحكومي لا يزال على حاله وان اللقاءات الديبلوماسية التي عقدها رئيس الحكومة ‏المكلف سعد الحريري في الساعات الأخيرة مع عدد من السفراء ابرزهم سفراء فرنسا وروسيا ‏ومصر، واشارة الحريري الى انه سيقوم بمزيد من الزيارات الى الخارج، تعكس مضي الرئيس ‏المكلف في ملء مرحلة انتظار حلحلة موقف العهد بتعبئة ديبلوماسية لدعم لبنان في المجالات ‏الأكثر الحاحا بدءا بما أكده الحريري امس للمرة الأولى من انه يسعى بقوة الى توفير اللقاحات ‏ضد كورونا. اما الازمة الحكومية فستكون من اليوم في خانة الرصد لجهة ما اذا كان تسلم ‏الرئيس الأميركي جو بايدن مهماته سيبدأ بإشاعة انعكاسات مختلفة على ازمات المنطقة ولا سيما ‏منها لبنان الذي تستخدم ايران نفوذها فيه في صراعها مع الولايات المتحدة.‏

بين بيت الوسط وبعبدا

وكان الرئيس دياب زار فجأة بعد ظهر امس بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف. وأوضح ‏دياب بعد اللقاء ان "لبنان بأمسّ الحاجة لوفاق سياسي بين مختلف الجهات " وإذ لفت الى مرور ‏‏12 شهراً على تشكيل حكومته اكد ان "هناك توافقا مع الرئيس الحريري على أنّ الأولوية هي ‏لتشكيل الحكومة ومعالجة كلّ الآثار على لبنان وان الرئيس الحريري أبدى انفتاحاً للتشاور مع ‏مختلف الجهات وأحاول القيام بدور إيجابي لإعادة إطلاق عجلة التشكيل". اما الحريري فقال ‏‏"بحثنا في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت وأبديت كلّ انفتاح للتشكيل وموقفي واضح". ‏ودعا اللبنانيين "الى ان نحافظ على أهلنا وأحبائنا في ظلّ انتشار كورونا والالتزام بالإجراءات ‏وتترتّب على المواطن مسؤوليّة على صعيد مواجهة انتشار كورونا والدّولة مسؤولة أيضاً واعلن ‏انه سيكثف رحلاته "وسأعمل جاهداً لجلب اللقاح الى لبنان في أسرع وقت ممكن".‏

ومن بيت الوسط، انتقل دياب الى عين التينة حيث اكد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "أبدى ‏كل استعداد للمساعدة وحلّ العقد القليلة المتبقية لتشكيل الحكومة واللقاء كان جيداً ومميزاً وستكون ‏هناك متابعة". واضاف "الأيادي البيضاء كثيرة ونحاول تدوير الزوايا في ما تبقى من عقبات". ‏ثم التقى دياب الرئيس ميشال عون في بعبدا وقال " لمست كل استعداد من فخامته لإعادة تفعيل ‏عملية تأليف الحكومة كما لمست ذلك لدى الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس بري واعتقد انه ‏سيكون هناك لقاء قريب ان شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه ‏مناسبًا لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة بأسرع وقت". واردف ‏‏"بحسب ما لمست من الجميع ان النقاط الايجابية أكبر من بعض العقد التي لا تزال بحاجة لتدوير ‏زوايا سياسية إنما النية لدى الجميع لمتابعة التشكيل في أسرع وقت ممكن".‏

في المقابل اعلن "تكتل لبنان القوي" انه "يأمل في أن يكون قد حان الوقت وإكتملت الظروف ‏لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها، وجدد الدعوة الى رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري ‏للخروج من حال المرواحة والتواصل مع رئيس الجمهورية ليشكلا معاً الحكومة ‏الاصلاحية الموعودة وفقاً لثوابت الميثاق وقواعد الدستور".‏

وفي السياق الحكومي، لفتت تغريدة للمنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان ‏كوبيش الذي عين مبعوثا للأمم المتحدة الى ليبيا سأل فيها "هل ستحرك الإدارة الجديدة في ‏واشنطن الأطراف أخيراً لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري؟ " وقال إن ‏‏"الحكومة الجديدة لا تعني تلقائياً نهاية الأزمة، لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ‏ومعاناة الشعب".‏

كورونا تستفحل

وسط هذه الأجواء، لم تتبدد الوقائع القاتمة المحيطة باستفحال تداعيات جائحة كورونا وانتشارها ‏مع الارتفاعات المطردة والمقلقة في اعداد المصابين وحالات الوفاة واستشراء المشاكل الهائلة ‏في القطاع الاستشفائي. وفيما قرار الاقفال التام ساري المفعول وسط التزام واسع ملحوظ بمعظم ‏الإجراءات، دعا رئيس الجمهورية المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع استثنائي ظهر غد الخميس ‏في قصر بعبدا. وافادت المعلومات ان المجلس سيناقش توصية خلية كورونا بتمديد الاقفال التام ‏وسط اتجاه الى التمديد الى الأول من شباط المقبل. وسجل التقرير اليومي لوزارة الصحة امس ‏ارتفاعا مقلقا للغاية في عدد حالات الوفيات اذ بلغ 61 وهو الأعلى في يوم واحد منذ وصول ‏الجائحة الى لبنان فيما بلغ عدد الإصابات 4359 إصابة.‏

ووجه الرئيس الحريري أمس نداء ناشد فيه اللبنانيين الالتزام الصارم باجراءات الحماية وشدد ‏على ان "هناك بالتأكيد مسؤولية على الدولة وواجبها في توفير متطلبات العيش، خصوصا ‏للفقراء وذوي الدخل المحدود والمياومين الذين يطاردون لقمة العيش ويعجزون عن تأمين قوتهم ‏كفاف يومهم. وهناك بالتالي مسؤولية اخلاقية تقع على المقتدرين في كل الطوائف والمناطق ‏والاحزاب والقطاعات الاقتصادية، للتضامن والتعاون على مساعدة المحتاجين ورفع جائحة ‏العوز والجوع عن المواطنين. لكن المسؤولية الكبرى تقع على اللبنانيين والمقيمين مجتمعين، بدءا ‏من بيوتنا وبيئاتنا واحزابنا ومساجدنا وكنائسنا ، مسؤولية الالتزام الصارم لموجبات الوقاية ‏والسلامة والانضباط".‏


النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 كانون الثاني 2021 08:04