30 كانون الثاني 2021 | 08:34

أخبار لبنان

الحريري: الشعب يعاني… وعون لا يبالي

الحريري: الشعب يعاني… وعون لا يبالي

كتبت "الشرق" تقول: نقل الخلاف السياسي الى ساحة التطييف يفترض البعض أنه أقصر الطرق ‏الموحلة لتعويم من يريدون تعويمه وتعبيد طريق بعبدا للإرث السياسي

اعتبر المكتب الاعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري ان "من المؤسف والمؤلم جداً أن يصدر ‏الكلام المنقول عن فخامة رئيس الجمهورية في جريدة "الأخبار"، فيما البلاد تواجه سيلاً من ‏الأزمات الصحية والأمنية والسياسية وتشهد العاصمة الثانية طرابلس هجمة منظمة تثير الريبة ‏في أكثر من اتجاه"، مضيفا "يبدو ان البلاد في وادٍ من المعاناة والأزمات والعهد القوي في وادٍ ‏سحيق آخر من اللامبالاة والإنكار والتجني على الآخرين".‏

وتابع في بيان "مما يفاقم الأسف الا تبادر دوائر القصر الجمهوري الى نفي الكلام وتوضيحه، ‏منعاً لتحميل فخامة الرئيس وموقع الرئاسة مواقف وروايات غير صحيحة، لا تستوي مع مكانة ‏الرئاسة ومسؤولياتها الوطنية في هذه الظروف الصعبة. وقد رأينا وجوب الإضاءه على بعض ‏النقاط التي وردت في "مقالة" فخامته، بما يعيد تصويب الحقائق ويجنب الرأي العام اللبناني ‏الوقوع في حبائل الخبريات المسمومة.‏

اولاً - الواضح من السياق الكامل للكلام المنسوب، ان دوائر قصر بعبدا تريد توجيه الاشتباك ‏الحكومي نحو مسارات طائفية، وهي تنزع بذلك عن رئيس الجمهورية صفة تمثيل اللبنانيين ‏بمختلف اطيافهم لتحصر هذا التمثيل بمسؤوليته عن حصص المسيحيين في الدولة والسلطة ‏والحكومة، وقد ورد قوله وفقاً للمقال: "لن أفرّط بما أنجزناه خلال السنوات الأخيرة، بجعل ‏الفريق المسيحي شريكاً فعلياً وليس صنيعة الآخرين الذين يفرضون مشيئتهم عليه. هنا مصدر ‏صلاحياتي الدستورية ومسؤولياتي السياسية". ولعل دوائر القصر تعلم، ولا تريد ان تعترف، بانه ‏ليس سعد الحريري من يفرّط بحقوق المسيحيين ودورهم ومكانتهم في الدولة والسلطة ‏والمؤسسات، والا لما كان العماد ميشال عون في موقع رئاسة الجمهورية الان. وان سعد ‏الحريري ابن مدرسة سياسية عبرت الطوائف منذ عقود وآمنت بالعيش المشترك قولاً وفعلاً ‏ونصوصاً دستورية.‏

إن نقل الخلاف السياسي الى ساحة التطييف، محاولة غير موفقة ومرفوضة ولن تمر، لتنظيم ‏اشتباك اسلامي - مسيحي ، يفترض البعض انه أقصر الطرق الموحلة لتعويم من يريدون تعويمه ‏وتعبيد طريق بعبدا للارث السياسي.‏

وأردف مكتب الحريري ثانياً - يقول فخامته في المقالة "في أحد اجتماعاتي مع الرئيس سعد ‏الحريري، قال لي إنه الرئيس المكلف وهو مَن يؤلف الحكومة كلها. طبعاً هذا لم أسمح به قبلاً، ‏ولا الآن. بحسب المادة 53".‏

والقول هنا في غير مقامه ومجرد وهم وقراءة خاطئة. فأي عاقل يمكن ان يتصور تمسك ‏الرئيس المكلف بحق حصري في ولادة الحكومة وهو اول من يدرك ان مراسيم التشكيل تصدر ‏بالاتفاق بين الرئيسين. الدستور واضح وليس من داعٍ لاستخدامه في الحسابات والحصص ‏السياسية. رئيس مجلس الوزراء يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مراسيم ‏التشكيل بالاتفاق مع رئيس الجمهورية… وخلاف ذلك تفسيرات غب الطلب.‏

ثالثاً - في المقال ايضاً كلام لفخامته: "من الطبيعي أن يسمّي رئيس الجمهورية الوزراء ‏المسيحيين بسبب إحجام الأفرقاء المسيحيين عن المشاركة (…) واخترع الثلث +1 على أنني ‏أطالب به. هذا غير صحيح، ولم أطالب يوماً بالثلث +1 (…) طالبت بستة وزراء، أي خمسة ‏‏+1. هذه حصة التمثيل وليست حصة التعطيل. (… )عندما تسأله عن الوزراء الشيعة، يقول إنه ‏متفاهم مع الرئيس نبيه برّي على وزارة المال، ومع حزب الله على وزرائه. في النتيجة يسمّي ‏وليد جنبلاط وزيره، والشيعة وزراءهم، وحزب الطاشناق وزيره، وسليمان فرنجية كذلك، ‏والحريري يسمّي الوزراء السنّة، ويريد أن يكون شريكاً في تسمية الوزراء المسيحيين. هذا ما لا ‏يمكن القبول به، لأنه يخلّ بالتوازن داخل الحكومة".‏

وأشار مكتب الحريري الى ان "لقد غاب عن فخامة الرئيس انه أودعني قائمة بمجموعة اسماء، ‏اخترت منها وفقاً للاصول مجموعة من المشهود لهم بالكفاءة والاختصاص، نشر معظمها في ‏المقال، كما غاب عن فخامته ان الحل الذي اعتمد لوزارة المال تم بالتوافق ولم يقع الاعتراض ‏عليه من قصر بعبدا، بدليل ان الورقة التي سلمني اياها لاحظت تخصيص وزارة المال للشيعة . ‏اما الثلث المعطل فله كما يعلم شأن آخر يقودنا الى ورقة توزيع الحقائب على الطوائف وممثلي ‏القوى السياسية، وهي ورقة تشكل خرقاً تاماً لمبدأ تشكيل حكومة من اهل الاختصاص، ‏وتستدرج التشكيلة تلقائياً الى خانة الثلث المعطل".‏

وفي المحصلة يستحسن العودة الى التأكيد اننا نطالب بحكومة من الاختصاصيين والقصر يريد ‏حكومة من الحزبيين، والقطبة الخفية في هذا المجال لم تعد مخفية عندما يقول فخامة الرئيس في ‏المقالة المنسوبة اليه "سايرناه في حكومة من 18 وزيراً. يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو. لن ‏نتحدث من الآن فصاعداً إلا في حكومة من 20 بإضافة وزيرين درزي وكاثوليكي".‏

وبالمختصر المفيد؛ لن تكون هناك حكومة الا من 18 وزيراً… ونقطة عالسطر.‏

واضاف المكتب: رابعاً - "لم أعد أفهم عليه. ما يريده اليوم هو غير ما سيطلبه في اليوم التالي" ‏هذه العبارة منقولة عن فخامة الرئيس لكنها تصح لتبنيها من المكلف الذي لا يكاد ان يغادر قصر ‏بعبدا بعد كل اجتماع محملاً بالاجواء الايجابية حتى تطل العقبات من الغرف المحيطة. لقد راهن ‏الرئيس الحريري على فتح صفحة جديدة تنقل البلاد الى مساحات من المصالحة والانجاز ‏والانقاذ الاقتصادي، وهو اقدم على مغامرة انتخاب العماد عون رئيساً، مدركاً اهمية التأسيس ‏لمرحلة جديدة لا تحكمها سياسات الانكار والتعطيل، غير ان الرياح جرت مع الاسف بما لا ‏تشتهي النوايا الطيبة وارادة العيش المشترك والجهد المطلوب لوقف استنزاف الدولة في حلبات ‏الطوائف.‏

لم يكن المكتب الاعلامي بحاجة لكل ما قيل، وهو الذي التزم الصمت باسم الرئيس الحريري ‏وتصرف على قاعدة ان البلاد تحتاج التهدئة لا التوتر والحكمة في مقاربة الامور والاصول في ‏مراعاة العلاقات بين الرئاسات وليس الجنوح نحو التصعيد.‏

اما ختام المقالة الممهورة بتوقيع فخامته، فهي مع الأسف ايضاً وايضاً وايضاً، صناعة ركيكة ‏لمعلومة ملفقة وفيها ان الرئيس المكلف اقترح "كي تحصل الحكومة على الثقة في مجلس النواب، ‏ينبغي صرف النظر عن التحقيق الجنائي. الرئيس برّي ووليد جنبلاط لا يمنحان الحكومة الثقة ‏في ظل التحقيق الجنائي"".‏

ويبدو ان فخامة الرئيس نسي او تناسى ان مجلس النواب اقر التحقيق الجنائي في 20 كانون ‏الاول ووافقت عليه كتلة المستقبل الى جانب كتلتي الرئيس بري والوزير جنبلاط، وربما نسي ‏فخامته او تناسى ايضاً انه كان اول من بادر الى الاشادة بقرار مجلس النواب. وفي الحالتين ‏يكون إن تناسى مصيبة وان نسي فالمصيبة اعظم.‏

وختم البيان: فأية مخيلة تصنع للرئيس كل ذلك لتبرر له امام اللبنانيين سياسات التعطيل؟ وأي ‏عقل هذا الذي يريد اشتباكاً طائفياً بأي وسيلة تارة مع هذه الجهة وتارة اخرى مع تلك.‏

اساليبهم لن تقطع معنا بعد اليوم، ولن نعطيهم فرصة الفرحة باي اشتباك اسلامي - مسيحي. ‏ولكل مقام مقال اذا شاؤوا.‏


الشرق

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 كانون الثاني 2021 08:34