30 كانون الثاني 2021 | 09:18

أخبار لبنان

زيارة ماكرون الثالثة.. مختلفة عن سابقاتها!‏

زيارة ماكرون الثالثة.. مختلفة عن سابقاتها!‏

كان لافتا التصريح الذي أدلى به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقناة "العربية" حيث أعلن انه ‏سيقوم "بزيارة ثالثة إلى لبنان، بعد التحقق من أمور أساسية، معتبرا ان النظام اللبناني بمأزق ‏بسبب الحلف بين الفساد والترهيب، مقترحا ضم المملكة العربية السعودية إلى أي مفاوضات، ‏بشأن اتفاق مع إيران، مشددا على ان التفاوض مع طهران سيكون صارما جدا، لمنعها من حيازة ‏السلاح النووي "فالوقت قصير جدا".‏

ولاحظت مصادر ديبلوماسية ان مواقف الرئيس الفرنسي تجاه تعثر تنفيذ المبادرة الفرنسية ‏وتحميله الزعماء السياسيين مسؤولية هذا الفشل ونعتهم باوصاف لم يسبق ان قالها بحقهم منذ ‏زيارته الاخيرة الى لبنان، تحمل في طياتها لاول مرة توصيفا دقيقا لمتسببي هذا التعثر وتقسيمهم ‏الى فئتين، فئة الفساد وفئة الترهيب، وهي المرة الاولى التي يتهم فيها المعرقلين بهذا التوصيف، ‏الذي يصوب فيه بوضوح على الفاسدين من السياسيين المعروفين في حين ان ما قاله عن ‏الترهيب يحمل في طياته الاشارة إلى من يملك مقومات الترهيب ويمارسه في الواقع السياسي ‏اللبناني وفيه تصويب على "حزب الله" من دون ان يسميه لأنه هو الجهة الوحيدة التي بامكانها ‏ممارسة الترهيب بالسلاح ألذي تمتلكه دون الاطراف الآخرين.اما ما قاله عن التوجه الفرنسي ‏الجديد للسير قدما في تشكيل الحكومة الجديدة ولو بمواصفات غير مكتملة فيحمل في طياته أكثر ‏من تفسير ويطرح تساؤلات واستفسارات عن المقصود بهذا التعبير، وهل يعني صرف النظر ‏عن حكومة الإنقاذ من الاختصاصيين والتوجه لحكومة مغايرة الشكل، قد تكون مطعمة من ‏سياسيين واختصاصيين او سياسية صرفة او استثناء بعض الأطراف منها أو اي نوع من ‏الحكومات المعنية، وهذا يتطلب ايضاحات من المسؤولين الفرنسيين بما يعنيه ماكرون من ‏توصيفه للحكومة الجديدة بالتمام والكمال.‏

في السياق نفسه حول كلام ماكرون، قالت أوساط سياسية لـ "اللواء" أنه من المبكر التعويل على ‏ما قاله الرئيس الفرنسي في ما خص الوضع في لبنان، وأشارت إلى انه إلى حين تحريك ‏الاتصالات الفرنسية بشكل فعال فإن الملف الحكومي يبقى من دون أفق في ظل الرد والرد ‏المضاد بين بعبدا و"بيت الوسط".‏

في المقابل اكّدت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية أنّ المستويات الرسمية الفرنسية باتت ‏تقارب الملف اللبناني في هذه الفترة، باعتباره أولوية جديّة، خلافاً لما كان عليه الحال قبل اسابيع ‏قليلة، وانّ زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، ستكون مختلفة عن سابقتيها، ‏وخصوصاً لناحية الإشراف المباشر على وضع الآلية التنفيذية للمبادرة الفرنسية موضع التنفيذ ‏العملي، التي يقع في بندها الأول تشكيل حكومة المهمّة.‏

ولفتت المصادر لـ”الجمهورية” الى انّ أجواء الايليزيه لا تتحدث عن موعد محدّد لزيارة ماكرون ‏الى بيروت، الّا انّ المصادر تعتبر انّ حراجة الملف اللبناني تفترض الّا تتأخّر هذه الزيارة ‏بضعة اسابيع، لافتة الى انّ ما اشار اليه الرئيس الفرنسي حول التحقّق من امور أساسية، مرتبط ‏بالتحضيرات التمهيدية لهذه الزيارة، سواء في باريس او مع الجانب اللبناني، علماً انّ حركة ‏الاتصالات الفرنسية مع القادة اللبنانيين لم تنقطع حتى ما قبل أيام قليلة.‏

في المقابل، أعرب مراقبون عبر "نداء الوطن" عن خشيتهم من أن يستمر العناد الرسمي اللبناني ‏عصياً على تنفيذ المبادرة الفرنسية، ربطاً بالموقف المتشدد الذي أبداه ماكرون أمس إزاء الملف ‏النووي الإيراني، خصوصاً وأنّ طهران التي لم تتعاون سابقاً مع باريس في عملية الإفراج عن ‏ورقة الحكومة اللبنانية وفضّلت انتظار مفاوضاتها المباشرة مع الإدارة الأميركية الجديدة، لا يبدو ‏أنها ستقابل اليوم بارتياح كلام الرئيس الفرنسي حول وجوب أن يكون التفاوض النووي معها ‏‏"صارماً جداً" هذه المرة، مع ضرورة تجنب تكرار الولايات المتحدة والدول الكبرى "خطأ عام ‏‏2015 عندما استُبعدت القوى الإقليمية عن الاتفاق مع إيران".‏

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال في حديث لقناة "العربية"، "سأقوم بزيارتي الثالثة ‏إلى لبنان بعد التحقق من أمور أساسية، وسنفعل كل شيء لتشكيل حكومة في لبنان حتى لو كانت ‏غير مكتملة المواصفات".‏

وأوضح أن "النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب"، مشددا على ‏أن "المبادرة الفرنسية هي الوحيدة التي تسمح بالتقدم نحو حل في لبنان".‏

وأضاف: "خارطة الطريق الفرنسية ما زالت على الطاولة ولا حلول غيرها". وتابع: "عاطفتي ‏تذهب نحو شعب لبنان، أما قادته فلا يستحقون بلدهم.. لبنان نموذج تعددي في منطقة عصف بها ‏الجنون.. شعب لبنان رائع وقدم في الخارج نجاحات فكرية وثقافية غير مسبوقة".‏



المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 كانون الثاني 2021 09:18