30 كانون الثاني 2021 | 12:11

أمن وقضاء

لوكوانتر: دعم فرنسا للجيش اللبناني مستمر

لوكوانتر: دعم فرنسا للجيش اللبناني مستمر

خلال الشهرين الأخيرين من العام المنصرم، زار رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال ‏فرانسوا لوكوانتر ‏François Lecointre‏ لبنان مرتين. في الزيارة الأولى، حمل إلى قائد الجيش ‏اللبناني العماد جوزف عون وسام الشرف وقلّده إياه على متن الفرقاطة الفرنسية ‏Aconit‏. وفي ‏الثانية، التقى لوكوانتر العماد عون مرة جديدة.‏

فما هو هدف هذه الزيارة، وما الرسائل التي حملتها؟ وكيف تنظر فرنسا إلى أداء الجيش اللبناني ‏في الظروف الصعبة التي عاشها لبنان، وهل يستمر دعمها للجيش اللبناني؟

لوكوانتر أجاب عن هذه الأسئلة في حديث حصري لمجلة “الجيش”، مؤكدًا أنّ زيارته تنطوي ‏على عدة رسائل للبنانيين وللجيش اللبناني ولقوات بلاده ضمن اليونيفيل. القائد الفرنسي الذي ‏أعرب عن إعجابه بالعمل الذي ينجزه الجيش اللبناني كل يوم، متوقفًا عند تدخله الفعال في جميع ‏أوجه إدارة الأزمة الناجمة عن انفجار المرفأ، اعتبر تكريم العماد عون تكريمًا للمؤسسة ‏العسكرية بأكملها، مؤكدًا أنّ فرنسا ستواصل دعمها للجيش اللبناني.‏

في ما يأتي نص الحوار:‏

‏• حضرة الجنرال، ما هو هدف زيارتك إلى لبنان يومـي 22 و23 كانون الأول 2020، وما هي ‏الرسالة التي أردت إيصالها إلى اللبنانيين وقوات اليونيفيل والجيش اللبناني؟

كان الهدف من زيارتي يومي 22 23 كانون الأول 2020 إلى لبنان، البلد الذي تقيم فرنسا معه ‏علاقة قوية للغاية تمتد جذورها على مدى التاريخ، إعادة التأكيد على الاهتمام الذي أبداه رئيس ‏الجمهورية إيمانويل ماكرون تجاه لبنان. في هذا السياق، كان من المهم إظهار دعمنا للجيش ‏اللبناني، وهو لاعب رئيس في أمن بلد الأرز واستقراره. وهذه هي الرسائل التي نقلتها إلى قائد ‏الجيش العماد جوزف عون.‏

في ما يخص القوات الفرنسية في اليونيفيل، إنّ مشاركة الجيوش الفرنسية في قوات الأمم المتحدة ‏المؤقتة في لبنان هي دليل ملموس آخر على مساهمة فرنسا في أمن البلاد واستقرارها، وبالتالي ‏في أمن المنطقة بأكملها. كما أنّ احتراف الجنود الفرنسيين والتزامهم، والدور الخاص الذي تؤدّيه ‏القوات المسلّحة الفرنسية، هي عوامل رئيسة في صدقيّة قوات الأمم المتحدة. إنّ التعاون ‏العملاني بين هذه القوات والجيش اللبناني يمثّل أحد أهم عوامل نجاحها، وهو ما يقوم به الجنود ‏الفرنسيون يوميًّا.‏

وفي ما يتعلق بالجيش اللبناني، أودّ أن أعرب له عن إعجابي بالعمل الذي ينجزه كل يوم ‏والاحترام الذي يوحي به للسكان. أدركُ أنّ الجيش اللبناني يتعرض لضغوط عملانيّة كبيرة، لا ‏سيما وأنّ البلاد غارقة في أزمة اقتصادية ومالية عميقة تُسبّب التوتر وتؤثر في الاستقرار. في ‏هذا الإطار، يعمل الجيش اللبناني بفاعلية وبشكل خاص ضد التهديد الإرهابي ذي الإلهام ‏الجهادي. إنّ التفكيك الأخير للخلايا النائمة يوضح هذا الالتزام الذي تمّ دفع ثمنه بالدم. أُحيّي ‏ذكرى شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في ساحة الشرف.‏

‏• كيف تقيّمون أداء الجيش اللبناني في المواقف الحرجة التي عاشها لبنان في العام 2020؟ وما ‏هي أمنياتكم للبنان في ظل هذا الوضع الصعب، وفي مواجهة الصراعات التي تعصف بالمنطقة؟

كانت المهمات التي نفّذها الجيش اللبناني في العام المنصرم لافتة للنظر، إذ وَجَبَ عليه أن يتعامل ‏مع زيادة غير مسبوقة في عدد المهمات بشكلٍ متزامن من دون أن يفشل، لا سيما غداة انفجار ‏مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. ساهم الجيش اللبناني بصورةٍ مثالية في ضمان استمرار عمل ‏أجهزة الدولة اللبنانية من خلال التدخل الفعال في جميع أوجه إدارة هذه الأزمة.‏

‏• في نهاية العـام 2020، كرّمتَ العماد عون ومنحته وسام جوقـة الشرف برتبة ضابط. كانت ‏رسالة مهمة للبنان كله. هل يمكنك التعليق على هـذا الحدث؟

هذا الوسام مكافأة لرجل هو العماد جوزف عون، بوصفه قائدًا عسكريًّا يتمتع بصفات إنسانية ‏وأخلاقية عظيمة. لقد تمّ تحقيق تقدّم نوعي تحت قيادته بشكل غير مسبوق، على صعيدَي الأداء ‏العملاني وتماسك الجيش اللبناني. نحن نكرّم أيضًا الشريك العسكري اللبناني، وهو شريك تَطوَّر ‏تعاوننا الدفاعي معه إلى مستوى متقدم. أخيرًا، وإلى جانب المزايا الفردية، يكرّم هذا الوسام ‏مؤسسةً عسكريةً بأكملها، أي الجيش اللبناني الذي ينبغي الإشادة بالتزامه حماية أمن البلاد.‏

‏• هل يمكنكم تأكيد مواصلة دعمكم للجيش اللبناني؟

ما يميّز دعمنا للجيش اللبناني هو الاستمرارية. تعرف قيادة الجيش اللبناني أنّ بإمكانها الاعتماد ‏على فرنسا في كل الظروف. فمنذ العام 2017، قدّمت فرنسا للمؤسسة العسكرية معدات تصل ‏قيمتها إلى 60 مليون يورو مجانًا، وقد درّبت مئات الضباط والرتباء اللبنانيين في فرنسا ولبنان. ‏واعتبارًا من العام 2015، نفّذت البحرية الفرنسية نحو 40 توقُّفًا في بيروت، ما يدل على ثقتنا ‏بهذا البلد. سيستمر دعمنا للجيش اللبناني وتعزيز قدراته لأنّ ذلك يعني ضمان أمن البلاد ‏واستقرارها.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 كانون الثاني 2021 12:11