2 شباط 2021 | 00:16

منوعات

خفافيش الفاكهة.. ذعر جديد أخطر من كورونا!‏

في الوقت الذي لا يزال فيه العالم مرتبكاً وهو يكافح وباء كورونا الذي أصاب أكثر من 103 ‏ملايين إنسان، وأودى بحياة أكثر من 2.2 مليون، أثيرت المخاوف، مؤخراً، بشأن احتمال تفشي ‏فيروس فتاك يعرف باسم "نيباه" أخطر من كورونا‎.‎

ووفق مقال لمنظمة الصحة العالمية في 2018، فإن "نيباه" هو فيروس حيواني المنشأ، ينتقل من ‏الحيوانات مثل الخفافيش أو الخنازير إلى البشر، ويمكن أيضاً أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث ‏أو مباشرة بين الناس. وتتراوح العدوى البشرية من العدوى بدون أعراض إلى عدوى الجهاز ‏التنفسي الحادة (خفيفة وشديدة) والتهاب الدماغ القاتل. كما يمكن أن يتسبب الفيروس في مرض ‏خطير بالحيوانات مثل الخنازير‎.‎

تم التعرف على فيروس نيباه لأول مرة عام 1999 أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير في ‏ماليزيا. ولم يتم الإبلاغ عن حالات تفشٍ جديدة في ماليزيا منذ عام 1999. كما تم التعرف عليه ‏في بنغلاديش عام 2001، وحدثت تفشّيات سنوية تقريباً في ذلك البلد منذ ذلك الحين. إلى ذلك تم ‏التعرف على المرض بشكل دوري في شرق الهند‎.‎

وقد تكون مناطق أخرى معرضة لخطر الإصابة، حيث تم العثور على دليل على الفيروس في ‏المستودعات الطبيعية لدى خفافيش من معروفة باسم الثعلب الطائر أو أكل الثمار العملاق ‏وبالاسم العلمي‎ Pteropus ‎مع عدد من أنواع الخفافيش الأخرى في عدة بلدان، بما في ذلك ‏كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين، وتايلاند‎.‎

وبحسب الصحة العالمية، تعد خفافيش الفاكهة من عائلة‎ Pteropodidae - ‎وخاصة الأنواع ‏التي تنتمي إلى‎ Pteropus - ‎المضيف الطبيعي لفيروس نيباه‎.‎

أول انتشار والفاشيات اللاحقة

خلال أول انتشار معترف به في ماليزيا، والذي أصاب سنغافورة أيضاً، نتجت معظم الإصابات ‏البشرية عن الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة أو أنسجتها الملوثة. ويُعتقد أن انتقال العدوى ‏قد حدث عن طريق التعرض غير المحمي لإفرازات الخنازير، أو الاتصال غير المحمي بأنسجة ‏حيوان مريض‎.‎

وفي التفشيات اللاحقة في بنغلاديش والهند، كان استهلاك الفاكهة أو منتجات الفاكهة (مثل ‏عصير النخيل الخام) الملوثة بالبول أو اللعاب من خفافيش الفاكهة المصابة هو المصدر الأكثر ‏احتمالاً للعدوى. كما تم الإبلاغ عن انتقال فيروس نيباه من إنسان إلى آخر بين أفراد الأسرة ‏ومقدمي الرعاية للمرضى المصابين‎.‎

سمعة سيئة

وفق صحيفة "الغارديان" تعد الخفافيش من صنف الثعالب الطائرة، الناقل الرئيسي لفيروس نيباه ‏في الطبيعة، خاصة في الصين وجنوب شرق آسيا وغينيا الجديدة وأستراليا‎.‎

وترتبط الخفافيش بسمعة سيئة لارتباطها بنشر الفيروسات. وبحسب دراسة سابقة أجراها باحثون ‏من جامعة "كامبريدج"، تعتبر الخفافيش من أكبر حاملي الفيروسات، وتعرّض الإنسان بنسبة ‏كبيرة للعدوى، لأنها تعيش على مقربة منه في أغلب الأحيان، كما تتنقل آلاف الكيلومترات أثناء ‏رحلاتها التي قد تستمر أشهر عدة‎.‎

إلى ذلك يمكن أن تكون الخفافيش موطناً لأنواع عديدة من الفيروسات، أبرزها فيروس "لاغوس" ‏والفيروسات المخاطية، ويمكن أن تنتقل هذه الفيروسات من الخفافيش للإنسان بسهولة، وفق ‏الدراسة‎.‎

خطورة الخفافيش

في تقرير لـbocimi update، أوضح رئيس وحدة علم الفيروسات بمعمل البحث العلمي في ‏معهد باستور بكمبوديا، فياسنا دوونغ، أن خفافيش الفاكهة يمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 100 ‏كيلومتر كل ليلة بحثاً عن الفاكهة، مضيفاً أن هذا يعني أن سكان المنطقة بحاجة إلى القلق، ليس ‏فقط بشأن الاقتراب الشديد من الخفافيش، ولكن أيضاً بشأن استهلاك المنتجات التي قد تكون ‏ملوثة من قبل الخفافيش المصابة بالفيروس، أحدها هو نيباه‎.‎

كما حدد دوونغ أيضاً حالة أخرى عالية الخطورة حيث أصبح روث الخفافيش سماداً شائعاً في ‏كمبوديا وتايلاند، فبالنسبة للكمبوديين، يمكن أن يكون بيع روث الخفافيش وسيلة حيوية لكسب ‏العيش

وأشار إلى أن هناك العديد من المواقع حيث يشجع السكان المحليون خفافيش الفاكهة، المعروفة ‏أيضاً باسم الثعالب الطائرة، على الجلوس بالقرب من منازلهم من أجل جمع وبيع روث الطائر، ‏في الوقت الذي لا يعرف العديد منهم المخاطر التي يواجهونها عند القيام بذلك، قائلاً: "60% من ‏الأشخاص الذين قابلناهم لم يعرفوا أن الخفافيش تنقل المرض، لا يزال هناك نقص بالمعرفة في ‏المجتمع‎".‎

تدمير موطن الخفافيش وانتشار "نيباه‎"‎

أدى تدمير موطن الخفافيش إلى انتشار عدوى فيروس نيباه في الماضي. وخلص الباحثون إلى ‏أن حرائق الغابات والجفاف المحلي دفع الخفافيش للخروج من بيئتها الطبيعية وأجبرتها على ‏التوجه نحو أشجار الفاكهة التي نمت في المزارع التي تربي الخنازير‎.‎

وتبيّن أن الخفافيش تطلق المزيد من الفيروسات عندما تكون تحت الضغط، بحسب دوونغ، الذي ‏قال إنه عادة يسمح للفيروس بالانتقال من الخفافيش إلى الخنازير وما بعده إلى المُربين‎.‎

كما تميل خفافيش الفاكهة إلى العيش في مناطق غابات كثيفة مع الكثير من أشجار الفاكهة ‏لتأكلها، وعندما يتم تدمير موطنها، تجد حلولاً جديدة، مثل الجلوس في المنزل أو على الأبراج ‏مثل ما حدث في أنغكور وات بكمبوديا‎.‎

إلى ذلك أضاف دوونغ أن "تدمير موطن الخفافيش واضطراب الإنسان من خلال الصيد يشجعها ‏على البحث عن أماكن بديلة‎".‎

‎"‎الخفافيش لها دور بيئي مهم‎!"‎

أما حول ما إذا كان التخلص من الخفافيش يقضي على نيباه، فقالت مديرة مختبر‎ One ‎Health Institute، تريسي غولدشتاين: "ليس إلا إذا أردنا أن نجعل الأمور أسوأ. فالخفافيش ‏لها دور بيئي مهم للغاية، حيث تقوم بتلقيح أكثر من 500 نوع من النباتات‎".‎

أضافت غولدشتاين: "هي تساعد أيضاَ في السيطرة على الحشرات، وتلعب دوراً مهماً للغاية في ‏السيطرة على الأمراض لدى البشر، على سبيل المثال، الحد من الملاريا عن طريق تناول ‏البعوض‎".‎

إلى ذلك لفتت إلى أن "إبادة الخفافيش أثبتت ضررها من منظور المرض وعلى البشر"، مؤكدة ‏أن هذا سيجعل البشر أكثر عرضة للخطر. فبقتل الحيوانات يزيد الخطر"‏‎.‎




العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 شباط 2021 00:16