5 شباط 2021 | 11:15

منوعات

للمتعافين.. الإصابة بفيروس كورونا الجديد "ممكنة‎"‎

حذّر أطباء من أن الأشخاص يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا، المسبب لوباء ‏كوفيد-19، مرتين، وأنهم يمكن أن يعانوا من نوبتين منفصلتين تماما من المرض، ‏وذلك في غضون 4 أشهر فقط‎.‎

ويأتي التحذير بعد ظهور أدلة على رجل أصيب بالفيروس مرتين خلال 4 أشهر، ‏دون ظهور أعراض واختبارات سلبية متسلسلة للفيروس‎.‎

ويقول الأطباء إن العدوى الأولى الحادة بفيروس كورونا قد تتبعها أعراض أكثر ‏اعتدالا في المرة الثانية‎.‎

الجدير بالذكر أنه تم الإبلاغ عن عدد قليل جدا من حالات الإصابة بالفيروس ‏مرتين، وفقا لما ذكره موقع سكاي نيوز البريطاني‎.‎

وأشارت دراسات سابقة إلى إمكانية الإصابة مرة أخرى بالعدوى، لكنها تميل إلى ‏الإشارة إلى حصول الناس بشكل عام على بعض المناعة لأكثر من 4 أشهر‎.‎

ويلفت الخبراء، الذين سلطوا الضوء على الحالة في مجلة "بي أم جاي كايس ‏ريبورتس"، الى أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا يمثل في الواقع ‏استمرار للإصابة الأولى بالفيروس، بدلا من الإصابة الجديدة بالعدوى الحقيقية‎.‎

كما يقول مؤلفو الدراسة التي تمت مراجعتها من قبل نظراء: "مع تطور وباء ‏كوفيد-19، أظهرت التقارير الناشئة أن عودة الإصابة بفيروس كورونا الجديد ‏ممكنة‎".‎

وشددوا على أهمية إجراء مزيد من الدراسات، مشيرين إلى أنه ومن المؤكد أن ‏الملاحظات المستقبلية ستلقي مزيدا من الضوء على هذا، إذا ثبتت صحة هذه ‏الفرضية‎.‎

وأشار الخبراء إلى أنه "لم يتم تحديد دور وجود أو عدم وجود الأجسام المضادة بعد ‏الإصابة الأولية لدى الناجين من الإصابة بالفيروس، ودورها في التخفيف من خطر ‏الإصابة مرة أخرى بكوفيد-19. ومع ذلك، فمن المعقول أن هذا التراجع في المناعة ‏أو عدم وجود الأجسام المضادة بعد النوبة الأولى من عدوى كورونا قد تجعل ‏الشخص أكثر عرضة للعدوى مرة أخرى‎".‎

حالة دراسية

وتتضمن الحالة التي أبرزها المؤلفون رجلا في الأربعينيات من عمره تم إدخاله ‏إلى المستشفى مصابا بعدوى خفيفة من كوفيد-19، بعد 4 أشهر من نوبة أولية ‏شديدة من المرض في أبريل 2020.‏

وكان المريض يعاني من داء السكري من النوع 2 يتم التحكم فيه جيدا، بالإضافة ‏إلى معاناته من غدة درقية غير نشطة، إلى جانب السمنة، وهي عوامل الخطر ‏المعروفة للإصابة الشديدة بكوفيد-19.‏

وعندما أصيب لأول مرة، تم نقله إلى المستشفى بسبب صعوبات في التنفس وأزيز ‏حاد ناجم عن تعطل تدفق الهواء إلى الرئتين.‏

وأصيب بفشل في الجهاز التنفسي، وتطلب تهوية ميكانيكية بواسطة جهاز التنفس ‏الصناعي، بالإضافة إلى مميعات الدم، إلى جانب العديد من الأدوية الأخرى ‏المستخدمة لعلاج كوفيد-19.‏

وخلال إقامته في المستشفى لمدة شهرين، أصيب بمجموعة من المضاعفات ‏الخطيرة قبل أن تستقر حالته ويخرج إلى مرفق رعاية الحالات الحادة لإعادة ‏تأهيله.‏

وفي الحالة الثانية في أغسطس 2020، أثبتت إصابته بفيروس كورونا، بعد 4 ‏اختبارات سلبية خلال الأشهر الثلاثة السابقة، وبقي في المستشفى ليوم واحد فقط.‏

ثم نُقل إلى المستشفى مرة أخرى بعد أسبوعين، وبقي فيه لمدة أسبوع آخر.‏

إصابة ثانية أم استمرار المرض؟

واقترح المؤلفون أن نتائج الاختبار الإيجابية التي تفصل بينها عدة أشهر قد تكون ‏بسبب الإصابة مرة أخرى بالفيروس، لكنهم أضافوا أن الأعراض الأكثر اعتدالا ‏في المرة الثانية يمكن أن تكون نتيجة المناعة المتبقية من العدوى الشديدة الأولى.‏

وقال داني التمان، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، لشبكة سكاي نيوز ‏إنه بينما لم يكن هناك سوى 100 حالة مؤكدة في جميع أنحاء العالم من الإصابة ‏مرة أخرى، فإن محادثاته مع الأطباء تشير إلى أنها "أكثر شيوعا مما كنا نتخيل".‏

وأضاف: "يمكن أن تحدث إعادة العدوى إلى حد ما".‏

وأوضح ألتمان أنه على الرغم من أن النوبات الثانية من المرض قد تكون أقل حدة، ‏بسبب الأجسام المضادة المتبقية، إلا أن دراسة جديدة أجريت في البرازيل قدمت ‏أدلة مقلقة على عكس ذلك.‏

وقال إن البحث وجد أن 30 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في نفس ‏المركز أصيبوا بالفيروس للمرة الثانية، وهو ما يمثل معدل الإصابة بنسبة 7 في ‏المئة، وأنهم كانوا يعانون من أعراض أسوأ مما كانت عليه أثناء الإصابة الأولى.‏

وقال: "واحد ممن أصيبوا بالفيروس بشكل معتدل في المرة الأولى، توفي في المرة ‏الثانية".‏

أضاف أنه كان من الصعب معرفة ما إذا كانت مثل هذه الحالات نتيجة لمتغيرات ‏متحولة للمرض، أو أن المصابين في المرة الأولى لم يطوروا أجساما مضادة.‏

وأظهر تقرير صادر عن هيئة الصحة العامة في إنكلترا، نُشر في كانون الثاني ‏‏(يناير)، أن الأجسام المضادة من عدوى فيروس كورونا السابقة توفر حماية بنسبة ‏‏83 في المئة لمدة 5 أشهر على الأقل.‏

ومع ذلك، وجد الباحثون 44 إصابة محتملة بكوفيد-19 بين 6614 مشاركا ‏أظهروا دليلا على الإصابة السابقة. ‏

وأشارت دراسة أخرى، شملت 1700 شخص، إلى أن ما يصل إلى 88 في المئة ‏من الأشخاص لا تزال لديهم أجسام مضادة في دمائهم لمكافحة فيروس كورونا بعد ‏‏6 أشهر من الإصابة بالفيروس.‏

في هذا السياق، قالت كبيرة علماء البنك الحيوي الإنكليزي، نعومي ألين: "رغم أننا ‏لا نستطيع أن نكون متأكدين من كيفية ارتباط وجود الأجسام المضادة بالمناعة، إلا ‏أن النتائج تشير إلى أنه يمكن حماية الناس من العدوى اللاحقة لمدة 6 أشهر، على ‏الأقل، بعد الإصابة الطبيعية".‏



سكاي نيوز عربية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 شباط 2021 11:15