9 شباط 2021 | 08:26

أخبار لبنان

عودة خليجيّة… والبابا قلق على هويّة لبنان

‏ كتبت صحيفة النهار تقول: ثمانية أيام فقط فصلت بين رحيل رمزين سياسيين كبيرين ميشال ‏المر في نهاية كانون الثاني الفائت، وجان عبيد امس، كانت كفيلة بأن ترخي على لبنان مزيدا من ‏أجواء ثقيلة حزينة وقلقة لافتقاد قماشات تجسد الركائز الأصيلة للسياسات الحكيمة المتوازنة ‏والحلول المرتجاة خصوصا في عز انزلاق لبنان نحو انهيارات تفتقد من هم مثل جان عبيد ‏العابر لكل الفوارق والانقسامات والتمزقات والعامل طوال عمره السياسي على التوحيد والتوافق ‏والحوار. وإذ يرتفع برحيل النائب جان عبيد عدد المقاعد النيابية الشاغرة في مجلس النواب الى ‏عشرة بفعل الاستقالة او الوفاة، يبدو صعبا للغاية التكهن بالفرص الممكنة لاجراء انتخابات نيابية ‏فرعية لملء المقاعد الشاغرة سواء بسبب استشراء جائحة كورونا او بسبب "الشغور" الحكومي ‏وتعذر التكهن بأي موعد افتراضي لنهاية ازمة تعطيل تاليف الحكومة الجديدة. ولذا تركزت ‏الاهتمامات في الساعات الأخيرة على محاولة استكشاف مجموعة مؤشرات أوحت إيجابا لبعض ‏الأوساط السياسية المعنية لجهة ما قالت هذه الأوساط انه قد يَصْب في خانة تحريك جدي لتشكيل ‏الحكومة. فعلى رغم ان غموضا اكتنف الإعلان المفاجئ عن زيارة سيقوم بها اليوم وزير ‏الخارجية القطري لبيروت وسط ترجيح ان تنحصر بموضوع مد لبنان بمساعدات حيوية في هذا ‏الظرف الخطير، فان الأوساط السياسية المشار اليها لم تستبعد ما ذكر عن عودة خليجية الى ‏بيروت توسم بها إيجابا معظم القوى السياسية مع عودة السفير السعودي في بيروت قبل يومين ‏ومن ثم مع زيارة الوزير القطري اليوم. وكانت السفارة القطرية في بيروت أعلنت ان نائب ‏رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني سيزور لبنان ‏اليوم حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية ‏ميشال عون نحو الساعة 11.50 قبل الظهر. وعلم ان وفدا يرافق الوزير القطري ويضم ‏السفراء محمد الجابر وسعد الخرجي ومشعل المزروعي والسيد عبدالله السليطي. المؤشر الثاني ‏حيال الواقع الحكومي تمثل في الزيارة التي قام بها وفد من "التيار الوطني الحر" للصرح ‏البطريركي في بكركي امس غداة المواقف البارزة اتي اعلنها البطريرك الماروني بشارة بطرس ‏الراعي الاحد الماضي في شأن الملف الحكومي كما في موضوع دعوته الى عقد مؤتمر دولي ‏تحت مظلة الأمم المتحدة لمقاربة الوضع في لبنان. وعلمت "النهار" في هذا السياق ان موقف ‏البطريرك الراعي اثار قلقا لدى العهد وتياره السياسي لجهة انه شكل أقوى ادانة ضمنية للدولة ‏والسلطة والحكومة في ظل العهد وترك ترددات قوية خارجية وداخلية من شأنها اثبات الفشل ‏المحكم للعهد في إدارة الازمة الى حدود جعلت البطريرك يطرح بجدية بالغة موضوع السعي الى ‏عقد مؤتمر دولي. وعقد لقاء الراعي ووفد "التيار الوطني الحر" في ظل هذا الموقف والإحراج ‏الذي تسبب به للعهد وتياره السياسي. ولوحظ على الأثر ان كلام الوفد بلسان الوزير السابق ‏منصور بطيش بدا كأنه يتحدث باسم رئيس الجمهورية اذ ركز على رغبة الرئيس في تشكيل ‏الحكومة بأسرع وقت، لكنه كرر دعوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى المبادرة للقاء ‏عون. كما ان مؤشرا ثالثا برز في سياق تحريك المسار الحكومي وتمثل في المعلومات التي ‏تحدثت عن وصول الموفد الرئاسي الفرنسي مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون باتريك دوريل ‏الى بيروت في نهاية الأسبوع الحالي للقاء عدد من المسؤولين وستتركز محادثاته على استكشاف ‏المنافذ الممكنة لتشكيل الحكومة الجديدة.‏

البابا ولبنان

في أي حال اكتسب موقف البطريرك الراعي دلالة بارزة جديدة من خلال تطرق البابا فرنسيس ‏امس في خطابه امام السلك الديبلوماسي في الفاتيكان الى الوضع في لبنان بما ينسجم تماما مع ‏صرخات البطريرك ومواقفه اذ ورد في خطاب البابا الآتي :"…وأتمنّى كذلك تجديد الالتزام ‏السياسي الوطني والدولي من أجل تعزيز استقرار لبنان، الذي يمرّ بأزمة داخلية والمُعرَّض ‏لفقدان هويّته ولمزيد من التورّط في التوتّرات الإقليمية. من الضروري للغاية أن يحافظ البلد على ‏هويّته الفريدة، وذلك أيضًا من أجل ضمان شرق أوسط متعدّد ومتسامح ومتنوّع، حيث يستطيع ‏الوجود المسيحي أن يقدّم مساهمته وألّا يقتصر على أقلّية يجب حمايتها. إن المسيحيّين يشكّلون ‏النسيج الرابط التاريخي والاجتماعي للبنان، ومن خلال الأعمال التربويّة والصحّية والخيريّة ‏العديدة، يجب أن تُضمَنَ لهم إمكانيّة الاستمرار في العمل من أجل خير البلد الذي كانوا من ‏مؤسّسيه. فقد يتسبّب إضعافُ الوجود المسيحي بفقدان التوازن الداخليّ والواقع اللبناني نفسه. ‏ومن هذا المنظور، يجب أيضًا معالجة وجود اللاجئين السوريّين والفلسطينيّين. فالبلد إضافة ‏لذلك، دون عمليّة عاجلة لإنعاش الاقتصاد وإعادة الإعمار، مُعرّض لخطر الإفلاس، مع ما قد ‏ينتج عنه من انحرافات أصوليّة خطيرة. لذلك فمن الضروريّ أن يتعهّد جميع القادة السياسيّين ‏والدينيّين، واضعين جانبًا مصالحهم الخاصّة، بالسعي لتحقيق العدالة وتنفيذ إصلاحات حقيقية ‏لصالح المواطنين، فيتصرّفوا بشفافية ويتحمّلوا مسؤولية أفعالهم".‏

الى ذلك بدأ امس تنفيذ المرحلة الأولى من الإجراءات المخففة للتعبئة الصحية والاقفال العام ‏والتي شملت فتح عدد محدود من القطاعات الحيوية وسط أجواء معقولة لجهة الاستجابة للتدابير ‏باستثناء احتجاجات للتجار في عدد من المناطق للاستمرار في قرار منعهم عن فتح متاجرهم . ‏اما اعداد الإصابات بكورونا فسجلت انخفاضا طفيفا اذ بلغت 2063 إصابة فيما ظلت نسبة ‏الوفيات مرتفعة وبلغت 61 حالة وفاة.‏



النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 شباط 2021 08:26