وجّه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة التهنئة إلى شعب دولة الإمارات والمقيمين والأمة العربية بنجاح مسبار الأمل في مهمته، مشيداً بالجهد الاستثنائي لأبناء الإمارات الذين حولوا الحلم إلى واقع، وحققوا طموحات أجيال من العرب ظل يراودها أمل وضع قدم راسخة في سباق الفضاء الذي ظل حكراً على عدد محدود من الدول.
وقال: "هذا الانجاز لم يكن ليتحقق لولا المثابرة على مشروع ظهرت فكرته أواخر العام 2013 على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الذي تابعه لحظة بلحظة حتى وصوله إلى وجهته بسلام"، كما أشاد بصاحب السموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي سخر له كل الدعم ليتحقق الأمل ونراه ويراه العالم معنا بانبهار وتقدير، "فكل التحية لسموهما ولفريق العمل الوطني من باحثين وعلماء".
وأشاد بالمشروع كونه نشأ نتيجة جهد مؤسّسي مخلص ودؤوب ومن رؤية طموحة هدفها خدمة المشروع الوطني الإماراتي خاصة والبشرية والمجتمع العلمي عامة ومحققا آمال الملايين من العرب بأن تكون لهم قدم راسخة في مجال استكشاف الفضاء.
وكانت دولة الإمارات قد دخلت، مساء اليوم، التاريخ كأول دولة عربية تصل إلى المريخ، وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز بعدما نجح مسبار الأمل، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، في الوصول إلى الكوكب الأحمر، متوجةً بذلك الخمسين عاماً الأولى منذ تأسيسها عام 1971 بحدث تاريخي وعلميغير مسبوق على مستوى المهمات المريخية السابقة، حيث تستهدف المهمة المريخية الاستكشافية الإماراتية إلى تقديم بينات علمية لم يتوصل إليها الإنسان من قبل عن الكوكب الأحمر.
ونجح "مسبار الأمل" عند الساعة 7:42 مساء اليوم في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلو متر، ليشكل وصوله إلى الكوكب الأحمر استعداداً لبدء مهمته العلمية من خلال توفير ثروة من البيانات العلمية للمجتمع العلمي في العالم علامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات التنموية المتسارعة، وليكون هذا الإنجاز احتفالاً يليق باليوبيل الذهبي لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ملخصاً قصتها الملهمة، كدولة جعلت ثقافة اللامستحيل فكراً ونهج عمل وترجمةً حيةً على الأرض.
وأصبحت دولة الإمارات أول الواصلين إلى مدار الكوكب الأحمر ضمن ثلاث مهمات فضائية أخرى تصل خلال شهر فبراير الجاري إلى المريخ، تقودها بالإضافة إلى الإمارات، كٌّل من الولايات المتحدة والصين.
وهنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شعب الإمارات والأمة العربية بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، حيث حرص سموهما على متابعة اللحظة التاريخية من محطة التحكم الأرضي بمسبار الأمل في الخوانيج بدبي. كما أشاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء بفريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من المهندسين والمهندسات من الكوادر الوطنية الشابة، والجهود التي بذلوها على مدى أكثر من ست سنوات في سبيل تحويل حلم المريخ إلى واقع نحتفي به اليوم.
أعظم احتفال باليوبيل الذهبي
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "هذا الإنجاز التاريخي بوصول مسبار الأمل إلى المريخ هو أعظم احتفالبالذكرى الخمسين لقيام اتحاد الإمارات.. ويؤسس لانطلاقتهاالجديدة في الخمسين عاماً المقبلة..مع أحلام وطموحاتلا سقف لها"،مضيفاً سموه: "سنواصل تحقيق الإنجازات وسنبني عليها إنجازات أكبر وأعظم".
ولفت إلى أن "الإنجاز الحقيقي الذي نفخر بههو نجاحنا في بناء قدرات علمية إماراتية تشكل إضافةً نوعيةً للمجتمع العلميالعالمي".
وقال: "نهديإنجاز المريخإلى شعب الإمارات وإلى الشعوب العربية.. نجاحنايثبت أن العرب قادرونعلى استعادة مكانتهم العلمية.. وإحياء أمجاد أسلافنا الذين أنارت حضارتهم ومعارفهم ظلمات العالم".
وختم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول: "نتوج احتفالنا بيوبيل الإمارات الذهبي بمحطة المريخ.. وشبابنا الإماراتي والعربي مدعون لركوب قطار الإمارات العلمي السريع الذي انطلق بأقصى سرعة".
نهضة علمية مستدامة
من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن "نجاح مسبار الأمل في الوصول إلى مداره حول المريخ يمثل إنجازاً عربياً وإسلامياً.. تحقق بعقول وسواعد أبناء وبنات زايد، ليضع الدولة في مصاف الدول التي وصلت لعمق الفضاء"، مشيراً سموه إلى أن "وصول الإمارات للمريخ يحتفي بمسيرة الخمسين عاماً بما يليق بتجربة دولتنا ويعكس صورتها الحقيقية للعالم".
أضاف: "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يمهد لـ 50 عاماً جديدة من النهضة العلمية المستدامة في دولة الإمارات".
وعبّر عن اعتزازه بهذا الإنجاز الإماراتي والعربي التاريخي الذي قادته الكوادر الوطنية من العلماء والمهندسين الإماراتيين، مؤكداً بأن: "ثروة الإمارات الحقيقية والأغلى هي الإنسان.. واستثمار الوطن بأبنائه وبناته يشكل مرتكزاً أساسياً في كافة سياساتنا واستراتيجياتنا التنموية".
وأوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائلاً: "شباب الإمارات المتسلحون بالعلم والمعرفة هم الذين سيقودون مسيرتنا التنموية والنهضوية للخمسين سنة المقبلة.. ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أسهم في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة مؤهلة لتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الفضاء".
إنجاز بحجم الفضاء
في السياق ذاته، قال الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء أن "نجاح مسبار الأمل في رحلته الفضائية التاريخية وصولاً إلى مداره حول الكوكب الأحمر، يعد إنجازاً إماراتياً وعربياً بحجم الفضاء"، مؤكداً سموه بأن "مشروع الإمارات الاستكشاف المريخ يُسطر فصلاً جديداً في سجل إنجازات الإمارات في مجالعلوم الفضاء على مستوى عالمي، ويدعم جهود الدولة في بناء اقتصاد معرفي مستدام قائم على الصناعات التكنولوجية المتقدمة".
وقدم التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على هذا الإنجاز، لافتاً إلى أن "احتفال دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لتأسيسها أصبح مقترنا بالوصول للمريخ.. وهذا الإنجاز يضع مسؤولية كبيرة أمام الأجيال القادمة التي ستبني عليه في الخمسين سنة المقبلة".
متابعة مليونية
وكان الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم قد تابعوا بترقب اللحظة التاريخية لدخول مسبار الأمل مدار الالتقاط حول كوكب المريخ، من خلال تغطية حية ضخمة نقلتها محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ضمن فعالية كبرىنُظمت بدبي في محيط برج خليفة، أطول بناء من صنع الإنسان في العالم، والذي اكتسى إلى جانب المعالم الرئيسية في الدولة والعالم العربيبلون الكوكب الأحمر، وذلك لمتابعة اللحظات الحاسمة لوصول المسبار، بحضور وكالات الأنباء العالمية وممثلي وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المحلية والإقليمية ونخبة من المسؤولين وأعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل".
وقد تضمنت الفعالية العديد من الفقرات التي سلطت الضوء على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من الفكرة إلى التنفيذ، ورحلة دولة الإمارات مع حلم الفضاء وكيفية تحقيقه من خلال تأهيل وإعداد كوادر إماراتية علمية على قدر كبير من الخبرة والكفاءة. كما شهدت الفعالية عرضاًمبهراً بالليزر على واجهة برج خليفة تم تنفيذها بتقنية رفيعة المستوى، استعرضت رحلة مسبار الأمل والمراحل التي مر بها المشروع وجهود الكوادر الإماراتية التي شاركت في تحقيق هذا الحلم.
عرض توضيحي ولقاء إعلامي
وقدمت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، عرضاً توضيحياً مفصلاً باللغتين العربية والإنجليزية لأهم مرحلة من مراحل رحلة مسبار الأمل، والمتمثلة في مرحلة دخول مدار المريخ، كونها الأهم والأكثر خطورة، وتعد حاسمة فيما سيؤول إليه مستقبل المهمة الاستكشافية.
وتضمنت الفعالية عقد لقاء إعلامي بين عدد من أعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، بقيادة معالي سارة الأميري، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية تناولت مختلف جوانب المشروع والتحديات التي مر بها، وصولاً إلى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، كما سلطت الضوء على المهمة المريخية للمسبار ذات الأهداف العلمية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، والمراحل التالية التي سيمر بها المسبار طوال مهمته في استكشاف الكوكب الأحمر على مدار سنة مريخية كاملة تعادل عامين أرضيين.
وتخلل الفعالية الاتصال المباشر عبر الفيديو مع فريق العمليات والمهندسين في محطة التحكم الأرضي في مركز محمد بن راشد للفضاء في الخوانيج بدبي، حيث قدم المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، أحدث التحديثات والمستجدات، أولاً بأول، في ما يتعلق بمسار مسبار الأمل في الدقائق الأخيرة الفاصلة من رحلته تمهيداً لدخوله مدار المريخ.
نجاح مرحلة دخول مدار الالتقاط
وكانت اللحظات الحاسمة لمرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر قد بدأت عند الساعة 7:30 مساء بتوقيت دولة الإمارات، مع قيام مسبار الأمل ذاتياً، وفقاً لعمليات البرمجة التي كان فريق العمل قد أجراها مسبقاً قبل إطلاقه، ببدء تشغيل محركاته الستة للدفع العكسي "دلتا في" لإبطاء سرعته من 121 كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، مستخدماً نصف ما يحمله من وقود، في عملية استغرقت 27 دقيقة. وانتهت عملية حرق الوقود عند الساعة 7:57 مساء ليدخل المسبار بأمان إلى مدار الالتقاط، وعند الساعة 8:08 مساءً تلقت المحطة الأرضية في الخوانيج إشارة من المسبار بنجاح مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، لتكتب دولة الإمارات اسمها بحروف بارزة في تاريخ المهمات الفضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وبنجاحه في إنجاز مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، يكون مسبار الأمل قد أنجز أربع مراحل رئيسية في رحلته الفضائية منذ إطلاقه في 20 يوليو 2020 من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ "إتش 2 إيه"، وهي بالترتيب: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، ومرحلة الدخول إلى المدار. ويتبقى أمامه مرحلتان هما: الانتقال إلى المدار العلمي، وأخيراً المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية الخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.
اليوم الأول لـ"الأمل" حول المريخ
مع نجاح مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط، بدأ مسبار الأمل يومه الأول حول كوكب المريخ، وأصبح فريق المحطة الأرضية قادراً على التواصل مع المسبار للتأكد أن هذه المرحلة، التي كانت أكثر مراحل المهمة الفضائية دقة وخطورة، لم تؤثر على المسبار وأنظمته الفرعية والأجهزة العلمية التي يحملها.
ووفقاً لما هو مخطط له قد تستغرق هذه العملية من 3 إلى 4 أسابيع، يكون فيها الفريق على تواصل دائم مع المسبار على مدار 24 ساعة يومياً، عبر مناوبات متتابعة، علماً بأن المسبار سيكون قادراً أثناء هذه المرحلة من التقاط أول صورة للمريخ خلال أسبوع من وصوله بنجاح إلى مدار الالتقاط.
الانتقال إلى المدار العلمي
وبعد التأكد من كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية، سيقوم فريق المشروع ببدء تنفيذ المرحلة التالية من رحلة المسبار وهي الانتقال إلى المدار العلمي عبر مجموعة عمليات لتوجيه مسار المسبار لنقله إلى هذا المدار بأمان، وذلك باستخدام المزيد من الوقود الذي يحمله المسبار على متنه، وسوف تتبع ذلك عمليات رصد دقيقة لموقع المسبار للتأكد من وجوده في المدار الصحيح، وبعدها سوف يتم إجراء عمليات معايرة شاملة لأنظمة المسبار (الأصلية والفرعية)، تشبه تلك التي كان الفريق قد أجراها عقب عملية إطلاق المسبار في العشرين من يوليو الماضي، وقد تمتد عمليات المعايرة وإعادة ضبط أنظمة المسبار نحو 45 يوماً، إذ يتم معايرة كل نظام على حدة، علماً بأن كل عملية تواصل مع المسبار في هذه المرحلة تستغرق ما بين 11 إلى 22 دقيقة نظراً لبعد المسافة بين كوكبي الأرض والمريخ.
المرحلة العلمية
وبعد إنجاز كل هذه العمليات تبدأ المرحلة الأخيرة في رحلة المسبار وهي المرحلة العلمية المقرر لها أن تبدأ في شهر أبريل المقبل، حيث سيقوم مسبار الأمل بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ المريخ والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة، ما يجعله فعلياً أول مرصد جوي للكوكب الأحمر.
وسوف تستمر مهمة المسبار سنة مريخية كاملة (687 يوماً أرضياً)، بحيث تمتد حتى أبريل 2023، لضمان أن ترصد الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه كل البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذ تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.
ويحمل مسبار الأمل على متنه ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة، قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة مما يمنح المجتمع العلمي العالمي فهماً أعمق للتغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب الأحمر ودراسة أسباب تآكل غلافه الجوي.
وترصد هذه الأجهزة، وهي كاميرا الاستكشاف الرقمية والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية، كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا لكوكب المريخ، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريس الكوكب المتنوعة.
وسيجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات، وسوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.
مشروع اليوبيل الذهبي
وكانت رحلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" قد بدأت فعلياً كفكرة قبل سبع سنوات، من خلال خلوة وزارية استثنائية دعا لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جزيرة صير بني ياس في أواخر العام 2013، حيث قاد سموه عصفاً فكرياً مع أعضاء مجلس الوزراء وعدد من المسؤولين استعرض فيه معهم جملة أفكار للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد في العام، وقد تبنت الخلوة يومها فكرة إرسال مهمة لاستكشاف المريخ، كمشروع جريء، ومساهمة إماراتية في التقدم العلمي للبشرية، بشكل غير مسبوق.
وتحولت هذه الفكرة إلى واقع، عندما أصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في العام 2014 مرسوماً بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، أُطلق عليه اسم "مسبار الأمل"، بحيث يتولى مركز محمد بن راشد للفضاء التنفيذ والإشراف على مراحل تصميم المسبار وتنفيذه، بينما تمول الوكالة المشروع وتشرف على الإجراءات اللازمة لتنفيذه.
تجربة حافلة بالتحديات
وعلى مدى أكثر من ست سنوات من العمل على "مسبار الأمل"، تصميما وتنفيذا وبناء من الصفر، شهد المشروع تحديات جمّة، شكل تخطيها قيمة مضافة له. وكانت أولى هذه التحديات إنجاز المهمة الوطنية التاريخية لتصميم وتطوير المسبار خلال 6 سنوات، حتى يتزامن وصوله مع احتفالات الدولة بيومها الوطني الخمسين، في حين أن المهام الفضائية المثيلة يستغرق تنفيذها ما بين 10 أعوام إلى 12 عاماً، حيث نجح فريق مسبار الأمل من كوادر وطنية عالية الكفاءة في هذا التحدي، محولين الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة إلى حافز إضافي دفعهم لبذل المزيد من الجهد.
وكان هناك تحد جديد تمثل في كيفية نقل المسبار إلى محطة الإطلاق في اليابان بالتزامن مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" عالمياً، وهو ما ترتب عليه إغلاق المطارات والموانئ حول العالم، ووضع قيود صارمة على التنقل بين الدول ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي الفيروس، وكان على فريق العمل أن يضع خططاً بديلة لنقل المسبار في الموعد في ضوء هذا التحدي المستجد، حتى يكون جاهزاً للإطلاق في التوقيت المحدد سلفاً في منتصف يوليو 2020، وهنا سجل الفريق إنجازاً جديداً في مسيرة تخطي التحديات، إذ نجح في نقل المسبار إلى محطة تانيغاشيما اليابانية، في رحلة استغرقت أكثر من 83 ساعة براً وجواً وبحراً، ومرت بثلاث مراحل رئيسية، روعي خلالها اتخاذ تدابير وإجراءات لوجستية محكمة، لضمان إيصال المسبار إلى وجهته النهائية قبل الإطلاق في وضعية مثالية.
إعادة جدولة الإطلاق
ثم جاءت اللحظة الحاسمة التي ظل فريق العمل يترقبها بفارغ الصبر طوال ست سنوات من العمل الدؤوب، وهي لحظة الإطلاق التي تحدد لها الساعة الأولى من صباح يوم 15 يوليو 2020 بتوقيت الإمارات، ولكن مسلسل التحديات استمر، إذ تبين أن الظروف الجوية غير ملائمة لإطلاق الصاروخ الذي سيحمل المسبار، ليقوم فريق العمل بإعادة جدولة موعد الإطلاق ضمن "نافذة الإطلاق" الممتدة من 15 يوليو وحتى 3 أغسطس، علماً بأن عدم نجاح الفريق في إنجاز عملية الإطلاق خلال هذه الفترة كان يعني تأجيل المهمة بأكملها لمدة عامين. وبعد دراسات دقيقة لتنبؤات الأحوال الجوية بالتعاون مع الجانب الياباني قرر الفريق إطلاق مسبار الأمل في 20 يوليو 2020، عند الساعة 01:58 صباحاً بتوقيت الإمارات.
ولأول مرة في تاريخ المهام الفضائية لاستكشاف الفضاء يتردد العد التنازلي باللغة العربية، إيذاناً بإطلاق مسبار الأمل، وسط متابعة مئات الملايين من الدولة والمنطقة والعالم الحدث التاريخي، وحبس الجميع أنفاسهم انتظاراً للحظات الحاسمة التي سيصعد خلالها الصاروخ مخترقاً الغلاف الجوي للأرض بسرعة 34 ألف كيلومتر في الساعة حاملاً مع مسبار الأمل، وما هي إلا دقائق حتى تأكد نجاح عملية الإطلاق، ثم انفصال المسبار عن صاروخ الإطلاق بنجاح، ومن ثماستلام أول إشارة من المسبار في رحلته التي امتدت سبعة أشهر التي قطع خلالها أكثر من 493 مليون كيلومتر. كما تلقى المسبار أول أمر من محطة التحكم الأرضية بالخوانيج في دبي بفتح الألواح الشمسية وتشغيل أنظمة الملاحة الفضائية وإطلاق أنظمة الدفع العكسي، ليشكل ذلك فعلياً بداية رحلة المسبار الفضائية إلى الكوكب الأحمر.
مراحل رحلة المسبار في الفضاء
هذا وكانت المرحلة الأولى من عملية الإطلاق قد شهدتاستخدام محركات الصاروخ التي تعمل بالوقود الصلب، وبمجرد اختراق الصاروخ للغلاف الجوي تم التخلص من الغطاء العلوي له الذي كان يحمي "مسبار الأمل". وتم في المرحلة الثانية من عملية الإطلاق التخلص من محركات المرحلة الأولى، ووضع المسبار في مدار الأرض، لتعمل بعد ذلك محركات المرحلة الثانية على وضع المسبار في مساره نحو الكوكب الأحمر من خلال عملية محاذاة دقيقة مع المريخ. وكانت سرعة المسبار في هذه المرحلة 11 كيلومتر في الثانية الواحدة، أي 39600 كيلومتر في الساعة.
ثم انتقل مسبار الأمل إلى المرحلة الثانية من رحلته، والمعروفة بمرحلة العمليات المبكرة، وفيها بدأت سلسلة من الأوامر المعدة مسبقاً بتشغيل "مسبار الأمل". وشملت هذه العمليات تنشيط الكمبيوتر المركزي، وتشغيل نظام التحكم الحراري لمنع تجمد الوقود، وفتح الألواح الشمسية واستخدام المستشعرات المخصصة لتحديد موقع الشمس، لتبدأ بعدها مناورة تعديل موضع المسبار وتوجيه الألواح نحو الشمس، من أجل بدء عملية شحن البطاريات الموجودة على متن المسبار. وفور انتهاء العمليات السابقة بدأ "مسبار الأمل" في إرسال سلسلة من البيانات هي أول إشارة تصل إلى كوكب الأرض، وهذه الإشارة تم التقاطها من ِقبل شبكة مراقبة الفضاء العميق وبالأخص المحطة التي تقع في العاصمة الإسبانية مدريد.
توجيه مسار المسبار
وفور تلقي المحطة الأرضية في دبي هذه الإشارة، باشر فريق العمل بإجراء سلسلة من الفحوصات للتأكد من سلامة المسبار استمرت لمدة 45 يوماً، فحص خلالها فريق العمليات والفريق الهندسي للمسبار جميع الأجهزة للتأكد من عمل الأنظمة والأجهزة الموجودة على متن المسبار بكفاءة. وفي هذه المرحلة، تمكنفريق "مسبار الأمل"من توجيهه ليكون في أفضل مسار صوب الكوكب الأحمر، حيث نجح الفريق في إجراء أول مناورتين، الأولى في 11 أغسطس والثانية في 28 من أغسطس 2020.
وبعد إنجاز مناورتي توجيه المسار بنجاح، بدأت المرحلة الثالثة في رحلة "مسبار الأمل"، عبر سلسلة من العمليات الاعتيادية، إذ تواصل الفريق مع المسبار عبر محطة التحكم الأرضي بواقع مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، مدة كل منها تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات. وفي الثامن من نوفمبر الماضي، أنجز فريق عمل مسبار الأمل بنجاح مناورة توجيه المسار الثالثة، ليتحدد على إثرها موعد وصول المسبار إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير 2021 عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات.
وخلال هذه المرحلة أيضاً قام فريق العمل بتشغيل الأجهزة العلمية لأول مرة في الفضاء وفحصها وضبطها، وذلك عبر توجيهها نحو النجوم للتأكد من سلامة زوايا المحاذاة الخاصة بها، والتأكد من أنها جاهزة للعمل بمجرد وصولها إلى المريخ. ومع نهاية هذه المرحلة اقترب "مسبار الأمل" من المريخ لتبدأ أهم مراحل مهمته التاريخية لاستكشاف الكوكب الأحمر وأكثرها خطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ.
الدقائق الأصعب
وتعد مرحلة الدخول إلى مدار المريخ والتي استغرقت 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر من أصعب وأخطر مراحل المهمة، وتعرف هذه المرحلة بـ"الدقائق العمياء"، حيث كان التحكم فيها تلقائياً من دون أي تدخل من المحطة الأرضية، إذ عمل المسبار طوال هذا الوقت بشكل ذاتي.
وفي هذه المرحلة، ركز فريق العمل على إدخال مسبار الأمل في مدار الالتقاط حول المريخ بشكل آمن، ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح تم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات المسبار لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، واستمرت عملية حرق الوقود باستخدام محركات الدفع العكسي (دلتا في) لمدة 27 دقيقة لتقليل سرعة المسبار من 121,000 كم/ساعة إلى 18,000 كم/ساعة، ونظراً لكونها عملية دقيقة، فقد تم تطوير أوامر التحكم لهذه المرحلة عبر دراسة عميقة من الفريق حددوا في كل السيناريوهات التي يمكن أن تحدث بالإضافة الى كل الخطط التحسينية لتكون الأوامر جاهزة لهذه اللحظة الحرجة. وبعد نجاح هذه المهمة دخل المسبار في مداره الأولي البيضاوي الشكل، حيث تصل مدة الدورة الواحدة حول الكوكب فيه إلى 40 ساعة، وسيتراوح ارتفاع المسبار أثناء تواجده في هذا المدار من 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ إلى 49,380 كيلومتر. ويستمر المسبار في هذا المدار لعدة أسابيع لإعادة فحص واختبار جميع الأجهزة الفرعية الموجودة على متن المسبار قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية.
ولاحقاً، تبدأ المرحلة السادسة والأخيرة وهي المرحلة العلمية، وخلالها سيتخذ "مسبار الأمل" مداراً بيضاوياً حول المريخ على ارتفاع يتراوح ما بين 20,000 إلى 43,000 كيلومتر، ويستغرق فيه المسبار 55 ساعة لإتمام دورة كاملة حول المريخ. ويعد المدار الذي اختاره فريق مسبار الأمل مبتكراً للغاية وفريداً من نوعه، وسيسمح لمسبار الأمل بإمداد المجتمع العلمي بأول صورة متكاملة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ وطقسه خلال عام كامل. وستقتصر عدد مرات اتصال "مسبار الأمل" مع المحطة الأرضية على مرتين فقط في الأسبوع وتتراوح مدة الاتصال الواحد ما بين 6 إلى 8 ساعات، وتمتد هذه المرحلة لعامين، ومن المخطط أن يجمع المسبار خلالها مجموعة كبيرة من البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ وديناميكياته. وسيتم توفير هذه البيانات العلمية إلى المجتمع العلمي عبر مركز البيانات العلمية التابع لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
Marking the Arab world’s entry in space exploration
Hope Probe successfully arrives to Mars after complex maneuver
UAE President His Highness Sheikh Khalifa bin Zayed Al Nahyan congratulated UAE citizens and residents and people of the wider region for the success of the UAE’s Hope Probe arrival to Mars in the first-ever Arab interplanetary mission that marks the Arab world’s entry in the global race of space exploration.
The UAE made history on Tuesday evening, Feb.9, as the first Arab nation, and the fifth in the world, to reach Mars after the Hope Probe successfully entered the Red Planet’s orbit on, at 7:42pm.
The probe overcame the most critical part of its mission, the Mars Orbital Insertion (MOI) that involvedreversing and firing its six Delta V thrusters to rapidly reduceits speed from 121,000 km/h to 18,000 km/h. During the 27-minute critical phase, the contact kept with the probe was kept to a minimum.
Hailing the historic breakthrough, Sheikh Khalifa bin Zayed Al Nahyan said, “This historic achievement would not have been possible without the persistence and determination to implement the idea that emerged at the end of 2013 by His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Vice President and Prime Minister of UAE and Ruler of Dubai, who followed it up closely until its success.”
He also praised the efforts of His Highness Sheikh Mohamed bin Zayed Al Nahyan, Crown Prince of Abu Dhabi and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces, in dedicating all kinds of support needed to make the dream come true. “Thanks to both leaders and the team of scientists and engineers behind the project for proving to the world that the UAE is capable of achieving the impossible.”
Sheikh Khalifa bin Zayed hailed the space project, which was the outcome of solid institutional collaboration and a bold vision that aimed to serve mankind and the international science community.
The Hope Probeis the first of three exploration missions to arrive to the Red Planet in February. China and the US are leading ambitious projects to Mars, scheduled to arrive on Feb. 10 and Feb. 18 respectively. Hope probe’s arrival to Mars, after travelling 493 million kilometres in a seven-month journey in space, marks the UAE’s 50th anniversary celebrations.
Now that it has entered the Martian orbit, the Probe will transition to the Science phase– transmitting its first image of Mars back to Earth within just one week.
The Rulers of Dubai and Abu Dhabi celebrated the project as a great success for the UAE, the wider Arab region and the global scientific community following six years of technical and logistical efforts to complete the project. They hailed the team of engineers and scientists behind the project who made the Arab team come true after relentless efforts.
Hailing the success of the mission, His HighnessSheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Vice President and Prime Minister of the UAE and Ruler of Dubai, said: “The Hope probe’s historic arrival to Mars is the greatest celebration of the 50th anniversary of our country. It sets the beginning of the next 50 yearswith boundless ambitions and dreams.” He added, “Our nextaccomplishments will be even bigger and greater.”
Sheikh Mohammed bin Rashid noted that “Our biggest success is building national scientific expertise who will contribute to the international science community.”
He added, “we dedicate our Mars achievement to the people of the UAE and the rest of the Arab world. Our success proves that Arabs are capable of reviving the region’s legacy and status in the scientific sphere.”
“We mark our country’s 50th anniversary by our Mars stop, and invite Arab youth to join the UAE’s science movement thatmarched at high speed.”
His Highness Sheikh Mohamed bin Zayed Al Nahyan, Crown Prince of Abu Dhabi and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces, said:“the Hope Probe’s successful arrival to Marsis an Arab and Islamic achievement that was made possible by the relentless efforts of our youth. The mission marks our entry in the global race to space.” He added that “The probe’s arrival to the Red Planet celebrates our journey of 50 years in the best image that fits the UAE and captures its true story to the world.”
He noted that the “Emirates Mars Mission paves the way for the next 50 years of sustainable scientific development in the UAE.”
“The human capital is the true wealth of our nation. Investing in our people forms the main pillar of all our development strategies and policies.”
Sheikh Mohamed bin Zayed stressed that “the Emirati youth will be the ones leading our development for the next 50 years with their acquired knowledge and skills. The Emirates Mars Mission contributed to building highly-qualified Emirati capabilities equipped to make more accomplishments in the space sector.”
His Highness Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Crown Prince of Dubai, Chairman of the Executive Council and Chairman of the Mohammed Bin Rashid Space Centre, said: “The Hope probe’s historic space journey to Mars is a significant Arab and Emirati achievement.” He noted that “the Emirates Mars Mission drafts a new chapter in the UAE’s record of achievements in the space science sector and supports the efforts of our country to build a sustainable knowledge-based economy driven by advanced technologies.”
He concluded, “the UAE’s celebrations of the 50th anniversary has become associated with the arrival to Mars, which places a big responsibility on the next generation to make greater achievements in the next 50 years.”
Millions of Viewers
Beamed live around the world by international television stations, the Probe successfully entered the orbit of the second-smallest planet in the Solar System on February 9 at 7:42pm UAE time.
The moment was marked by a dazzling laser show on the façade of the Burj Khalifa reviewing the journey of the Hope Probe, the stages of the project, and the efforts of the Emirati scientistswho participated in the realisation of the country’s space dream.
As hundreds of spectators watched the stunning display, the world’s media were joined by high-level government officials and the Emirati Hope Probe team for a special briefing on the mission’s progress.
During the event, Her Excellency Sarah AlAmiri, Minister of State for Advanced Technology, Chairperson of the UAE Space Agency and leader of the scientific team of the Emirates Mars Mission project, gave a detailed explanation in Arabic and English of all stages from ideation to launch and the seven-month journey to space.
Her Excellency’s briefing shed light on the Hope Probe’s journeyand the UAE's long-held dream of reaching space. A meeting was also held between the scientific team and several media professionals, offering in-depth detail on aspects of the project.
Attending media also received continuous updates from the Ground Control Station at the Mohammed bin Rashid Space Center in Al Khawaneej as Omran Sharaf, Project Director of the Emirates Mars Mission, provided information about theProbe's path in the final critical minutes before entering the capture orbit around Mars.
The core mission will involve capturing more than 1,000GB of new data over one Martian year (687 Earth days), which will be shared with 200 scientific and educational institutions around the world. The mission can be extended for another two years, to provide the first-ever complete picture of the Martian atmosphere.
Through closely studying the connection between current Martian weather and the climate of the Red Planet, scientists will gain deeper insights into the past and future of the Earth as well as the potential for human life on Mars and other planetary objects.
The defining moments
The most critical phase of the Hope Probe’s entry to the Red Planet’s orbit, the MOI, commenced at 7:30p.m. UAE timing.
Previously programmed by the team before the launch, the probe automatically fired its six Delta V thrusters to rapidly reduceits speed from 121,000 km/h to 18,000 km/h. The deceleration burn took 27 minutes until 7:57pm as the probe safely entered the capture orbit.
At 8:08pm, the ground control station at Al Khawaneej received the first transmission from the Hope probe, signalling the success of the mission.
The probe’s entry to Mars’ orbit marks the end of four of thesix stages of its space journey that started in July 20, 2020: launch, early operations, cruise and the Mars Orbit Insertion. The probe is currently entering the ‘transition to science’ phase, before it commences the ‘science’ phase to study the Martian atmosphere.
First Day in Mars
On its first day in Mars, the team restored communication with the probe to ensure its systems remained intact after the dangerous phase it had just passed. For the next 3-4 weeks, daily contact will be scheduled between the probe and the team back on Earth, enabling a quick turn-around of command sequence uploads and telemetry receipt. The probe will capture its first picture of Mars in the first week of its arrival.
Transition to Science phase
After a period of testing and validation, a series of maneuvers are performed to get the Hope Probe in the correct position to move into the Science Orbit.
The next stage in the Hope Probe’s journey is the transition from the Capture Orbit to an acceptable Science Orbit in preparation for its primary science operations. The rebooting of the probe’s systems can last for 45 days, while the radio signals will take from 11-22 minutes to travel from Hope to earth and back.
The Science phase
The last phase of the probe’s journey is set to begin in April 2020. The probe will officially enter the Science phase to complete the first-ever planet-wide, 24x7 picture of Mars’ atmospheric dynamics and weather daily, throughout all seasons for one full Martian year (687 earth days) until April 2023.
The probe, however, can be used for another two years for additional data collection.
The three science instruments installed on the probe will enable the collection of 1,000GB comprehensive newMartian data, which will be shared for free with over 200 research centers.
The insights and data we gain from understanding the Martian climate will add new dimensions to human knowledge about how atmospheres work, which will help scientists and researchers evaluate distant worlds for conditions that might support life.
Understanding the geographical and climate changes of Mars and the other planets will help us gain deeper insights to find solutions for key challenges facing mankind on earth.
A Global Picture
Once it reaches Mars’ orbit, the Hope probe will provide the first-ever complete picture of the Martian atmosphere, monitoring weather changes throughout the day during all seasons, which has not been done by any previous mission.
The mission will provide deeper insights on the climatic dynamics of the Red Planet through observing the weather phenomena in Mars such as the massive famous dust storms that have been known to engulf the Red Planet, as compared to the short and localized dust storms on earth. It will focus on better understanding the link between weather changes in Mars’ lower atmosphere, with the loss of hydrogen and oxygen from the upper layers of the atmosphere.
The probe, for the first time, will study the link between weather change and atmospheric loss, a process that may have caused the Red Planet’s surface corrosion and the loss of its upper atmosphere.
Exploring connections between today’s Martian weather and the ancient climate of the Red Planet will give deeper insights into the past and future of Earth and the potential of life on Mars and other distant planets.
-ENDS-
About the Emirates Mars Mission
Announced in July 2014 by the UAE President His Highness Sheikh Khalifa Bin Zayed Al Nahyan, and His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Vice President and Prime Minister of the United Arab Emirates and Ruler of Dubai, the Emirates Mars Mission has been developed by the Mohammed Bin Rashid Space Centre (MBRSC), in conjunction with its knowledge transfer partners and funded by the UAE Space Agency.
Conceptualized to disrupt and accelerate the UAE’s space sector through shaping a scientific community, and boosting space education in the country, the Hope Probe will reach the Martian orbit in February 2021. The Probe aims to build the first full picture of Mars’s climate throughout the Martian year.
EMM and the Hope Probe are the culmination of a knowledge transfer effort that started in 2006. The Hope Probe has witnessed Emirati engineers working collaboratively with partners from around the world to develop the UAE’s spacecraft design and reinforce the country’s engineering and manufacturing capabilities.
The Hope Probe will reach the Mars orbit in 2021, the 50th anniversary of the UAE Federation. The UAE took shape as an independent nation on December 2, 1971.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.