كتب وسيم وليد دلي (*) :
منذ اتفاق الطائف حتى لحظة اغتيال الشهيد رفيق الحريري كان البلد بنعمة اقتصادية بسبب مرونته السياسية في التعاطي مع الجميع ومدوِّراً الزوايا كي يبقي على لبنان الهوية متطلِّعاً دائماً نحو بناء اقتصاد وسياحة وجيل معلَّم مثقف متحرّر من الطائفية وما خلّفتهُ الحرب الأهلية من دمار تثقيفي وبنيوي ،وهذا النهج لطالما حَلُمَ بهِ الكثير من الدول الكُبرى في يومنا هذا وهو الذي كان عابراً للقارات في كل مرة يقع فيها لبنان في مأزق ساعياً سريعاً لإيجاد الحلول التي لم يستسلم يوماً لخلقها متسلحاً بإيمانه أولاً ومن ثم بثقته بما أسّسَ ويؤسس من خلق فرص عمل وبيئة حاضنة للإعتدال والتوازن الطائفي بالبلد مستخدمه كغنى يُبنى عليه للأفضل وليس للمحاصصة او ما يشابه يومنا هذا من خلق بدع دستورية جديدة لتأزيم الوضع أكثر وشدّ العصب الطائفي خدمةً لمصالح فئوية ضيّقة.
اليوم يحاول جاهداً دولة الرئيس سعد الحريري إعادة إنقاذ البلد كما فعل تماماً يومها الشيخ رفيق وبنفس الأسلوب مع كل ما عاناه ويعانيه من عوائق في طريقه صبوراً مثابراً محاولاً من هنا وهناك كي يخلق بادرة أمل لتشكيل الحكومة التي لا يحتمل تأجيلها أكثر متسلحاً بانفتاحه المعتدل على جميع الأطراف وآخذاً بعين الإعتبار حكمة بكركي ومبادرة الرئيس بري مؤخراً تحت المظلّة الفرنسيّة التي ما زالت مستمرّة ولا خيار آخر غيرها في الوقت الحالي بعدما أجمع عليها جميع الأفرقاء في قصر الصنوبر وبالتالي من الغير مسموح عرقلة ملف الرئيس المكلف أكثر لأنّ يوماً بعد يوم لبنان كلّهُ يخسر وليس فريقاً واحداً والناس تعرف تماماً من يعطِّل ومن يحسب حسابات انتخابية ضيقة وغيرها من اليوم غير آبهاً بوضع الناس الحالي فمصيبة هي إن يدري ما يرتكب من جريمة بحق البلد والمصيبة أكبر إن لا يدري وما زال في " ال لالا لاند " .
كلُّنا ثقة اليوم وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى أن الرئيس الحريري بتصميمه وجولاته وعلاقاته وحكمته قادراً اليوم أن يضع لبنان من جديد على السكّة الصحيحة باختصاصيين غير تابعين لأحد ،مهتمين بتنفيذ الخطة الإصلاحية الواضحة كي نخرج من هذا النفق المظلم إن شاء الله كي لا نخسر حُلُم رفيق الحريري بعدما خسرناه أولاً في ٢٠٠٥. الرئيس الحريري لن يتوانى أبداً عن تكملة مسيرة والده فهو حاملاً كتاباً واحداً في يده لا غير ألا وهو كتاب العدل والحوار والإنقاذ والتطوير وكبح الفساد من دون مسايرة، أي كتاب رفيق الحريري..عن جديد.
(*) منسق قطاع الشباب في البقاع الأوسط
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.