كتبت دموع شرقاوي:
بعد 16 سنة بدنا نحكيلَك!!
مش حكاية استشهاد زعيم ..مش قصة إحياء ذكرى الاستشهاد.. مش قصة الوقوف على الأطلال.. بدنا نحكيلّك عن حالنا.. بعاميتنا.. ببساطة متل ما نحب أن تسمعنا..
بعد 16 سنة يا ريّس بدنا نحكيلَك واقعنا..يلي أنتِ شفتو في آخر جولة لكَ في بيروت.
بدنا نحكيلَك عن حالنا، وين صرنا.. ماذا نأكل.. كيف نعيش.. كيف نتنقّل.. كيف ننام.. كسف نصحو!!
بعد 16 سنة يا ريّس.. نصحو لنفتش على فرصة هجرة إلى الخارج،
نصحو لنطمئن إلى أننا نملك سعر ربطة الخبز وفق البورصة العالمية،
بعد 16 سنة.. ننام بعد أن نقبض راتبنا بالليرة اللبنانية ونصحو على جيوب فارغة فيها ربع راتب وفق سعر صرف الدولار في السوق السوداء،
بعد 16 سنة ياريّس.. فرغت بيروت من زوارها، وأقفلت المتاجر أبوابها،
بعد 16 سنة، أصبحنا نخشى الدخول إلى المستشفيات المسجونة خلف قضبان الدولار،
بعد 16 سنة أصبحنا مساجين التجار وهلع الأسعار،
لا ندري من أين نبدأ ولا حتى كيف نستمر وأين ننتهي!!
يا ريّس.. أصبحنا ننام مخطوفين ونصحو مقتولين،
خسِرنا اقتصادنا، خسرِنا عملتنا، خسِرنا مكانتنا في العالم،
خسِرنا كرامتنا، و بتنا نقف في الطابور أمام ظابط أمن لنحصل على مساعدة 400 ألف ليرة لبنانية يعني ما قيمته 40 دولار أمركي.
خسِرنا سمعتنا في العالم وبتنا أوائل البلدان في مؤشرات الفساد والجريمة،
بعد 16 سنة خسِرنا بيروت، وجهتنا إلى العالم.. وخسِرنا مئات الأرواح البريئة في أضخم انفجار وصلت ارتداداتهِ إلى قبرص وأبعد من ذلك..
بعد 16 سنة فقدنا حُرمة وطننا وأرضنا..مرافئنا ومطارنا أصبحت مرتعاً للمجرمين، وسماءنا فضاءً للعدو، وشبابنا وقوداُ للخصوم الألِداء.
بعد 16 سنة فقدنا نعمة الكلام، نعمة التحدث.. في كل يوم نخسَر حريتنا، وفي كل ساعة تخفت أصواتنا.
بعد 16 سنة بدنا نحكيلَك يا ريّس!! هل تريد أن تعرف ماذا يحصل في بلادنا؟
ما يحصَل أن دولتنا مثل هيكل عظمي فارغ المحتوى، وجسم مشلول فاقِد الحواس.. ورأس فارغ العقل والحكمة.
يا دولة الرئيس، أصبحت بلادنا جثة هامدة وننتظر موعد دفنها،
جثة يلتفّ حولَها ذئاب المال و الدم و يتناتشون بقاياها..
جثة هامدة في الأرض، يجلس مسؤوليها في صف العزاء ينتظرون موائد الطعام عن روحها.
بعد 16 سنة يا ريّس، وصل الرئيس إلى الحكم واختفت الجمهورية.
دموع ( ودموعنا ما نشفِت يا ريّس).
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.