كتب محمد حندوش:
لم تستطع السنوات الستة عشر أن تقلّل من وهج رفيق الحريري وحضوره في الحياة السياسية محلياً وإقليمياً ودوليا، ذلك أن الرجل ينتمي إلى طينةٍ نادرة، طبع الحياة السياسية بحنكة نادرة، جعلتهُ أصعب الأرقام في المعادلة الوطنية، وقد ارتبط اسمه بإعادة اسم لبنان إلى خارطة الإنماء والإعمار، وتأمين حضوره الدولي والإقليمي مع مراعاة التوازنات الداخلية الدقيقة، فاستطاع بفترة قياسية أن يفرض إيقاعه على المشهد الوطني، من خلال تقديمه لرؤية وطنية من خلال برنامج متكامل على الصعد الانمائية والاقتصادية والانمائية والتربوية،،
والرجل الذي شغل وسائل الإعلام، وكان حديث المجالس من مؤيدين وموالين ومعارضين، لم يكتفِ بهذا الحضور في فترة حكمه، ليتحول استشهاده إلى محطة تاريخية، طبعت المرحلة التي تلتها بطابع سيادي لم يعرفها اللبنانيون من قبل،
رحل رفيق الحريري،، وبقي حديث الناس، وبقيت مدرسته الوطنية، يناضلُ طلابها في الساحات الوطنية، ومعهم إيمانٌ عميق بأن هذا المشروع هو خشية الخلاص لهذا الوطن، وهو ترياق النهوض الوطني،
فقد أبدع رفيق الحريري في إيجاد خلطة سحرية ونادرة لوطنه بعدما اختبر مكونات هذا الوطن وتناقضاته الاستثنائية، فحول التنوّع إلى ميزة،
فالوطن الذي خسر شخصيةً استثنائية، ما زال يحنّ إلى عراب الطائف ومهندس الإنماء.
وأنت تجولُ في وسط بيروت، وتشاهد المدينة الرياضية، وتتنقل على الطرق التي ربطت الوطن ببعضه، وتسافر عبر المطار الدولي، ترى الحجر والبشر يقول "رفيق الحريري مرّ من هنا"
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.