خاص – "مستقبل ويب"
" مع مرور كل يوم نكتشف حجم الخسارة التي لحقت التي وقعت على لبنان واللبناني جرّاء استشهاد رفيق الحريري.. نعم، نشتاق لرفيق الحريري كل يوم ، وعند كل استحقاق، لم ننساه يوماً ولن ننساه"، بهذه الكلمات يستذكر النائب سمير الجسر الرئيس الشهيد في الذكرى 16 لاغتياله.
ويقول الجسر لـ"مستقبل ويب":"يحزنني تحميل بعض "جهابذة " الاقتصاد والسياسة هذا الرجل العظيم مسؤولية الوضع الاقتصادي المتردي الذي وصلنا اليه، نتيجة السياسات الاقتصادية التي اتبعها منذ توليه الحكم، وكل ذلك لأسباب سياسية ضيّقة ومصالح فئوية خاصة. هذا ظلم كبير لا حق به وحقد كبير واقع عليه. وأقول الحقد بكل أسف لأنه " يعمي البصر والبصيرة".
يشرح الجسر لهؤلاء ما فعله رفيق الحريري حين وصل الى سدة الحكم، ويقول:" كانت حينها رئاسة الجمهورية لا تملك ورقة لتدوّن عليها محضر جلسة او اجتماع رسمي، والبلد عبارة عن أنقاض وركام! فكان لا بدّ من وضع أولويات لاعادة اعمار لبنان والهمّ الأكبر بالنسبة لرفيق الحريري اعادة تأهيل البنى التحتية بشكل كامل لتخدم كل القطاعات الانتاجية الأخرى. أما الاهتمام بانعاش القطاع السياحي فلم يكن من فراغ، بل لأن مردوده المالي سريع وآني. لم يصدر رفيق الحريري أي قرار بطريقة عشوائية أو ارتجالية، بل كانت كل قراراته وتوصياته مبنيّة ومستندة على تخطيط ورؤية مسبقة."
ويتابع الجسر" صحيح ان الرئيس الشهيد انطلق بالاقتصاد اللبناني من باب الخدمات والسياحة لجذب الأموال، لكنه في المقابل أسّس لاقتصاد استراتيجي متماسك، لأنك ان اردت الاهتمام بالقطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعة يجب عليك في البداية تأمين الأسواق اللازمة لها. ففي المجال الصناعي لا يمكن لأي بلد أن يكون بلداً صناعياً اذا لم يتوفر له سوقاً بأكثر من 25 مليون نسمة. رفيق الحريري قام بتأمين سلسلة من الاتفاقيات لفتح الأسواق العربية والأوروبية أمام البضائع اللبنانية الزراعية والصناعية، من ضمنها الاتفاقية مع سوريا والتي أدت الى زيادة الصادرات اللبنانية الى دمشق أكثر من 13 %. كما أدخل لبنان في اتفاقية " التسيير العربي" على اثر مؤتمر عقد في مدينة جدة السعودية تعويضاً عن فشل التأسيس لسوق عربية مشتركة هدفها الغاء الرسوم الجمركية بين الدول العربية بناءً على توصية من الرئيس الشهيد رفيق الحريري نفسه استناداً لأرقام واقعية للحركة التجارية بين الدول العربية مجتمعة والتي لا توازي حجم العملية التجارية بين اي دولة عربية واسبانيا!.. حقيقة هذه الاتفاقية فتحت الأسواق العربية أمام البضائع اللبنانية بشكل منتظم، ونقلت القطاعين الصناعي والزراعي من واقعهما المتردي الى حالة مختلفة باجماع كل الصناعيين والزراعيين."
ويضيف الجسر" رفيق الحريري لم يكتفِ بالأسواق العربية، بل نجح في ادخال لبنان باتفاقية الشراكة الأوروبية، لكن للأسف في كل مرة كانت المناكفات والكيديات السياسية تحاول عرقلة مخططاته واحباطه، لكنه لم يستسلم يوماً ولم يتراجع للحظة أمام كل هذه التحديات والصعوبات. هذا الرجل عمل على تحويل لبنان الى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى ولكن بطريقة علمية ومنظمة بعيداً عن العشوائية والتخبط والخطط الهوائية التي تفتقد للواقعية والقدرة على التنفيذ. فمن الظلم اتهامه بأنه أهمل القطاعات الانتاجية لمصلحة قطاع الخدمات وتحويل لبنان الى بلد ريعيّ."
أما عن طرابلس، يستغرب الجسر محاولات البعض بشكل مستمر اخفاء الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، والاصرار على تجهيل انجازات رفيق الحريري في طرابلس والتعتيم عليها، لاهداف سياسية ضيّقة لكن أبناء المدينة يعلمون تماماً بأنه رغم كل محاولات التضييق على عمل رفيق الحريري في طرابلس ومحاولة منعه مراراً وتكراراً من تنفيذ المشاريع الانمائية فيها أصرّ على خدمة الفيحاء والوقوف الى جانب أهلها، مثلاً اوتستراد بيروت طرابلس الذي وصل قبل الحرب الى منطقة شكا، من قام باستكمال تنفيذه وصولاً الى طرابلس رفيق الحريري / معرض رشيد كرامي الدولي كان عبارة عن "خربة" ومقرّ للقوات السورية قام رفيق الحريري برصد الأموال اللازمة لاعادة ترميمه / مستشفى طرابلس الحكومي جرى اقراره وتنفيذه في عهد رفيق الحريري / 12 مدرسة ومهنية نفذّت في عهد رفيق الحريري ( 5 مهنيات في البداوي وابو سمراء والميناء) و (5 ثانويات ومجمّعان للروضات) / مشروع الضم والفرز (طرابلس الجديدة) رصد له من ميزانية الدولة 50 مليار ليرة لبنانية لتنفيذ تلزيمه / تأمين القروض اللازمة لمرفأ طرابلس باعتباره مؤسسة عامة / المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس / مستشفى اورانج ناسو جرى تحويله من مستشفى خاص الى مستشفى رسميّ للتوليد / المشروع السكني في القبة والذي كان يصرّ رفيق الحريري ان يتم بناؤه وفق أعلى المواصفات، وكان يقول لي دائماً من حق الفقراء أن يسكنوا في منازل محترمة / الملعب الأولمبي في طرابلس والذي جرى اقراره في العام 1998 من ضمن خطة اقرار المدن الرياضية في كل لبنان"..
"هكذا كان رفيق الحريري"، يختم الجسر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.